من المتوقع ان يتبنى مجلس الأمن اليوم قراراً بنشر قوات دولية في تيمور الشرقية، بعدما أعلنت أندونيسيا عدم اعتراضها على الدول المشاركة فيها. وتستعد المنظمة الدولية لنشر ستة آلاف جندي في المستعمرة البرتغالية السابقة خلال 72 ساعة، فيما وردت أنباء من ديلي ان مقر بعثة الاممالمتحدة أحرق وتم إجلاء 1500 شخص الى استراليا كانوا في حماية المنظمة الدولية. الأممالمتحدة - رويترز، أ ف ب، أ ب - بدأ مجلس الأمن امس الثلثاء اعداد مشروع قرار لنشر قوات دولية لحفظ الأمن في تيمور الشرقية.و قال الرئيس يوسف حبيبي ان بلاده لا تضع شروطاً على تشكيلها، لكن وزيراً في حكومته دعا الى أخذ "اعتراضات" جاكارتا ووجهات نظرها بعين الاعتبار. ووردت أنباء من ديلي ان مقر المنظمة الدولية فيها قد أحرق وتم اجلاء 1500 شخص من التيموريين المحاصرين الى استراليا. وأفاد مسؤولون في الاممالمتحدة ان طليعة القوات التي يقدر عديدها بستة آلاف جندي من استراليا ودول اخرى يمكن ان تصل الى تيمور الشرقية خلال 72 ساعة للقضاء على العنف في الاقليم. وأعدت بريطانيا مشروع قرار رفعته الى مجلس الأمن استندت فيه الى البند السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يسمح باستخدام القوة لاستعادة النظام في تيمور الشرقية. ومن المتوقع تبني القرار اليوم. واجتمع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان امس مع أطراف معنيين بالأزمة بينهم وزير الخارجية الاسترالي الكسندر دونر، ونظيره البرتغالي خايمي غاما بعدما اجتمع مرة اخرى مع وزير الخارجية الاندونيسي علي العطاس. وأبلغ العطاس انان واعضاء مجلس الأمن ان حكومته ترحب بالقوة المتعددة الجنسية سريعاً ولن تفرض شروطاً مسبقة على جنسية القوات. لكنه أبدى تحفظاً إزاء قيادة استراليا القوة، وقال انها ليست البلد الوحيد في العالم المؤهل لذلك. واستدرك ان "هذا تفضيل وليس شرطاً". واغضبت استراليا الاندونيسيين بسبب انتقادها القوي واحتجاجاتها على الاضطرابات في تيمور الشرقية التي وافق سكانها بغالبية في استفتاء اجري في 30 آب اغسطس على الاستقلال عن اندونيسيا. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان حبيبي ابلغ ديبلوماسيين من دول الاتحاد الأوروبي انه لا توجد شروط مرتبطة على نشر قوات في الاقليم. لكن وزير الداخلية سياروان حامد قال في وقت سابق ان على الاممالمتحدة أخذ "اعتراضات" اندونيسيا في عين الاعتبار، في اشارة الى التحفظ على مشاركة استراليا والبرتغال عند اتخاذ قرار في شأن تشكيل القوة التي ستنشر في المستعمرة البرتغالية السابقة. وفي طوكيو قال وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كوميورا ان على المجتمع الانصات الى آراء اندونيسيا في شأن تشكيل القوة الدولية. وأبلغ كوميورا جمعاً من رجال الاعمال والاكاديميين: "يجب ان ننصت الى آراء الحكومة الاندونيسية في شأن أي نوع من القوات سيكون أكثر فعالية في استعادة النظام". وأضاف: "المهم هو استعادة النظام في تيمور الشرقية... ونحن لا نحاول معاقبة اندونيسيا". لكنه قال انه سيكون من الصعب بالنسبة الى اليابان ان تشارك في القوة. وفي لندن قال وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون ان بلاده ستقوم بدور عسكري "متواضع" في أزمة تيمور الشرقية بسبب الأدوار الأخرى التي تقوم بها في مناطق اخرى مضطربة من العالم. وأضاف روبرتسون الذي سيترك منصبه ليصبح الشهر المقبل الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ان القوات البريطانية مشغولة بالفعل بمشاكل ملحة تقع على مسافة اقرب من بريطانيا. وأعلنت الصين انها مستعدة لمساعدة الاممالمتحدة في استعادة الاستقرار في تيمور الشرقية لكنها لم تشر الى ما يمكن ان تفعله. وقال سون يوكسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان "الجانب الصيني مستعد للقيام بجهود في اطار الاممالمتحدة من اجل عودة الاستقرار الى تيمور الشرقية بأسرع ما يمكن". وفي مانيلا قال وكيل وزارة الخارجية الفيليبينية لورو بايا ان بلاده مستعدة للمشاركة في القوة تحت رعاية الاممالمتحدة. وفي جاكارتا صرح مصدر من الاممالمتحدة نقلاً عن عضو في بعثة المنظمة الدولية في ديلي ان مقر البعثة في عاصمة تيمور الشرقية احترق. وارتفع عمود من الدخان في سماء ديلي قبيل ظهر امس من المقر العام للبعثة بينما كان يتم اجلاء العاملين فيها.