ديلي تيمور الشرقية - أ ف ب - قال رئيس بعثة الاممالمتحدة في تيمور الشرقية يان مارتن امس الاثنين ان مواصلة الميليشيات الموالية لاندونيسيا هجماتها على بعثته تشكل "قلقاً كبيراً" للمنظمة الدولية. وقال مارتن الى الصحافيين غداة هجوم جديد شنته عناصر الميليشيات في ليكيزا غرب المستعمرة البرتغالية السابقة، انه سيعقد لقاءات مع المسؤولين الاندونيسيين المحليين، "للتعبير عن قلقه في اشد لهجة ممكنة". وأضاف: "لست في وضع يسمح لي بتحديد من يقف وراء الهجمات وهل ان الامر يتعلق باستراتيجية منسقة، الا ان الهجمات تقع بالتأكيد في اماكن عدة". وأعرب عن "الأسف لعدم تحرك" قوات النظام الأندونيسي للتصدي لما يحصل، واصفاً ذلك بأنه "غير مقبول". وقال رئيس بعثة الاممالمتحدة ان الشرطة تحاول في بعض الاقاليم القيام بمهمتها، "لكن ذلك لم يحصل في ليكيزا". وتابع: "انا لا اقول اذا كانت هذه الحال ناجمة عن عدم كفاءة أو عن غياب الارادة". واعتبر جمشيد ماركر المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى تيمور الشرقية، ان الهجوم الذي استهدف اول من امس قافلة انسانية في تيمور الشرقية، يلقي الشك حول امكان اجراء الاستفتاء المقرر الشهر المقبل والذي ينتظر ان يقرر مستقبل المستعمرة السابقة. وقال ماركر قبل لقائه وزيري الخارجية والدفاع الاستراليين الكسندر دونر وجون مور: "اننا قلقون جداً ولو ان الانتخابات ستجري اليوم فلا اعتقد ان ذلك سيكون ممكناً". وأضاف الديبلوماسي الذي قام الاسبوع الماضي بزيارة لجاكارتا وديلي: "لكن ما زال لدينا الوقت وما زال لدى السلطات الاندونيسية الوقت ايضا لتحسين الوضع الامني، كما وعدتنا". ومن المتوقع اجراء الاستفتاء في 21 او 22 آب اغسطس المقبل بعدما اجله كوفي أنان لأسباب أمنية على الرغم من احتجاجات جاكارتا. ومعلوم ان استراليا ستشكل القاعدة الخلفية للبعثة الدولية المؤلفة من 900 شخص. وهي تساهم فيها باكبر عدد من العناصر. والبعثة مكلفة تنظيم الاستفتاء الذي سيسمح للتيموريين الشرقيين باعلان موافقتهم او رفضهم للاندماج مع اندونيسيا في اطار من الحكم الذاتي. وفي صفوف بعثة الاممالمتحدة 300 شرطي مدني ولكنهم غير مسلحين، بناء على طلب من جاكارتا التي تعهدت ان تتولى توفير الامن. ومنذ الخميس الماضي، تعرضت ثلاثة مواقع للامم المتحدة للاعتداء من قبل عناصر الميليشيات التي أسسها الجيش الأندونيسي ويدربها ويشرف عليها. وجرح عدد من الاشخاص اول من امس عندما تعرضت قافلة مساعدات انسانية لاعتداء في ليكيزا، على بعد 25 كيلومتراً إلى الغرب من ديلي من قبل عناصر الميليشيات الذين اطلقوا النار واصابوا الاليات ورشقوا بالحجارة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة كانت تعمل على نقل الضحايا. وأفاد ديبلوماسي غربي ان مسؤولي الشرطة في ديلي رفضوا مواكبة القافلة مؤكدين ان سكان هذه المنطقة لا يحتاجون اليها. وأشار مارتن الى ان "الوضع في ليكيزا يشكل مصدر قلق كبير والشرطة اعلمت بوجود الميليشيات المسلحة في المنطقة وضواحيها مرات عدة، كما اعلمت بالتهديدات المباشرة ضد العاملين" في الاممالمتحدة.