شارك الاتحاد الاوروبي في احتفال انطلاق مفاوضات الوضع النهائي في معبر ايريز وجدد في المناسبة استعداده تقديم العون لتنفيذ الاتفاقات الانتقالية والمساعدة على إنجاح قضايا الوضع النهائي التي تتركز حول مشاكل المياه واللاجئين والقدس الشرقيةالمحتلة والحدود بين اسرائيل والكيان الفلسطيني. واعتبر الاتحاد اتفاق شرم الشيخ "واي -2" الذي وقع في الخامس من هذا الشهر "خطوة حاسمة في اتجاه السلام العادل والشامل" وأشاد في بيان أصدره وزراء خارجية البلدان الأعضاء ظهر امس الاثنين في بروكسيل "بشجاعة" كل من الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء ايهود باراك "وتصميمهما على تحقيق هذا الهدف". وحيا البيان مساهمة كل من الملك عبدالله الثاني والرئيس حسني مبارك ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في المرحلة الأخيرة من مفاوضات اتفاق "واي - 2" واعتبر ان نجاحها "يعود بشكل خاص للمفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية" الأمر الذي "يبشر بقطع الخطوات المتبقية في المسار". ويجدد الاتحاد الاوروبي استعداده للمشاركة في تنفيذ الاتفاقات القائمة و"المساهمة، اذا رغبت الأطراف، في القضايا التي ستطرح في مفاوضات الوضع النهائي". وكان المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس عقد صباح امس اجتماعاً مع الرئيس الجديد للمفوضية الاوروبية رومانو برودي قبل سفره موراتينوس للمشاركة في احتفال معبر ايريز. وتنسب أوساط ديبلوماسية الى برودي اهتمامه بوضع مسيرة السلام وتطور خطة الشراكة الاوروبية المتوسطية. ويعرض الاتحاد الاوروبي خبرته للمساعدة على إيجاد تصورات اقليمية للمشاكل القائمة. وأوضح ديبلوماسي اوروبي ل"الحياة" وجوب "تثبيت الحقوق التاريخية لكل من الأطراف المعنية في المياه ثم البحث عن صيغ اقليمية لاستغلال الموارد المتوافرة وتطوير موارد جديدة لأن الثروة المائية محدودة ويجب البحث عن موارد جديدة". واضاف ان الشرعية الدولية تقتضي الاعتراف ب "حق العودة" بالنسبة الى اللاجئين ثم البحث عن حلول تأخذ في الاعتبار "خيار التعويضات المالية وحدود طاقات الاستيعاب". وترفض المصادر الاوروبية الدخول الآن في الجدل الاسرائيلي حول صعوبات انجاز استحقاقات مفاوضات الوضع النهائي في ظرف عام وتلح على أهمية استعجال الطرفين والتقيد بموعد الثالث عشر من ايلول سبتمبر من العام المقبل لإنهاء مفاوضات الوضع النهائي. وفي ما يتعلق بالقدس الشرقيةالمحتلة فان الموقف الاوروبي ثابت في شأنها ويعتبرها جزءاً من الأراضي التي احتلتها اسرائيل في 1967 ولا يعترف بضمها وبسط السيادة الاسرائيلية عليها. وتجري كل من فرنسا وهولندا مشاورات مع الجانب الفلسطيني لتقديم مساعدات وقروض ميسرة لبناء مرفأ غزة. كما تبحث المفوضية من ناحيتها ترتيبات تمويل مشروع توسعة مطار غزة وتهيئة المستودعات اللازمة لشحن البضائع الفلسطينية الى الأسواق الخارجية. وأوصى الوزراء الى المفوضية والرئاسة الاوروبية تتولاها فنلندا والمبعوث الاوروبي موراتينوس باجراء مشاورات مع الأطراف المعنية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها للنظر في امكانات تحريك المفاوضات المتعددة الأطراف المتصلة بمشاريع التعاون الاقليمي وتعزيز فرص استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني.