يبدأ السفير الروسي لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف زيارة لبلغراد اليوم، بعدما امضى يومين متفقداً الاوضاع في اقليم كوسوفو، اثار خلالهما استياءً شديداً لدى الزعماء الألبان. وقام السفير الروسي بزيارته الى كوسوفو حسب منهاجه الخاص، على رغم نصائح المسؤولين الدوليين في الاقليم له بتأجيل مهمته الى وقت آخر "ريثما تصبح الظروف الامنية وعلاقات السكان افضل مما هي عليه الآن". وتركزت لقاءات لافروف مع قادة الوحدات الروسية، اضافة الى ممثلي السكان الصرب بمن فيهم زوران انجيلكوفيتش رئيس المجلس التنفيذي الذي شكلته حكومة صربيا للاقليم ويضم اعضاء من كافة الاعراق. وحمّل في تصريح صحافي المسؤولين الدوليين، العسكريين والمدنيين "مسؤولية غياب الاستقرار في كوسوفو". وشن هجوماً عنيفاً على هؤلاء المسؤولين، وقال ان "كل ما اتخذته بعثة الاممالمتحدة من اجراءات لا ينسجم مع مضامين قرار مجلس الامن رقم 1244 في شأن كوسوفو". وفي اشارة الى امور اتخذها مسؤول الادارة المدنية الدولية برنار كوشنير، بما في ذلك قرار تشكيل "فيلق حماية كوسوفو" الذي يهيمن الألبان عليه، اكد لافروف على انه "ليس من حق احد ان يمنع تطبيق قوانين دولة يوغوسلافيا في الاقليم الذي هو جزء من اراضيها، ويفرض اجراءات تتعارض مع حقوق هذه الدولة التي نص عليها قرار مجلس الامن". واعتبر ان كل اجراءات الاممالمتحدة في كوسوفو ينبغي ان تتم "بالتشاور مع جمهورية صربيا ودولة يوغوسلافيا". وتجنب لافروف الالتقاء مع القادة الالبان، ما اعتبرته صحيفة "كوسوفا صوت" الصادرة في بريشتينا والمعبرة عن مواقف الزعيم الالباني هاشم ثاتشي بأنه "دليل على استمرار انحياز الروس الى جانب الصرب". واصدر زعماء صرب كوسوفو بياناً امس طالبوا فيه القوات الدولية "بارغام الالبان على رفع الحواجز التي وضعوها عند مداخل مدينة اوراخوفاتس جنوب الاقليم والسماح للجنود الروس بالانتشار في المنطقة". ودعا البيان القوات الدولية ان "تزيد من دورياتها في محيط العاصمة بريشتينا لحماية القرى الصربية الموجودة فيها". وجدد الصرب في بيانهم موقفهم المعارض لفيلق "حماية كوسوفو"، واعلنوا انهم لن ينضموا اليه او الى اي تنظيم يسيطر عليه اتباع "جيش تحرير كوسوفو" السابق. وشددوا على اصرارهم "اما الغاء فيلق الحماية الألباني او السماح بتشكيل فيلق مماثل خاص بالصرب". من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم القوات الدولية انه "تأكد بأن حوالى 50 كيلوغراماً من المواد المتفجرة استخدمت في نسف جسر القطار بالقرب من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو". واضاف انه "تم القاء القبض على عدد من الاشخاص المشتبه بعلاقتهم بالحادث وان تحقيقاً مكثفاً يجرى لتحديد الجناة والكشف عن دوافع العمل التخريبي".