بدا نهار ذلك الأحد في بيت نجيب محفوظ مثل كل النهارات الأخرى. لم يكن هناك ما يميزه عن غيره من الأيام. الوقت الباكر في حياة نجيب محفوظ الآن هو العاشرة صباحاً، من قبل كان النهار يبدأ في السادسة، إذ يخرج من بيته ويتمشى من العجوزة حتى منطقة قلب القاهرة، ويجلس في المقهى ويقرأ الصحف ويشرب قهوته السادة ويعود الى البيت في العاشرة، لتبدأ الكتابة حتى لحظة تناول طعام الغذاء. الآن لا كتابة ولا من يحزنون حتى القراءة أصبح محروماً منها، والليل لم يعد وقت النوم، بقدر ما أصبح وقت الأرق القاتل. والنوم لا يأتي إلا بعد الفجر. ولذلك يكون الاستيقاظ متأخراً، إن نجيب محفوظ الذي اشتهر بيننا بأنه الرجل الذي قهر الزمان وسيطر على الوقت، ها هي قبضته على الوقت تخف، وربما تتراخى، وهذا لم يحدث الا بعد الحادث الذي تعرض له ومحاولة الاعتداء عليه، اذ افتقدت يده اليمنى القدرة على الكتابة، وعيناه القدرة على الرؤية، وبقايا الأذن لم تعد قادرة على السمع. في العاشرة صباحاً يصل الى بيت الاستاذ زائران، ممرضة من مستشفى الشرطة القريب من البيت، وذلك من أجل عمل التدليك اليومي ليده اليمنى، فاليد ما زالت في مرحلة العلاج.، والتدليك لا بد أن تتبعه بعض التمارين، وكتابة كلمات قليلة في كراس صغير. ونجيب محفوظ يكتب اسمه بصعوبة واسماء بعض الاصدقاء المقربين، وما ان يصل الى الصفحة الأخيرة حتى يأخذ الدكتور يحيى الرخاوي الكراسة من أجل الاحتفاظ بها. بعد الممرضة يحضر محمد صبري سكرتير ثروت أباظة الذي "أعاره" نجيب محفوظ لكي يقرأ له الصحف صباحاً، و"الحاج صبري" - هكذا يناديه نجيب محفوظ - لا يقرأ له سوى الصحف اليومية الصادرة عن المؤسسات الكبرى "الاهرام"، وأحياناً "الأخبار"، لكنه لا يقترب من صحف أحزاب المعارضة، ولا حتى الصحف المستقلة على رغم شوق الاستاذ لمعرفة ما في هذه الصحف. ما سمعه نجيب محفوظ من الحاج صبري في هذا الصباح، ولفت نظره كان الخبر الرئيسي في الصحف الثلاث عن وصول الرئيس حسني مبارك الى اميركا في رحلة هي الأطول والأكثر أهمية للولايات المتحدة الاميركية، وثمة خبر آخر عن إدانة مصر للعدوان الاسرائيلي على لبنان. يسأل نجيب محفوظ اصدقاءه ليلاً، إن كان باراك قد تسلم رئاسة وزراء اسرائيل من نتانياهو أم لا. ويتساءل عن كل هذا التباطؤ في عملية الانتقال للسلطة في اسرائيل. ويخيل إليّ ان نجيب محفوظ يؤمن أكثر مما ينبغي بدور الفرد في التاريخ، ويعتمد على ذلك في رؤيته لمسار التاريخ وحركة المجتمع الانساني. ثمة خبر عن انتخابات نقابة الصحافيين، ونجيب محفوظ يرى أن الديموقراطية المطلقة هي العلاج الأخير لكل مشكلات مصر مهما كانت المخاوف التي لا مبرر لها، وخبر عن وصول الممثل الهندي اميتاب باتشان الى مصر ضمن برنامج سياحي، وخبر عن الإعلان عن جوائز مسابقة القوات المسلحة لكتابة أدب الحرب. لم يكن هناك أي خبر عن اجتماع المجلس الأعلى للثقافة من أجل إقرار جوائز الدولة، كان نجيب محفوظ يعرف ذلك من الاصدقاء، وقد لاحظ عدم وجود الخبر فعزا ذلك الى تراجع الاهتمام بالثقافة في الصحف عموماً، وربما تغير الموعد. كان نجيب محفوظ يعرف أنه مرشح لجائزة مبارك، والتي تمنح في هذا العام للمرة الاولى، ولكن كان يلفت نظره أمران، الأول أنه لم يكن المرشح الوحيد اذ كان المرشحون حسب الترتيب الابجدي: ثروت اباظة رشحته جمعية الادباء، وشوقي احمد ضيف رشحته جامعة القاهرة ومجمع اللغة العربية، والدكتور طه مصطفى ابو كريشة ورشحته جامعة الأزهر، والدكتور عبدالقادر حسن القط جامعة عين شمس، ونجيب محفوظ مجلس اكاديمية الفنون، والدكتورة نور محمود زكي شريف مجلس جامعة الاسكندرية. وعلى الرغم من أن ثروت أباظة قد أعلن تنازله عن الترشيح لأن استاذه نجيب محفوظ مرشح لها، وقد كُتبت مقالات في الصحف أشادت بهذا الموقف "النبيل" من ثروت أباظة وشكره نجيب محفوظ على هذا الموقف، واتضح بعد هذا أنه ليس من حق ثروت اباظة التنازل عن الترشيح، لأنه لم يتقدم بترشيح نفسه، ولكن الجهة التي رشحته وهي مجلس إدارة جمعية الأدباء، اذ ان الجمعية لم تسحب الترشيح فقد بقي قائماً. والأمر الثاني الذي كان يقلق نجيب محفوظ هو صدور كتاب لاستاذ في جامعة المنصورة عنه، بالتحديد عن رواية "أولاد حارتنا"، والكتاب يكفر نجيب محفوظ علناً وعلى رؤوس الاشهاد. وعلى رغم إثارة القضية في الصحف فإن هذه الإثارة لم تؤد الى سحب الكتاب من التدريس والنشر على نطاق واسع، بل أفادت الكتاب ومؤلفه، وبالتالي أضر بموقف نجيب محفوظ، وأعادت إلى الأذهان قضية تكفيره، بعد أن كان يتصور ان الجميع قد نسيها مع مرور الوقت. كان نجيب محفوظ نائماً عندما علمت زوجته السيدة عطية الله ابراهيم أنه فاز بجائزة مبارك، تعسيلة ما بعد الغداء، مثلما كان نائماً أيضاً عندما جاءه خبر "نوبل"، هناك فروق بالطبع، خبر "نوبل" وصل في الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر الخميس الثاني عشر من تشرين الاول اكتوبر 1988، أما خبر جائزة مبارك فقد وصل في الخامسة من بعد ظهر الأحد الأخير من حزيران يونيو الماضي، جائزة "نوبل"، كان قدرها قبل أحد عشر عاماً 330 ألف دولار، أما جائزة مبارك فقدرها مئة ألف جنيه مصري. المليون جنيه التي هي قيمة جائزة "نوبل" جرى تقسيمها فوراً، إبنتا نجيب محفوظ: فاطمة وأم كلثوم حصلت كل واحدة منهما على 250 ألف جنيه، وزوجته السيدة عطية الله حصلت على 150 ألف جنيه، وصاحب الجائزة نجيب محفوظ نفسه حصل على 250 ألف جنيه، حولها الى وديعة في البنك، لينفق من عائدها على حالات العلاج وذلك من خلال "بريد الاهرام". والآن ماذا سيفعل نجيب محفوظ بالمئة ألف جنيه. راحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقال. زوجته ترى أن هذا المبلغ يصلح لشراء قطعة أرض بالقرب من القاهرة لبناء فيللا عليها يعيشون فيها. وإن كان نجيب محفوظ يرفض هذه الفكرة تماماً، فهو يقول لزوجته في حضوري إنه ضد فكرة الملكية على طول الخط، انه اشتراكي فعلاً وليس مجرد أقوال كما يفعل الآخرون، وهو يرى أن هذا المبلغ يصلح للقيام برحلة للسيدة زوجته وابنتيه الى مكان ما لم يذهبوا إليه من قبل في هذا العالم. ويتساءل الرجل: هل من المعقول ان يترك الانسان الاقامة على النيل وفي مثل هذه الشقة لمجرد أنه جاءت إليه مئة ألف جنيه، كيف هذا؟!. من باب الفضول اسأل الدكتور جابر عصفور عن موعد تسلم الفائزين قيمة الجوائز: يقول لي إن هذا سيتم قريباً جداً، ويكون سؤالي الثاني عن القلادة التي ستصرف مع القيمة المالية للجائزة ويقول لي إن هذه القلادة لابد أن يصدر بها قرار جمهوري حتى يتم عملها، وهذا القرار لم يصدر بعد. على أن جائزة مبارك التي حصل عليها نجيب محفوظ وهو في الثامنة والثمانين من العمر - أمد الله في عمره - تفتح الباب للكلام عن الجوائز في حياته. كانت الجائزة الأولى التي حصل عليها هي جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية "رادوبيس" وكان ذلك سنة 1943. وقد ظلت السيدة قوت القلوب مجهولة في الأدب المعاصر إلى أن تم اكتشاف نصوص روائية لها مكتوبة باللغة الفرنسية، وبدأت ترجمتها الى اللغة العربية، وكل ما كان يعرف عنها قبل ذلك أنها الكاتبة التي حصل نجيب محفوظ على جائزتها وهو في الثانية والثلاثين من العمر وكان في أمس الحاجة الى مثل هذه الجائزة. في العام التالي - 1944- حصل نجيب محفوظ على جائزة وزارة المعارف العمومية - التربية والتعليم الآن، عن رواية "كفاح طيبة"، ومنح هذه الجائزة لرواية يشكل لحظة من تاريخ مجيد للوزارة لم يعد له وجود الآن. وهذا التقليد لم يستمر طويلاً، وإن كان من الصعب معرفة زمن توقفه بكل دقة. ونجيب محفوظ نفسه لا يتذكر الآن، إن كان حصوله على هذه الجائزة قد أدى إلى تقريرها على الطلاب في حينه أم لا، لكنه دور ثقافي مهم للوزارة في ذلك الزمن البعيد، ان تقدر جائزة للرواية وأن تمنحها فعلاً. بعد ذلك بعامين - في سنة 1946 - يحصل نجيب محفوظ على جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي"، وكان الشرط الجوهري في العمل الذي يقدم لمثل هذه المسابقة ألا يحتوي على كلمة عامية واحدة، ولا بد أن يكون النص كله بالفصحى، ونجيب محفوظ من يومه الأول في الكتابة لا يكتب العامية أبداً. بل أنه يقول لي إنه يرفض الكتابة بالعامية أصلاً لدرجة أنه في سنوات اليأس الأدبي 1950 - 1959، وهي الفترة التي عمل فيها في كتابة السيناريوهات للسينما، كان يكتب القصة والسيناريو، أما الحوار فكان يرفض كتابته لأنه كان يكتب بالعامية، وهو لا يعرف الكتابة بها، ولم يحدث ان كتب بها، وكان الذي يكتب الحوار لهذه الأفلام عادة الفنان سيد بدير. يلاحظ نجيب محفوظ ان هذه الفترة التي حصل فيها على الجوائز الأدبية، لم تكن هناك كتابات نقدية عنه، بل ان النشر كان مشكلة بالنسبة له، حيث أن الناشرين لم يكونوا يقبلون على نشر نتاجه الأدبي. بل أنه يؤكد أن العملين اللذين حصل عبرهما على الجائزتين الأولى والثانية لم يكونا قد نشرا، وأن النشر كان في سنة الحصول على الجائزة أو بعدها، وانه كان يقدم لهذه الجائزة أو تلك مخطوطة الرواية بخط يده، وليس على شكل كتاب منشور. وأنه على الرغم من هذه الجوائز فإن الإقبال على نشر أعماله الأدبية لم يحدث طفرة ولا حتى الكتابات النقدية عنه كانت موجودة، فالواقع لم يكن مثل هذه الأيام حيث نجد أن الجوائز يأتي بالرواج معها. في سنة 1957 تتقرر جائزة الدولة للآداب، كانت السنة الأولى الذي تتقرر فيه جوائز الدولة، ولم تكن قد عرفت بعد باسم التقديرية أو التشجيعية، وفي السنة الأولى حصل عليها نجيب محفوظ عن روايته "قصر الشوق" وهي الجزء الأول من الثلاثية الشهيرة، وكانت قد نشرت متسلسلة، ثم صدرت في كتاب عن دار مصر للطباعة في سنة 1957. يتذكر نجيب محفوظ ان قيمة الجائزة كانت ألف جنيه مصري، وكان هذا مبلغاً ضخماً بمعايير عملة تلك الأيام. والغريب أن هذا المبلغ ظل كما هو سنوات طويلة، قبل أن يتم رفعه أخيراً. يقول نجيب محفوظ إنه في السنة التي حصل فيها على تلك الجائزة وأخذ الألف جنيه فكر في امتلاك فيللا، كانت هناك شركة قد أعلنت عن بناء فيللات وكان المبلغ المطلوب عبارة عن ألف جنيه التي دفعها نجيب كما حصل عليها، وبدلاً من أن يتسلم الفيللا، مات صاحب الشركة في حادث بالطريق الصحراوي مصر - اسكندرية، وتبدد معه حلم امتلاك الفيللا. نجيب محفوظ ما زال يؤكد أن هذه الفيللا كان من المفروض أن تكون في حي المعادي، وأن تطل على النيل الذي يحبه من دون حدود. وبعد أن تطورت الأمور وارتفعت الأسعار أصبح من المستحيل تحقيق هذا الحلم الذي لم يعد نجيب محفوظ حريصاً عليه، وخاصة ان بيته الحالي يطل على النيل، وقريب من منطقة وسط البلد من ناحية أخرى، لدرجة أنه كان يمشي على قدميه من البيت الى مقهى ريش في الذهاب والعودة وذلك في الأيام التي كان يمشي على قدميه فيها. بعض الخبثاء يرددون أن مرض السكر الذي أصيب به نجيب محفوظ كان من تأثير حادث فقد الألف جنيه هذه، وإن كانت قصة نجيب محفوظ مع مرض السكر قصة أخرى تماماً. عندما تقررت جائزة الدولة - للمرة الأولى - سنة 1957 لم يكن معها وسام، وقد صدر قرار جمهوري - بعد ذلك - حصل نجيب محفوظ بموجبه على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وكان ذلك عام 1962 وقد تسلمه من الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العلم، الذي كان يقام سنوياً في صفة منتظمة ولم تهمل فكرته إلا ابتداء من عقد السبعينات. جائزة الدولة التقديرية حصل عليها نجيب محفوظ سنة 1970، السنة الأخيرة من حكم جمال عبدالناصر والسنة ما قبل الأخيرة لنجيب محفوظ في الوظيفة فقد احيل الى المعاش عند بلوغ سن الستين في السنة التالية لذلك. ثم حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الاولى وذلك بمناسبة احالته الى المعاش عام 1972، وكانت الاحالة قد تمت في سنة 1971، وهو وسام روتيني يحصل عليه كل من ترقى في سلم الإدارة المصرية في مصر، ووصل الى درجة وكيل وزارة. ونجيب محفوظ وصل - وظيفياً - الى رئيس مؤسسة السينما، ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية ثم مستشاراً لوزير الثقافة. وكان ذلك في الأيام السابقة على إحالته الى المعاش، واذكر أنه تعرض هو وأسرته لحادث سيارة عند الذهاب الى المصيف، وكان يستقل سيارة اجرة، فهو شخصياً لم يمتلك سيارة في حياته، ولا يقود السيارات. وقد ذهبت إليه مهنئاً بسلامة النجاة من الحادث. كان مكتبه في قصر عائشة فهمي في الزمالك، وكان المكتب يطل على النيل، ولم تكن هناك سكرتيرة طرقت الباب ودخلت، كان نجيب محفوظ بلا عمل تقريباً، وما زلت اذكر أنه كان يكتب وكان النص الذي يكتبه مسرحية، من تلك المسرحيات التي كان يسيطر الحوار عليها من الكلمة الأولى وحتى الكلمة الأخيرة، وقد توقف عن الكتابة فور دخولي عليه. وإن كنت قد نسيت من كان وزير الثقافة في ذلك الوقت: هل كان اسماعيل حسن أم بدرالدين أبو غازي؟ وإن كنت لا أزال اذكر أن نجيب محفوظ كان مستشاراً لهذا الوزير الذي يتوه اسمه من الذاكرة. في سنة 1985 منحت رابطة التضامن العربية الفرنسية نجيب محفوظ جائزتها عن ثلاثية "بين القصرين"، وإن كان من الصعب التذكر أن كانت الثلاثية قد ترجمت في هذا الوقت الى الفرنسية أم لا، وإن كان هناك يقين أن هذه الترجمة قد تمت ولكن بعد حصوله على "نوبل". وفي الثاني عشر من تشرين الاول اكتوبر 1988، وكان في السابعة والسبعين من العمر تماماً، حصل على جائزة "نوبل". كان اليوم يوم خميس، وكان لدى نجيب محفوظ برنامجه الثابت يوم الخميس من كل أسبوع، والتغيير الوحيد الذي دخل على برنامجه في هذا اليوم، كان ذهابه الى مبنى جريدة "الاهرام" بشارع الجلاء، وذلك من أجل التقاط صورة له - أي نجيب محفوظ - مع مبنى "الاهرام" ونشرت هذه الصورة - بعد ذلك - مع الرواية التي كانت تنشر له مسلسلة في "الاهرام" وهي رواية "قشتمر". أما البرنامج اليومي فقد استمر كما هو. ذهب نجيب محفوظ الى كازينو "قصر النيل" من أجل لقاء مجموعة الحرافيش. كان ذلك في السادسة مساء وبقي في الكازينو حتى الثامنة مساء، حيث انطلق مع الحرافيش الى مكان خاص يقضون فيه الليلة. لكننا في هذا اليوم الفريد تمكنا من دخول بيت نجيب محفوظ للمرة الاولى. لم يكن أحد قد دخل هذا البيت من قبل. ولكن القواعد الصارمة انهارت أمام زحف الصحافة والإعلام، ومع هذه الموجات وجدنا أنفسنا في قلب القلعة الحصينة، ووجدت نفسي في مكتب نجيب محفوظ، وأمامي ما عليه من كتب وأوراق وخطابات ورسائل، وعندما عرف نجيب محفوظ بوصولي الى مكتبه - بعد ذلك - ضرب كفاً بكف، وقال إن نوبل جعلت المستحيل ممكناً. نعود الى جائزة "مبارك" ونقول إن أكاديمية الفنون ورئيسها الدكتور فوزي فهمي أحمد هي التي رشحت نجيب محفوظ للجائزة، وقد وقعت الحيثيات السرية التي قدمت الى المجلس الأعلى للثقافة في تسع صفحات من القطع الكبير تحت الصحفات من 130 الى 138 من المجلد الخاص بجائزة "مبارك"، وهي تقع تحت عنوان: "مبررات ترشيح الاستاذ نجيب محفوظ لجائزة "مبارك". والديباجة تقول: "يعد نجيب محفوظ أحد صُناع الفن المصري العام لارتباطه بالمجتمع المصري وهمومه وقضاياه ومشاركته الدائمة بالإبداع والكتابة النقدية وتطور أدواته الإبداعية عبر مسيرة حياته كلها". وينهي التقرير هكذا: "لذلك يرى مجلس الأكاديمية ان ترشيح الاستاذ نجيب محفوظ لجائزة "مبارك" يعد تتويجاً وتكريماً لدوره ومكانته المحلية والعالمية كواحد من الكُتاب المصريين العالميين". * كاتب مصري.