في موكب جنائزي مهيب ودعت اليمن أمس واحداً من أهم وأبرز أعلام الشعر والحداثة والأدب في اليمن والوطن العربي الشاعر الكبير عبدالله البردوني الذي وافته المنية في صنعاء أول من أمس. وشارك في تشييع الجنازة آلاف عدة من المواطنين والمثقفين والشعراء والأدباء والسياسيين والمسؤولين في الحكومة يتقدمهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالكريم الارياني ورئيس المجلس الاستشاري السيد عبدالعزيز عبدالغني والأمين العام لرئاسة الجمهورية اللواء عبيد الله حسين البشيري وأعضاء الحكومة والمجلس الاستشاري ومجلس النواب وقادة الأحزاب السياسية في الحكم والمعارضة وأعضاء في السلك الديبلوماسي في صنعاء. وكانت رئاسة الجمهورية اليمنية أصدرت مساء أول من أمس بيان نعي بوفاة الشاعر الكبير وجهته الى جماهير اليمن والأمة العربية. واعتبر البيان ان اليمن والوطن العربي خسرا قمة أدبية شامخة وأحد عمالقة الشعر والأدب وصاحب الدور الرائد في إثراء المكتبة العربية واليمنية بالعطاءات الثقافية والأدبية والشعرية المتميزة وساهم في تنشيط الحركة الثقافية العربية وتعميق المفاهيم الحضارية والانسانية التي تؤصل مكانة المثقف في وطنه وأمته وشعبه. ووصفت رئاسة الجمهورية الراحل البردوني في بيان النعي بأنه كان شجاعاً ومحنكاً وصاحب مثل تميز بها في الانتصار لقيم الحرية والثورة والوحدة اليمنية والالتزام بمبادئ ومواقف ثابتة وعظيمة للقضايا الوطنية والعربية. وأفردت الصحافة اليمنية الرسمية مساحات كبيرة كرستها للحديث عن الشاعر البردوني ومآثره ومساهماته في تطوير الثقافة العربية وتطوير المدرسة العربية الحديثة في الشعر والنقد والابداع. وتناول شعراء وكتاب يمنيون الشاعر البردوني في مقالات نشرتها الصحف اليمنية أمس وفي مقدمهم الدكتور الشاعر عبدالعزيز المقالح الذي وصف رحيل البردوني في يومياته في صحيفة "الثورة" اليومية الرسمية أمس بأنه فاجعة كبيرة لليمن والأمة العربية وقال: "ان الوطن العربي لا يشكو من قلة الشعراء الذين يكتبون الشعر الجيد البديع ولكنه يشكو حقاً من قلة الشعراء الذين يؤمنون بأهمية الكلمة وبدورها في مقارعة الظلم والفساد، وغياب شاعر كبير في قامة البردوني الذي قارع طغيان الإمامة والاستعمار في اليمن واستمر في مقارعة كل طاغية لا يؤمن بحقوق الشعب من العدل والحرية هي الخسارة التي لا تعوض".