فرحت بما قرأته في جريدة الحياة يوم 12 أبريل 2010م عن موضوع «جائزة العويس تذهب إلى المقالح في صنعاء وتكرمه». وقال الخبر الموسع إن المقالح يقيم في صنعاء ولا يغادرها إلا إلى الضواحي، ولهذا لم يذهب للجائزة في مقرها في دبي في دورتها الحادية عشرة، وقد اعتذر عن عدم الحضور لاستلام الجائزة في الحفلة التي تقام عادة، وذلك بسبب قرار اتخذه بعدم الخروج من اليمن، ولهذا فقد ذهبت له الجائزة حيث يقيم لتكرمه، وقد تم ذلك صباح السبت 10 أبريل 2010م بحضور عدد كبير من المثقفين اليمنيين وغيرهم، وذلك في مقر عمله (مركز الدراسات والبحوث اليمنية)، وقد حضر الحفلة إلى جانب أمين الجائزة العام عبدالحميد أحمد عضوا مجلس الأمناء محمد عبدالله المطوع وناصر حسين العبودي والمدير التنفيذي عبدالإله عبدالقادر، كما حضر التكريم الكثير من القيادات اليمنية ورجال الإعلام والمثقفين وأعضاء مجلس الشورى. وقال أمين عام الجائزة إن الجائزة لتفخر بتكريم واحد من أبناء صنعاء «شاعراً عربياً مرموقاً ومفكراً صلباً وناشطاً ثقافياً يشار له بالبنان، قدم طوال حياته العلمية والعملية إسهامات تحظى بالجدارة والاحترام في كل الوطن العربي، وليثبت من خلال عطاءاته المستمرة أن اليمن بلد الإبداع والأصالة والمواقف المنحازة لتقدم الإنسان والحضارة لكم، كان بودنا أن يكون الشاعر عبدالعزيز المقالح بيننا الشهر الماضي في دبي حين كرمت مؤسستنا نخبة جديدة من الفائزين بجوائزها لهذه الدورة، المقالح واحد منها، وعلى رغم غيابه لعذر شرعي نعرفه بناء على العهد الذي قطعه على نفسه بعدم مغادرة أرض اليمن السعيد مرة أخرى، فإن حضوره بيننا في ليلة منح الجوائز كان متجدداً من خلال سمعته واسمه وإنجازه الأدبي، ومع ذلك رأينا في الأمانة العامة أنه «لابد من المقالح وإن طال السفر»، فهذا عهدنا في المؤسسة أن نرد الجميل لأصحابه وأن نسعى إليهم أينما كانوا...». حسناً فعلت جائزة سلطان العويس رحمه الله عندما تجاوزت الروتين والبيروقراطية وانتقلت إلى المقالح حيث يقيم في صنعاء، فلقد قابل الشكر بالشكر والعرفان، وقال في ختام كلمته: «.. إن هذا التقدير الذي أناله اليوم يهدى إلى اليمن بلدي الذي رعاني وسكنني وسكنته وتمتمت بالشعر في جباله ووديانه وقراه ونضجت على نار أحداثه وقضاياه...»، وقال: «أصارحكم القول إنني لن أكون بذلك قد وفيتهم ما عملوا من أجل توفير ظرف مناسب لعملي طوال هذه السنوات، وبذلك لن أكون مبالغاً بتخصيص نصف قيمة هذه الجائزة للعائلة، بينما سيذهب قسمها الثاني لعائلتي الثانية من الشعراء والكتاب اليمنيين الذين يدرجون في مدارج الإبداع ويرتقون سلالمه، إذ ستكون ثمة جائزة سنوية في حقول الشعر والرواية والقصة القصيرة تنظم آلياتها وتفاصيلها لاحقاً، عرفاناً مني لهذا الوطن وأهله وشبابه..». وأذكر أن المقالح وشاعر اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني قد دعيا لحضور حفل جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1403ه، ولم يحضرا. وعرفنا فيما بعد أن المقالح يخاف من ركوب الطائرة. وقد قابلت الشاعر الكبير المقالح في صنعاء على هامش معرض الكتاب عام 2005م، وفي منزل الشاعر محمد عبدالسلام منصور تجرأت وسألته: لماذا لا يركب الطائرة؟ ولماذا لا يحضر المناسبات الثقافية الكبرى في الوطن العربي فقال بأنه قبل 35 عاماً وعند توليه إدارة جامعة صنعاء، كانت تأتيه دعوات من بعض الجامعات والمؤسسات المماثلة في الوطن العربي وغيرها وكان يحضر بعضها.. فسمع أن بعضهم بدأ يلمزه بأنه يخص نفسه بالمهام والسفرات ولا يعطي غيره مثل هذه الدعوات.. فاتخذ موقفاً حاسماً بأن لا يسافر أو يلبي أي دعوة، فكان غيره من مسؤولي الجامعة يمثلونها في مثل هذه المناسبات.. وأضاف قائلا: «رغم أنني عضو في كثير من المؤسسات العلمية واللجان في بعض العواصم العربية مثل (عضويتي لمجمعي اللغة في القاهرة ودمشق) إلا أنني لا أحضر اجتماعاتهم بل أرسل مشاركاتي مكتوبة، فعندما تكرر للآخرين عدم سفري أشاعوا بأنني أخاف ركوب الطائرة ..». عدم حضور المقالح لحفل الجائزة في دبي يذكرني بعدم حضور الروائي الكبير عبدالرحمن منيف عندما فاز بها قبل عشرين عاماً في الدورة الثانية للجائزة، وكانت الجائزة مشتركة بين عبدالرحمن منيف وسعدالله ونوس، الذي ناب عنه باستلامها. أقول لقد أحسنت الجائزة صنعاً في ذهابها إلى المقالح حيث يكون.. رغم تأخرها كثيراً، فهو ممن يستحقها في دوراتها الأولى.. وأن تصل متأخرة خير من أن لا تصل. تهنئة من القلب لأستاذنا المقالح، فتكريمه هو تكريم لكل المبدعين الأوفياء للوطن ولأبنائه.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة