قالت مصادر مشاركة في صياغة الاتفاق الذي تم التوصل اليه، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان لإنهاء الخلاف على القضايا الدرزية الداخلية، سيترجم خطوات عملية وعلى مراحل. وأكدت المصادر ل"الحياة" ان التحرك الاخير للعميد عصام أبو زكي بين جنبلاط وأرسلان ادى الى وضع اللمسات الاخيرة على مضمون الاتفاق بتسمية اعضاء مجلس ادارة الاوقاف الدرزية 24 ويعود الى مجلس الوزراء الاعلان عن الاسماء استناداً الى اللائحة المدعومة من جنبلاط وأرسلان. وكشفت المصادر ان تحرك أبو زكي يحظى بدعم سوري مباشر، وان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي زاره أبو زكي بات في صورة الاتفاق. وأوضحت المصادر ان بري قد يدرج على جدول اعمال الجلسات النيابية للدورة الاستثنائية مشروع القانون الرامي الى تعديل مديرية الاوقاف الدرزية، على نحو يتيح تشكيل مجلس ادارة للاوقاف تمهيداً لتعيينهم من قبل مجلس الوزراء. وطرأ تعديل على الاتفاق ادى الى رفع عدد اعضاء مجلس الادارة من عشرين الى اربع وعشرين، ليتسنى للمعينين تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب فيصل الداود. ويقضي الاتفاق بأن تسند الرئاسة الى وليد صعب على ان يعين مروان خير الدين مديراً عاماً. وسيفسح اقرار النواب للتعديل في المجال امام تعديل على قانون مشيخة العقل لتوحيدها، تمهيداً لاختيار شيخ واحد بدلاً من اثنين كما هو وارد في القانون الحالي. وسيصار فور توحيد مشيخة العقل الى عقد اجتماع درزي موسع في منزل أرسلان في خلدة يحضره اضافة الى جنبلاط، النواب الدروز وكبار المشايخ في الطائفة لتسمية شيخ العقل "لمرة واحدة" ويرجح ان يكون الشيخ أبو علي سليمان أبو دياب على ان يتم التعيين عبر الانتخاب من قبل المجلس المذهبي الدرزي. ولم تستبعد المصادر احتمال ايجاد مخرج لائق لقائمقام شيخ عقل الطائفة الدرزية بهجت غيث. إلا أن الشيخ غيث اعتبر ان "تنظيم الاوقاف الدرزية شأن خاص ضمن البيت الداخلي ولا يحتاج الى اي تشريع". وطالب بإحياء قانون المجلس المذهبي المعطل منذ الستينات، متهماً المتضررين من مسيرة الاصلاح بإثارة هذا الملف الآن. وقال "سعيت الى الاتفاق معهم انما لديهم ذهنية مقفلة، يقدمون على هذه الاعمال ليبرهنوا انهم يمسكون بالطائفة ويريدون محاربة العهد بذلك. انهم حتى الآن يضعون العصي في دواليب الحكومة ويثيرون المشاحنات من وقت الى آخر مثل مواضيع الاعلام والحرية". ورأى ان "العهد الجديد هو عهد انقاذ واصلاح وعهد منفتح وعهد تعامل مع اللبنانيين لا مع الطوائف". وأكد ان "مشيخة العقل ليست مركزاً للتقاسم بين هذا الزعيم او ذاك، والجميع يعرف الذين يترشحون ويعرف خلفياتهم. فمشيخة العقل محرمة على أناس ملوثين أياً كانوا".