عبرت جهات رسمية عن انزعاجها من مداخلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الجلسة النيابية التي خصصت لمناقشة مشروع قانون الإثراء غير المشروع، خصوصاً أنها كانت تنتظر منه موقفاً هادئاً لرد التحية الى الحكومة التي تبنت التوافق الدرزي، ما سهل المصادقة على مشروع قانون الأوقاف الدرزية. وفي مقابل الإنزعاج الرسمي قالت مصادر في الحزب التقدمي ان جنبلاط عكس موقفه من الإثراء غير المشروع، وأدرج هواجسه السياسية بعيداً من أي كلام شخصي، وأكدت أن من غير الجائز الطلب منه التهدئة في موضوع سياسي أساسي بذريعة أن عليه تسليف الحكومة "فاتورة" رداً على عدم اعتراضها على تعديل قانون الأوقاف الدرزية. ولفتت الى أن ليس في الأمر مقايضة بين مسألة داخلية تعني الطائفة الدرزية، وسياسية تتعلق بالإثراء غير المشروع، وعليه لا يستطيع جنبلاط أن يلوذ بالصمت. وكشفت أن لدى جنبلاط نية لزيارة رئيس الجمهورية اميل لحود، ليشكر له موقفه الداعم للتوافق الدرزي الذي أدى عبر تجاوب المجلس النيابي، الى ايجاد حل لمشكلة داخلية تخص الدروز. وقالت ان الزيارة ستتم فور صدور مرسوم عن مجلس الوزراء يسمي فيه لمرة واحدة أعضاء مجلس أمناء الأوقاف الدرزية، في أول جلسة تعقب نشر قانون الأوقاف في الجريدة الرسمية. وتوقعت أن يتجاوز اللقاء الشأن البروتوكولي ليشكر للرئيس لحود تعاطيه الإيجابي مع القضايا السياسية المطروحة، خصوصاً أنه يأتي بعد فتور في العلاقة. وهو يعتبر الثاني بينهما منذ تولى رئيس الجمهورية مهامه الدستورية. وفي هذا السياق، توقفت أوساط سياسية أمام الدور التوفيقي الذي أدته دمشق من خلال رعايتها التفاهم بين جنبلاط ونائب عاليه طلال ارسلان، الذي أثمر اتفاقاً على القضايا الداخلية الدرزية. وقالت ان "تدخل القيادة السورية حال دون قيام تحفظات في وجه الاتفاق". واعتبرت "ان زيارة جنبلاط للحود "تحظى بتشجيع سوري على الحوار الذي لا بد من أن يتواصل خصوصاً في ظل الظروف الاقليمية المعقدة، إذ أن للجميع مصلحة في التهدئة". وعلى صعيد آخر، قالت مصادر درزية ان اتفاق جنبلاط وأرسلان "لن يبقى عند حدود الأوقاف الدرزية وانما سيشمل أيضاً مشيخة العقل، وكان هذا الموضوع بالذات محور اللقاءات التي عقدت في اليومين الأخيرين، إذ أن نائب عاليه استقبل في دارته في خلده النائبين مروان حمادة وأكرم شهيب في حضور العميد عصام أبو زكي الذي كان له دور، وبدعم سوري مباشر، في تذليل العقبات تمهيداً لتعديل الأوقاف الدرزية". وأضافت "ان حمادة وأبو زكي زارا ركني الهيئة الروحية في الطائفة الدرزية الشيخ أبو حسن عارف حلاوة، والشيخ أبو محمد جواد ولي الدين ليعودا للقاء جنبلاط في المختارة". ونقلت المصادر عن الشيخين حلاوة وولي الدين "ارتياحهما الى الأجواء الوفاقية الدرزية، وقد اطلعا على التعديلات المقترحة لمشيخة العقل وأبديا تأييدهما لها". وعلمت "الحياة" ان الخطوة الثانية لتوافق جنبلاط وأرسلان، اعادة توحيد مشيخة العقل على نحو يؤدي الى اختيار شيخ واحد بدلاً من اثنين. وقالت "ان تحقيق ذلك يستدعي التقدم باقتراح قانون من المجلس النيابي لتوحيد مشيخة العقل"، مشيراً الى "ان التعديل سينجز في مادة وحيدة تتيح اختيار شيخ عقل على أن يتم لمرة واحدة ريثما يتم تشكيل المجلس المذهبي الدرزي الذي يعود اليه حق انتخاب شيخ العقل". وعن معارضة القائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث الاتفاق القائم بين جنبلاط وأرسلان، رفضت المصادر التعليق، وقالت "ان هناك رعاية سورية له وهذا من شأنه الحؤول دون التوقف أمام أي اعتراض، وان ما يهمنا في الوقت الحاضر اعادة توحيد مشيخة العقل وتسمية شيخ العقل بتوافق مع الهيئة الروحية والنواب الدروز".