استنكرت اوساط الرئيس الايراني محمد خاتمي حظر صحيفة "سلام" الناطقة باسم تياره الاصلاحي وادانة مديرها محمد خوئينيا. وجاء ذلك في وقت دعا خاتمي خلال لقاء مع طلبة جامعيين مختلف الفصائل فى السلطة الى التقيد بقواعد اللعبة السياسية والالتفاف حول المبادىء الاساسية للنظام، رافضا سياسة المحافظين في اقامة "دولة ضمن الدولة". طهران - أ ف ب - استنكر المقربون من الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي امس الاحد تعليق صدور صحيفة "سلام" لمدة خمس سنوت وادانة مديرها محمد خوئينيا. وأعلن مجيد انصاري رئيس الاقلية البرلمانية المؤيدة للرئيس امام مجلس الشورى ان "ادانة احد اقرب معاوني الامام الخميني الذي قاد عملية احتجاز رهائن السفارة الاميركية في طهران، ستشكل موضع سرور الولاياتالمتحدة وتضفي الحزن على ابناء الثورة". وحذر رجال الدين والقوى الثورية من هذا الحكم السيء الذي اصدرته محكمة رجال الدين. كذلك شجبت جمعية رجال الدين المقاتلين وهي هيئة سياسية دينية انضمت الى التيار الاصلاحي، ادانة خوئينيا العضو في مجلسها السياسي. وفي بيان نشرته الصحف امس، قالت الجمعية ان هذه الادانة تشكل "محاولة جديدة" من قبل المحافظين "لاضعاف الفريق الرئاسي". وكانت "جبهة المشاركة الاسلامية" وهي حركة سياسية مؤيدة لخاتمي نددت اول من امس باغلاق صحيفة "سلام" معتبرة هذا الاجراء "ضربة" لانصار رئيس الدولة. وقد جاء قرار حظر صحيفة "سلام"، المنبر الرئيسي لحلفاء خاتمي السياسيين، لمدة خمس سنوات قبل ستة اشهر من الانتخابات الاشتراعية الحاسمة. وقضت محكمة طهران الخاصة لرجال الدين بمنع خوئينيا من ممارسة مهنة الصحافة لمدة ثلاث سنوات. وكان قرار وقف اصدار الصحيفة، الذي اتخذ في السابع من تموز يوليو الماضي غداة موافقة البرلمان المبدئية على قانون يشدد العقوبات القضائية على الصحف، ادى الى قيام تظاهرات طلابية لا مثيل لها في طهران ومدن ايرانية اخرى. خاتمي الى ذلك، نقلت الصحف امس عن خاتمي قوله امام عدد من الجامعيين اول من امس: "علينا ان نحترم قواعد اللعبة وان ننظم نشاطاتنا السياسية فى اطار احترام المبادئ الاساسية". وأضاف ان السلطات "مصممة على ارساء النظام فى اطار القوانين ولن تقبل بالعنف او الفوضى ولا بدولة ضمن الدولة"، فى اشارة واضحة الى خصمه السياسي الجناح المحافظ في النظام. وانتقد خاتمي في الوقت نفسه "من يقومون بأعمال العنف في الشوارع ومن يقفون وراءها". وقال ان "المجموعتين تسيئان الى الاسلام والى النظام عمدا او سهوا، ملمحا بذلك الى الاضطرابات فى الاوساط الطلابية وموجها اتهامات مبطنة الى المحافظين الذين اعتبرهم من مدبري اعمال العنف. واعتبر خاتمي ما جرى من اضطرابات بمثابة "اعلان حرب" عليه.