تحصن المحافظون في ايران بالبرلمان لفرض قيود جديدة على الصحافة ووجهوا ضربة مباشرة للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي باغلاق صحيفة "سلام" الموالية له والتي ساعدت في الصعود السريع لنجمه. طهران - اف ب، رويترز - اذاعت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية امس الخميس ان صحيفة "سلام" الايرانية القريبة من الرئيس محمد خاتمي، اغلقت اول من امس اثر شكوى ضدها قدمتها وزارة الاستخبارات واتهمتها فيها بنشر مقتطفات من وثيقة "سرية للغاية". وكانت الصحيفة نشرت الثلثاء اجزاء من رسالة اعدها مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات وطلب فيها فرض مزيد من القيود على قانون الصحافة، على غرار القيود التي اقر مجلس الشورى خطوطها العريضة اول من امس بمبادرة من التيار المحافظ. ويشتبه في ان هذا المسؤول السابق الذي يدعى سعيد امامي، هو المحرض الرئيسي على سلسلة من الاغتيالات طاولت مثقفين ومعارضين العام الماضي. وكانت السلطات اعلنت انه انتحر في السجن في نهاية حزيران يونيو الماضي. وذكرت الوكالة ان وزارة الاستخبارات احتجت على نشر مقتطفات من هذه الوثيقة المعتبرة "سرية للغاية". واتهمت الصحيفة بوضع "عنوان مزيف للرسالة وشطب القسمين الاول والاخير منها بهدف توتير الرأي العام". وكانت محكمة رجال الدين الخاصة هي التي اتخذت قراراً باقفال الصحيفة الموالية لخاتمي، بسبب كون مديرها آية الله محمد خوئينيا من رجال الدين. وكان خوئينيا احد الراديكاليين الذين نظموا عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في بداية الثورة الايرانية. لكنه انضم الى التيار المعتدل بزعامة خاتمي واصبح احد مستشاريه اضافة الى انه عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو الهيئة الاعلى للتحكيم في البلاد. وتعرف محكمة رجال الدين بتشددها. وكانت حكمت فى نيسان ابريل الماضي بالسجن لمدة سنتين على رجل دين مقرب من خاتمي هو حجة الاسلام محسن كديوار. واستناداً الى وكالة الانباء الايرانية فان لدى المحكمة "اربعين ملفاً تشتمل على مخالفات ارتكبتها صحيفة سلام". ونقلت الوكالة عن رئيس تحرير الصحيفة عباس عبدي ان احد المسؤولين فى الصحيفة مراد عويسي اعتقل مساء اول من امس في مكتبه. واحتج عبدي على قرار المحكمة مشيراً الى انه "لا يوجد قانون يسمح باغلاق صحيفة سلام وعلينا ان نبذل كل الجهد لاعادة الصحيفة الى ما كانت عليه لأنها جزء من الاسرة الصحافية". ونفى ان تكون الصحيفة نشرت معلومات سرية بسبب "الالتزام الصحفي" الذي يمنعها من ذلك. وجاء اقفال الصحيفة فى اليوم نفسه الذي تبنى فيه مجلس الشورى الذي يسيطر عليه المحافظون، الخطوط العريضة لمشروع قانون يعزز الرقابة والعقوبات على الصحافة. ويجبر القانون الصحافيين على الكشف عن مصادرهم في اي تقرير مثير للجدل ويمنع المعارضين منهم من مزاولة المهنة ويمنح مؤسسات يهيمن عليها المحافظون صلاحيات كبيرة للاشراف. وكانت "سلام" شاركت بقوة في الحملة التي ادت الى صعود نجم خاتمي وتحوله من رئيس للمكتبة القومية الى رئيس للبلاد في انتخابات 1997.