على رغم دخول دول اوروبا الشرقية منافساً سياحياً لنظيرتها الغربية، وتراجع الصناعة السياحية شرق آسيا نتيجة لأزمتها الاقتصادية، وتباطؤ النمو السياحي في افريقيا واستراليا ونمو سياحي تدريجي في الاميركيتين، تبقى سويسرا الصغيرة في الحجم وعدد السكان سبعة ملايين نسمة قبلة السياحة العالمية يساعدها على ذلك امتلاكها شبكة خطوط نقل دولية متميزة لا سيما في مجال الطيران التجاري. وسجلت مدينة زيوريخ، العاصمة المالية نحو 25 مليون يوم سياحي السنة الماضية بزيادة عشرة في المئة عن عام 97، فيما قضى فيها مليون سائح اجنبي، بزيادة اربعة في المئة عن عام 97. وتضم زيوريخ رابع اكبر بورصة للاوراق المالية في العالم أنشئت عام 1877 و39 متحفاً تاريخياً وفنياً تحتضن آثار المدينة التي ترجع الى العقد الثاني قبل الميلاد والكثير من الثقافات العالمية ومتحفاً عالمياً للاطفال و14 صرحاً ثقافياً عالمياً و17 منتزهاً عائلياً وللاطفال وحديقة حيوان تعتبر السابعة اوروبياً و53 صالة عرض سينمائية ومحطة قطار توصلها بالعواصم الاوروبية كل عشر دقائق وكل خمس دقائق الى 17 مدينة سويسرية كما تضم جامعة يدرس فيها 19 الف طالب من 70 جنسية و27 مركز استشفاء صحي، تشتهر بتخصصات القلب والعيون والسرطان. ابتدعت زيوريخ المهرجانات السياحية والثقافية والاجتماعية والفاعليات الاقتصادية الامر الذي ساهم في زيادة نسب السياح عاماًَ بعد آخر، وبلغ اجماليها السنة الماضية فقط نحو 40 فاعلية ومهرجاناً ليعتلي الدخل السياحي بذلك المرتبة الثالثة بعد الصناعة والادوية. ولتكامل الصناعة السياحية اصبح مطار زيوريخ الدولي في قائمة اهم المطارات العالمية المتطورة من خلال تعامله مع 18.3 مليون مسافر و472.2 الف طن شحن و152 ناقلة جوية عالمية تنقلهم الى 160 محطة في 80 بلداً في العالم. كما يمكن الحصول على بطاقة صعود الطائرة في 20 محطة مطار كبرى في سويسرا وشحن الحقائب في 120 محطة قطار فرعية او شحن الحقائب في اي محطة للخطوط السويسرية في 152 محطة تقع في 78 دولة في العالم، الى اي محطة قطار في سويسرا مما يشكل خدمة فريدة في العالم تهم رجال الاعمال. ويمكن للمسافر من مطار زيوريخ الذي تقع في اسفله محطة قطار توصله بكبريات العواصم الاوروبية الحصول على بطولة صعود الى الطائرة عبر آلات حجز وتسجيل كومبيوترية خاصة في حال عدم اصطحابه حقائب فضلاً عن الاسترجاع الآلي الفوري لضرائب مشترياته. جنيف تعتبر مقاطعة جنيف الكبرى احد اهم نقاط الجذب السياحي اوروبياً وذلك لعوامل عدة يتمثل اهمها في كون المقاطعة ذات موقع استراتيجي على الخارطة السويسرية والاوروبية وتضم تحت لوائها مدن جنيف ولوزان ومونترو ونيون ورولي ومورج وفيفي وفيلونوف مما جعل المقاطعة تحتضن ما نسبته 19 في المئة من اجمالي الفنادق والمؤسسات السياحية في سويسرا و22 في المئة من فنادقها الضخمة، و16 في المئة من مطاعمها ومقاهيها و11 في المئة من منتجعاتها و19 في المئة من مدارسها ومعاهدها التدريبية الصيفية. كما تحتضن 21 في المئة من مسارحها الثقافية و19 في المئة من حدائقها العامة و32 في المئة من اسواقها الضخمة و49 في المئة من المعارض الدولية العالمية التي تقام سنوياً في سويسرا و70 في المئة من اجمالي السياح العرب الى سويسرا الذين بلغت نسبتهم 3.5 في المئة من اجمالي السياح الاجانب الى سويسرا السنة الماضية. ويندرج السعوديون الذين يواظبون على زيارة المدينة وحضور احتفالاتها ومهرجاناتها في عداد طبقة الاثرياء ولبعضهم ممتلكات فيها وان تداخلت الرؤى في الاعوام القليلة الماضية مع زيادة اقبال طبقة رجال الاعمال الشباب على زيارة المدينة. ولا يؤكد خبراء السياحة في السعودية تناقص اعداد المسافرين من السعوديين الى سويسرا وان لوحظ عليهم تخفيض فترة بقائهم فيها الى خمسة عشر يوماً فقط، ويظل مرتادو مدينة جنيف محافظين على العلاقة التي تربطهم بالمدينة، على حد قول احد العاملين في مكاتب السياحة في مدينة جدة. وتعتبر مدينة جنيف قلب المقاطعة النابض نظراً الى احتضانها اكبر مركز للمصارف، واضخم موقع لتجميع الديبلوماسيين في العالم عبر 200 منظمة وهيئة دولية وارتباطها بخط السكك الحديد بالعواصم الاوروبية المجاورة. وبإمكان زائرها ان يرى معالمها سيراً على الاقدام في نزهة واحدة اذا ما سار في طريق الجبل من محطة كورنافين الى بحيرة جنيف، حيث يمكنه مشاهدة جانب من اشهر جبال الثلج في العالم وهو "الجبل الابيض" الذي يرتفع 130 متراً عن سطح البحيرة. واذا ما عبر الزائر جسر إبل بجوار برجها الشهير، الذي كان في العصور الغابرة سجناً رهيباً واصبح الآن متحفاً تاريخياً، سيجد نفسه في ساحة قلب المدينة التاريخية. لينتهي عبر شارع لاكوراتري الى ساحة نيف حيث المسرح الكبير ومتحف راث ومعهد الكونسرفتوار الموسيقي. وتمنح بحيرة ليمان الشهيرة جنيف بعداً آخر فهناك قوارب تسمح باجتياز ضفتيها في وقت سريع ومراكب ضخمة لرحلات بحرية اكثر طولاً، وتزين نافورة بحيرة ليمان، رمز جنيف، مرساها الابيض الذي يمتد حتى 140 متراً. وهي ايضاً مدينة الحدائق والجولات السياحية والتسويقية وساعة الزهورة والمنتزهات وفيها تشعر العائلات والاطفال بخصوصية بعيدة عن الازدحام. وتقدم فنادق جنيف خدمات راقية وفيها نحو 100 فندق منها 18 من درجة الخمس نجوم كما تحفل مطاعمها بأكبر عدد من النجوم في دليل مشلان العالمي بالمقارنة مع عدد سكانها. لوزان وترعى مدينة لوزان الالعاب الاولمبية منذ عام 1959 وفيها أكبر مكتبة رياضية في العالم ومتحف للسيارات في اوروبا فوق مساحة ثمانية آلاف متر تعرض فيه نحو 800 سيارة معظمها معارة من هواة جمع السيارات النادرة. وهي مدينة تاريخية مشهورة بمكاتبها الثقافية ومدارسها وجامعاتها العلمية والثقافية والرياضية والفندقية اضافة الى كونها مدينة الحدائق والمؤتمرات العالمية. وتشتهر ايضاً بسياحة الاستجمام لما لديها من طبيعة خلابة واماكن متخصصة لتنزه الاطفال والسياحة الصحية. وهي تضم ثلاثة من اشهر المنتجعات الصحية والتي تؤمن احدث التقنيات الطبية والسياحية الطلابية لتوافر معاهد اللغات الحيّة والسياحة الرياضية. كما تحتضن المدينة على مدار السنة الكثير من المهرجانات الثقافية والتراثية والموسيقية وسباق الزوارق. ويمكن الانطلاق من لوزان بالطرق البرية والقطارات وبواخر البحيرة الى فرنسا وايطاليا والمانيا في ساعات قليلة فيما يقل التسوّق في المدينة عن مثيلات من اسواق الدول الاقليمية بنحو عشرة في المئة. اما مدينة مونترو فتشتهر بالمناظر الطبيعية وملاهي الاطفال والمدارس الخاصة وملاعب الغولف والشاليهات وحدائق الالعاب ومسارح الموسيقى الكلاسيكية العالمية والرياضات المائية والعيادات الطبية الخاصة والشقق المفروشة. وحسب تصريحات مسؤولي هيئة تنمية السياحة في مقاطعة جنيف الكبرى فإن المقاطعة استقبلت السنة الماضية نحو 210 آلاف سائح سعودي بزيادة ثمانية في المئة عن عام 1997 توزعوا بين جنيف بنسبة 95 في المئة ومونترو 22 في المئة ونيون 17 في المئة وفيفي وموراج 11 في المئة ورولي وفيلونوف 15 في المئة حيث تعد السوق السعودية من اكبر الاسواق الخليجية للسياحة السويسرية، فيما يناهز المتوسط السنوي لعدد السياح الوافدين الى المقاطعة ثمانية ملايين سائح اجنبي، من دون احتساب زوارها الاجانب اليوميين القادمين من فرنسا وايطاليا ممن يقضون سويعات فقط يتسوقون خلالها. وبشكل عام فإن المقاطعة تقيم 82 حدثاً اجتماعياً ثقافياً واقتصادياً وبيئياً بعضها في صالات مغلقة واخرى موزعة بين 137 حديقة صحية عامة. مطار جنيف واعتلى مطار جنيف احد اكثر المطارات حركة للساسة ورجال الاعمال في العالم بدليل تعامله مع نحو 6.3 مليون مسافر شكل كبار الزوار ما نسبته 21 في المئة منهم. وقال ذاكر حسين صديق، مدير "الخطوط السويسرية" في المنطقة الغربية من السعودية ل"الحياة" ان حصة الشركة في السوق السعودية في قائمة الطيران المتجهة غرباً اوروبا، اميركا تجاوزت السنة الماضية التقديرات الموضوعة اذ شكّل السعوديون ما نسبته 49 في المئة من اجمالي عدد الركاب المسافرين بزيادة تسعة في المئة عن عام 1997. وأكد انها نسبة جيدة في سوق اقتصادية حرة واسعة تنطلق منها "الخطوط السويسرية" بمعدل خمس رحلات اسبوعياً من جدة والرياض الى زيوريخ على رحلات تستخدم فيها طائرات "ايرباص 20 - 330" التي تتميز درجة الاعمال فيها بجملة من الخدمات المميزة بينها مكتب متحرك ذي تقنية عالية، علماً ان الشركة كانت تسيّر رحلة واحدة من مطار الظهران عام 1957. واضاف انه سُجلت السنة الماضية زيادة في معدل الركاب الذين نقلتهم الشركة حول العالم عبر اسطولها المكون من 65 طائرة الى محطاتها البالغة 165 محطة والمنتشرة حول العالم ليصل عددهم الى نحو 70 مليون راكب.