يؤكد المسؤولون الاميركيون في شؤون مكافحة الارهاب انهم تمكنوا من تضييق دائرة حركة اسامة بن لادن الى حد كبير. ويشيرون الى انه لم يتمكن من ايذاء أي اميركي منذ التفجيرين اللذين وقعا في سفارتين للولايات المتحدة في افريقيا. واشنطن - اف ب - بعد 21 شهراً على تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام، لا تكل الولاياتالمتحدة في سعيها للقبض على اسامة بن لادن الذي تتهمه بالوقوف وراء هذين الاعتداءين. فواشنطن باتت تعتبر هذا الرجل النحيف الملتحي 41 عاماً والذي يتكئ على عصا أثناء سيره، عدوها الاول الذي تتهمه بتمويل الارهاب الدولي. وكانت الولاياتالمتحدة وجهت في 20 آب اغسطس 1998، وبعد أقل من أسبوعين من التفجيرين، ضربات انتقامية لمعسكرات تدريب تابعة لابن لادن شرق افغانستان لكنها اخطأته. ومنذ فشل تلك الضربات، واصلت بلا هوادة استراتيجيتها للقبض عليه بتضافر جهود اجهزة الاستخبارات والسلك القضائي والسياسي والضغوط الديبلوماسية. ويؤكد روبرت اوكلي السفير السابق في وزارة الخارجية المكلف مكافحة الارهاب: "لم نقتله لكننا ضيقنا دائرة حركته الى حد كبير"، مشيرا باعتزاز الى ان ابن لادن لم يتمكن من ايذاء أي اميركي خلال الاشهر ال12 الاخيرة. وتفيد انباء صحافية غير مؤكدة رسميا، ان واشنطن احبطت على الاقل سبع محاولات ارهابية استهدفت مصالح اميركية بين آب اغسطس 1998 وآذار مارس 1999. "الآذان الكبيرة" فعلى صعيد الاستخبارات، انشأت الولاياتالمتحدة وحدة خاصة لمكافحة الارهاب تضم كل اجهزة الامن والوكالات المسؤولة عن الامن الفيديرالي، بهدف الكشف عن عناصر تنظيم "القاعدة" الذي يقوده ابن لادن. وبفضل "الآذان الكبيرة" لوكالة الامن القومي، واقمار التجسس التابعة لوزارة الدفاع، تمكن العسكريون الاميركيون من تحديد موقع ابن لادن في افغانستان والتنصت على مكالماته الهاتفية والتعرف على المساعدين الذين يديرون ثروته التي تقدر بحوالي 250 مليون دولار. ونقلت صحيفة "يو اس اي توداي" عن مصادر في الاستخبارات قولها ان خبراء في المعلوماتية يعكفون على نشر الفوضى في امبراطوريته المالية عبر كشف حساباته المصرفية والقيام بتحويلات الى حسابات وهمية. ويكتفي مسؤول رفيع في مكافحة الارهاب بالقول: "نحن نلجأ الى كل السبل المتاحة". ولقيت هذه الجهود مؤازرة من الجهاز القضائي اتاحت لمكتب التحقيقات الفيديرالي استدعاء عشرات الاشخاص واستجوابهم، الأمر الذي سهل توقيف اشخاص عدة في الولاياتالمتحدة ومصر وباكستان والمانيا. أما ابن لادن نفسه فخصصت وزارة الدفاع مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود الى القبض عليه ووضعت صورته ضمن لائحة أخطر عشرة مطلوبين يلاحقهم مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي. وهناك خمسة اشخاص يشتبه في انهم من مساعدي ابن لادن مسجونون في نيويورك حيث وجهت محكمة فيديرالية تهما الى 16 شخصاً. وإلى ذلك، لا تنسى الولاياتالمتحدة ان القبض على ابن لادن يمر ايضا عبر كابول. ففي بداية حزيران يونيو الماضي، فرض الرئيس بيل كلينتون عقوبات على افغانستان ارغمت "طالبان" على الاقرار بوجود بن لادن على اراضيها. ويقول مسؤول في وزارة الخارجية طلب عدم كشف اسمه ان "التحقيق الجاري هو تحقيق جنائي، لكننا نلجأ كذلك الى الطريق الديبلوماسي، بما في ذلك الضغط على من توجد امكانية للاستفادة منهم". وعبر تضييق الخناق على ابن لادن، تراهن الولاياتالمتحدة على ارتكابه هفوة. ويقول مسؤول في ادارة كلينتون: "اذا استمررنا في الضغط عليه سينتهي بارتكاب خطأ، وستكون عنده نهايته".