ألغى نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في اللحظة الأخيرة زيارة لايطاليا كانت مقررة أمس، وذلك "لأسباب أمنية، وتحسباً لاجراءات قد يتخذها بعض القوى اليسارية الايطالية"، كما ورد في تقرير نشرته صحيفة "الكوريرا ديللاسييرا" الايطالية. معروف ان حملة واسعة شاركت فيها شخصيات وتنظيمات عراقية معارضة وقوى سياسية نمسوية أرغمت نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم الدوري على استعجال عودته الى بغداد من فيينا، حيث كان يتلقى العلاج في مستشفى. وحضت تلك الشخصيات السلطات النمسوية على اعتقاله ومحاكمته، متهمة اياه ب"جرائم حرب". وكان مقرراً ان يشارك طارق عزيز في مؤتمر "سلام، تنمية ضد الحرب" الذي تنظمه الكنيسة الكاثوليكية في مدينة ريميني الايطالية، وأرسل المسؤول العراقي مداخلته على شريط فيديو عرض أمس. وسعت أحزاب عراقية معارضة وأخرى أوروبية الى منع دخوله ايطاليا، وطالبت باعتقاله في حال وصل اليها، معتبرة أنه "مجرم حرب" بصفته عضواً في مجلس قيادة الثورة العراقي منذ 20 سنة، وكون المجلس بحسب مذكرة لأحزاب معارضة عراقية مسؤولاً عن "اتخاذ كل القرارات المهمة، وعن جرائم الابادة الجماعية لشعبنا والجرائم ضد الانسانية". وكانت قوى سياسية ايطالية وتجمعات عراقية معارضة في الخارج بعثت برسائل الى ادارة المؤتمر تندد بدعوة طارق عزيز الى حضوره. وجاء في مذكرة ارسلتها شخصيات عراقية وأحزاب معارضة في لندن: "بعد كل الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي، الموثقة في العديد من التقارير الدولية ولدى المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، نستغرب سماحكم لطارق عزيز بدخول أراضي ايطاليا الدولة التي وقعت مواثيق دولية تحرّم التعذيب". وبين تلك الشخصيات محمد بحر العلوم، وحامد البياتي المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، ومن الأحزاب والتنظيمات حركة الوفاق الوطني والحركة الملكية الدستورية والحزب الشيوعي العراقي والتجمع الديموقراطي العراقي والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق والاتحاد الاشوري العالمي وحزب الدعوة الاسلامية، والاتحاد الوطني الكردستاني والمجلس العراقي الحر. وبين القوى السياسية الايطالية التي احتجت على دعوة طارق عزيز الى المشاركة في مؤتمر ريميني حزب "إعادة التأسيس" الشيوعي والتروتسكيون و"جماعات الخضر". زيارة البابا على صعيد آخر، شدد نائب رئيس الوزراء العراقي في مداخلته التي ارسلها الى المؤتمر، على "علاقات متينة" تربط بغداد بالفاتيكان. وعن زيارة العراق التي ينوي البابا يوحنا بولس الثاني القيام بها مطلع كانون الأول ديسمبر المقبل، قال طارق عزيز ان حكومته "ستؤمن سلامة" البابا، وحض اميركا وبريطانيا على وقف الضربات العسكرية للعراق، على الأقل خلال فترة الزيارة. وأعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية الشرقية روفائيل الأول بيداويد أمس عن يقينه بأن البابا سيزور العراق قبل نهاية السنة. وأكد في اتصال به اجرته "الحياة" في بيروت أمس، ما اعلنه أول من أمس في العاصمة اللبنانية، علماً ان موعد الزيارة لم يتحدد في شكل نهائي. راجع ص2