جددت جماعات عراقية معارضة دعوة النمسا الى اعتقال نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السيد عزة ابراهيم الدوري الذي كان حتى امس يعالج في احد مستشفيات فيينا، في وقت ترددت معلومات عن انتقاله الى عمان في طريق عودته الى بغداد. وشددت تلك الجماعات على "تورطه بجرائم ضد الانسانية". واستنكر عضو قيادة "المؤتمر الوطني العراقي" السيد أحمد الجلبي سماح السلطات النمسوية للدوري بتلقي العلاج في اراضيها "في وقت تمنع الحكومة العراقية وصول الأدوية الى أطفال العراق". واعتبر الجبلي الذي تحدث باسم "لجنة القانون الدولي" في "اندايت" التي تسعى الى محاكمة المسؤولين العراقيين بتهم "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، ان الدوري متورط ب"جرائم لا تحصى" من خلال توليه وزارة الداخلية وعضوية مجلس الثورة منذ 1968. ورأى ان "كل الانتهاكات التي ارتكبها النظام العراقي ممهورة بتوقيع أعضاء مجلس قيادة الثورة، بما فيها احتلال الكويت واجتياح ايران في 1980، والجرائم الفردية والجماعية التي لا تحصى في حق أبناء العراق". وتابع ان منظمة "اندايت" قررت التحرك "لتثبيت الاتهامات المرفوعة في النمسا" ضد الدوري ل"يأخذ العدل مجراه". ولفت الى مقال لأستاذين في القانون الدولي هما كريستوفر شروير والكسندر موراوا أكدا فيه عدم وجود حصانة تعفي الدوري من محاكمة. وبعدما تطرق الى توقيف دكتاتور تشيلي السابق اوغستو بينوشيه، والإدعاء الدولي على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وتوقيف ضابط موريتاني اتهم بالتعذيب في فرنسا، قال الجلبي ان "تغاضي القضاء النمسوي عن إحقاق الحق بمنح عزة الدوري ملاذاً آمناً يُشكل فضيحة"، مبدياً اقتناعه بأن "الأسس القانونية لتوقيفه ومحاكمته متعددة وثابتة في ظل المواد المدرجة في القانون الجزائي النمسوي. كما في معاهدة الأممالمتحدة ضد التعذيب". وختم: "نحن في المعارضة العراقية عموماً وفي "اندايت" خصوصاً واثقون بأن احد "بينوشيهات" العراق سيلقى العقاب العادل في النمسا، ولن نألو جهداً لتقديم الدعم المثبت بالحجج". وأصدر الدكتور حامد البياتي ممثل "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق بياناً أمس اشار الى ان معارضين عراقيين سينظمون اليوم اعتصاماً أمام السفارة النمسوية في لندن احتجاجاً على منح الدوري تأشيرة للعلاج في النمسا. واتهمه بارتكاب "جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الانسانية" من خلال دوره في مجلس قيادة الثورة. وأصدر "مكتب حقوق الإنسان" في الحزب الشيوعي العراقي شقلاوة - كردستان العراق بياناً اعتبر ان "اعتقال الدوري ومحاكمته مطلب عادل". منظمة العفو لكن منظمة العفو الدولية أكدت أمس ان ليس لديها أدلة على تورط الدوري بجرائم تعذيب، وحضت النمسا على التحقيق في هذه المسألة.