اشترط الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تكون إقامة الدولة الفلسطينية من خلال المحادثات مع الإسرائيليين، مؤكدا أن واشنطن لا تدعم الخطة الفلسطينية لتحقيق دولتهم بالتصويت في الهيئة الدولية، مشددا على أن التزام بلاده تجاه إسرائيل «لا يمكن زعزعته». ورأى في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أن السلام الحقيقي يتحقق فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم، مشيرا إلى أنه تقدم بأسس للمفاوضات في مايو الماضي. وأكد على أهمية أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق حول المسائل التي تفرق بينهما مثل الحدود والأمن واللاجئين والقدس، معتبرا «إسرائيل محاطة بدول شنت حروبا متكررة ضدها». إلى ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «تغييرا في الأسلوب» لإنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط وعرض قبول فلسطين (دولة بصفة مراقب) في الأممالمتحدة، وجدولا زمنيا مدته عام للتوصل إلى (اتفاق نهائي) لإرساء السلام مع إسرائيل. وفيما أعلنت القيادة الفلسطينية أنها تقدر وستدرس بعمق الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بحرارة بمعارضة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للطلب الفلسطيني بالحصول على اعتراف كامل في الأممالمتحدة معتبرا ان هذا الموقف لأوباما «يشرفه». وقال نتانياهو في تصريح صحافي إثر لقائه أوباما في مقر الأممالمتحدة في نيويورك: «أعتقد أن الأمر يشرفك وأنا أشكرك» في اشارة الى كلام أوباما عن عزمه على استخدام الفيتو ضد الطلب الفلسطيني. في المقابل، اعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن «هوة واسعة» تفصل بين حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأممالمتحدة عن حرية الشعوب العربية ودعوته الفلسطينيين إلى مفاوضات مع إسرائيل دون تحديد أسس واضحة لها، لافتا إلى أنهم كانوا يتوقعون بأن حرية الشعب الفلسطيني هي مفتاح رئيس للربيع العربي. بينما قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية نبيل شعث أمس، إن الفلسطينيين سيمهلون مجلس الأمن الدولي «بعض الوقت» لدراسة طلب العضوية الكاملة في الأممالمتحدة لدولة فلسطينية. من جهته،قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس، إنه لن يحصل تصويت في مجلس الأمن الدولي على طلب الفلسطينيين انضمام دولتهم إلى الأممالمتحدة قبل «عدة أسابيع» ما سيعطي الوقت لتجنب مواجهة. إلى ذلك، تداول الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة لاجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر إقامته في نيويورك البارحة الأولى مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المواضيع المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مقدمتها مسعى فلسطين للاعتراف الدولي بها. وحضر الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، والأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف.