نيويورك، رام الله، الدهيشة - أ ف ب - يعرب المسؤولون الفلسطينيون عن الامتعاض حيال الضغوط الرامية الى منعهم من الدفاع عن قضيتهم امام الاممالمتحدة والهيئات القانونية العالمية، في الوقت الذي لبوا جميع مطالب المجتمع الدولي، فيما تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين امس في مدن الضفة الغربية تأييداً للمسعى الفلسطيني، فضلاً عن تظاهرات واعتصامات في عواصم العالم. وساهم الامتعاض الفلسطيني من الضغوط الدولية في تشديد موقف الفلسطينيين الذين يعربون عن النية بالمضي الى نهاية آلية طلب انضمام دولة فلسطين الى مجلس الامن، على رغم خطر مواجهة مع الولاياتالمتحدة. وطرح «خيار الفاتيكان» بديلاً، بأنه اقل مواجهة ويقضي بتصويت في الجمعية العامة يرفع مستوى تمثيلهم الى تصنيف دولة غير عضو، ما يسمح لهم بالانضمام الى منظمات ومعاهدات دولية كثيرة على غرار المحكمة الجنائية الدولية او اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين. وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث: «طلبت منا (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين) آشتون في حال حصلنا على تصنيف دولة غير عضو، الا نتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية» لملاحقة اسرائيل، في اشارة الى محادثات الاسبوع الماضي معها. وتابع: «هذا يعني الطلب من ضحايا جريمة الا يرفعوا شكوى». وصرحت حنان عشراوي ان «اسرائيل معتادة على التحرك خارج القانون دون عقاب، ولا تريد ان يتمكن الضحايا الاضعف، اي الفلسطينيون، من الحصول على ادوات قانونية». وصرح وزير الخارجية النرويجي جوناس غاهر ستوير الذي يرأس لجنة مانحي الفلسطينيين: «صغنا اقتراحاً متكاملاً للاقتصاد يشكل انطلاقة ثابتة لمؤسسات السلطة الفلسطينية». وتابع في مؤتمر صحافي مشترك مع فياض: «ان اقيمت الدولة، فسيتمكن الفلسطينيون من ادارتها، نقطة على السطر»، علماً بأن عمل فياض يحظى بتقدير جميع المؤسسات الدولية. واعترض على احتمال العقوبات، خصوصا تهديد واشنطن بتجميد مساعداتها الى الفلسطينيين الذي لوّح به الكونغرس اذا نفذ المسؤولون الفلسطينيون مشروعهم في الاممالمتحدة، وقال: «سيكون وضعاً استثنائياً في المجتمع الدولي ان تؤدي آليات من ضمن العائلة الاممية الى ما يعتبر عقوبات بعد مناقشات في مجلس الامن او الجمعية العامة». واوضح: «انا لا أتخذ موقفاً من اعتماد الفلسطينيين هذه الطريقة او تلك ... لكنني سأدافع عن بقاء الاممالمتحدة المكان الذي يحل فيه المجتمع العالمي مسائل الوضع من دون عقوبات». تظاهرات حاشدة واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ان التظاهرات التي شهدتها الاراضي الفلسطينية امس استفتاء شعبياً ووطنياً على التوجه الى الاممالمتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان «التظاهرات الحاشدة انتصار كبير مؤيد للرئيس عباس ومهم جداً لأنه يأتي متزامناً مع الثورات العربية التي تدعم القضية الفلسطينية». واضاف ان «جماهير الشعب الفلسطيني خرجت في عموم الاراضي الفلسطينية لتؤيد الحراك الفلسطيني والمواقف السياسية المقاتلة على رغم كل الظروف الضاغطة لعدم التوجه لطلب عضوية دولة فلسطين». واوضح ابو ردينه ان «اليومين الماضيين شهدا سلسلة لقاءات بين الرئيس ومسؤولين عرب واوروبيين واميركيين»، مؤكداً ان موقف عباس كان «واضحاً وجلياً» وهو ان «الشعب الفلسطيني يريد انهاء الاحتلال ويقف وراء خطوته بالتوجه الى الهيئات الدلية لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين». وتابع ان هناك «تفهماً دولياً واسعاً لحركتنا السياسية في الاممالمتحدة وما زال العمل جارياً من اجل كسب تأييد دول عديدة مترددة او غير متفهمة لخطوتنا لاقناعها بالتصويت لصالحنا في مجلس الامن». أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، فقال ان «شعبنا واع لأهمية هذه الخطوة التي يدرك شعبنا انها البداية وليس النهاية لانهاء الاحتلال واقامة دولتنا المستقلة على الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ 1967». وقال ان «المسيرات السلمية الحاشدة التي شارك بها مئات الآلاف من شعبنا تبين بوضوح اقصى واعلى درجات الوعي لدى شعبنا الذي لن ينجر الى العنف الذي تريده اسرائيل». وكان عشرات عشرات الآلاف من الفلسطينيين تظاهروا الاربعاء في مدن الضفة تأييداً للمسعى الفلسطيني لتقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة. وهي اكبر تحركات تشهدها الضفة منذ انتهاء الانتفاضة عام 2005. وجرت مسيرات وتجمعات بمواكبة من رجال الشرطة في رام الله وبقيمة انحاء الضفة الغربية وخصوصا في مدن نابلس والخليل وبيت لحم واريحا. كما شاركت عشرات من النساء في تجمعات في غزة حيث قررت حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع وحركة «فتح» التي يقودها عباس الامتناع عن القيام بأي تحركات لتجنب تأجيج الانقسام بين الحركتين. ووقعت صدامات بين متظاهرين وجنود اسرائيليين عند حاجز قلنديا، المعبر الرئيس بين القدسورام الله، وكذلك في الخليل. وألقى الجيش قنابل مسيلة للدموع لتفريق شبان كانوا يرشقونهم بالحجارة. وفي رام الله، تجمع حشد كبير في ساحة المنارة في اجواء احتفالية للتعبير عن الدعم لطلب انضمام فلسطين الى الاممالمتحدة. وقال الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم امام الاف الفلسطينيين وسط رام الله: «المعركة في الاممالمتحدة بدأت في السخونة وستسخن اكثر في الايام المقبلة». واضاف: «كنا نتوقع انها ستكون معركة ساخنة، لكن المعركة اسخن من اللازم». واوضح ان «كل اشكال الضغوط تمارس، لكننا نقول اين كنتم قبل اكثر من عام ونحن نقول لكم ان المفاوضات متوقفة ولنا خياراتنا؟». وتابع: «يهددوننا بقطع المساعدات ايضا، كأننا اجراء عبيد نريد ان نأكل فقط ولا نعرف معنى الحرية». وقدمت مجموعة للفنون الشعبية اغاني وطنية، فيما رفع علم كبير كتب عليه «الحملة الوطنية من اجل فلسطين ... الدولة 194» في الاممالمتحدة التي تضم حاليا 193 بلداً. وفي الوقت نفسه، هتف المتظاهرون «الشعب يريد تحرير فلسطين». وقالت محافظة رام الله ليلى غنام: «نطالب العالم بالاعتراف بدولتنا لانه وعد قطعه لنا قبل ستين عاما»، في اشارة الى قرار الاممالمتحدة الرقم 181 الذي صدر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 وينص على تقسيم فلسطين التي كانت تخضع للانتداب الى دولتين واحدة يهودية والثانية عربية. وشمالاً، تحولت نابلس الى بحر من الاعلام مع تجمع آلاف الاشخاص في مركز المدينة وهم يرفعون صور عباس والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وخرجت في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم في الضفة «مسيرة اعلام» دعماً لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية في الاممالمتحدة. كما نظم الفلسطينيون ومؤيدوهم تظاهرات أمس في عواصم في العالم دعماً لطلب اعلان الدولة.