تركيا تستغيث: عشرات الآلاف ما زالوا تحت أنقاض الأبنية والمنازل التي ضربها الزلزال. مئات الآلاف من المشردين الذين يتلحفون الفضاء ليلاً، ويسعون وراء طعامهم نهاراً. مخاوف من انتشار الأوبئة... والحكومة عاجزة عن رفع التحدي أمام أكبر كارثة تشهدها البلاد في تاريخها، كما قال رئيس الحكومة بولند أجاويد الذي دافع عن اجهزة الحكومة وفرق الانقاذ وناشد الأسرة الدولية التحرك لمساعدة المنكوبين والمساهمة في انتشال الآلاف من المفقودين. واكدت مصادر اغاثية في اسطنبول امس توقعات أعلنتها الاممالمتحدة بأن يتجاوز عدد ضحايا الزلزال في تركيا الأربعين ألف قتيل، نظراً الى وجود ما لا يقل عن 35 ألف شخص تحت الانقاض، فيما أفادت حصيلة رسمية في انقرة ان عدد الضحايا تجاوز عشرة آلاف قتيل و 34 ألف جريح. ورفضت المصادر الرسمية التعليق على تصريح في هذا الشأن لمنسق الاممالمتحدة للمعونات الاوروبية سيرجيو بيازي. واكتفى أحد المسؤولين بالقول ان "عدداً مروعاً" لا يزال تحت الانقاض. راجع ص 8 لكن عاملين في مجال الاغاثة اشاروا الى ان توقعات بيازي جاءت بناء على إحصاء أولي أجرته السلطات لتقدير عدد السكان في المناطق المنكوبة. وأشاروا الى انه بعد مرور اكثر من 72 ساعة على الكارثة، يتوقع ان تستقر حصيلة الجرحى وأن تواصل حصيلة القتلى ارتفاعها. وجاء ذلك في وقت وصف رئيس الوزراء بولند أجاويد الزلزال بأنه واحد "من أكبر النكبات في تاريخ الانسانية. وفي اعتقادي، انه أفظع ما شهدته تركيا". وشكل ذلك اعترافاً ضمنياً بأن عدد القتلى تجاوز مثيله في زلزال 1939 الذي ناهز عدد ضحاياه ال45 ألفا. وبدا رئيس الوزراء محرجا في دفاعه عن الاجراءات التي اتخذتها السلطات لانتشال الضحايا أو التخفيف عن المنكوبين. وسعت قوى الأمن الى مكافحة ظاهرة سرقات انتشرت في المناطق المنكوبة، فيما بات مئات الآلاف ليلتهم الرابعة امس في العراء خوفاً من هزات ارتدادية. وقالت المصادر الاغاثية ان الوضع في المناطق المنكوبة، لن يستقر قبل ستة شهور على الأقل في ظل مخاوف من مزيد من الهزات. واشارت مصادر الاممالمتحدة ومنظمات دولية اخرى الى الآثار السلبية التي ستخلفها الصدمة على الاطفال في تلك المناطق. وسيطر الانهاك على عمال الانقاذ الذين واصلوا البحث بين الانقاض. وكان آخر الذين انتشلوا أحياء، طفلة عمرها ثمانية أشهر عثر عليها ليل اول من امس في بلدة يالوفة. ولم يستطع اي من السكان تحديد هويتها. واقتصرت طموحات الناجين على العثور على جثث اقاربهم بين الانقاض. وشوهد كثيرون وهم يجهشون بالبكاء فوق اطلال البنايات المهدمة، فيما اقيمت في أنحاء العالم الاسلامي صلوات الجنازة على أرواح الضحايا. وأرسل عدد من العواصم العربية فرقاً للمساعدة في عمليات الانقاذ والاغاثة. وقدر مسؤولون أتراك حجم الخسائر الاقتصادية بما يصل الى سبعة بلايين دولار. وفي محاولة لامتصاص النقمة الشعبية العارمة، أقدمت السلطات على اعتقال عدد من المقاولين الذين يعتقد انهم ارتكبوا مخالفات في الشروط القانونية للبناء، بعدما حملتهم الصحافة مسؤولية انهيار البنايات ووصفتهم ب"القتلة".