بور او برنس، نيويورك، عمان، باريس - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - أفاق سكان هايتي على كارثة لم تشهد مثلها البلاد، نتيجة زلزال دمر معظم أجزاء العاصمة بور او برنس، مخلفاً آلاف القتلى، وثلاثة ملايين منكوب، بحسب تقديرات الصليب الأحمر الدولي. وهي ارقام كررها مسؤولون في هايتي. وابلغ رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف شبكة «سي. ان. ان» الاميركية انه يخشى ان تتجاوز حصيلة قتلى الزلزال «100 الف قتيل». ولم ينج القصر الرئاسي والبرلمان في العاصمة من الدمار نتيجة الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات، ووصلت ارتداداته الى جمهورية الدومينيكان المجاورة في البحر الكاريبي. وقال: «من الصعب تحديد عدد الضحايا والمباني التي دمرت. مع السكان في داخلها اعتقد باننا سنتخطى حصيلة من 100 الف قتيل». واضاف: «آمل بان يكون ذلك غير صحيح لاني اتمنى ان يكون الناس تمكنوا من الخروج... لكن عددا من المباني والاحياء دمر بشكل تام وفي بعض الاحياء لم نعد نرى احدا وبالتالي لا اعلم اين الناس». وتبع الزلزال نحو 30 هزة بلغت قوة بعضها ست درجات، ما أدَّى الى انهيار مبان عدة، بينها مقر الأممالمتحدة في بور او برنس حيث سادت مخاوف من مقتل كل العاملين في المقر، ومن بينهم الديبلوماسي التونسي هادي عنابي رئيس البعثة الأمم الدولية للسلام في هايتي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان عنابي ومساعده في عداد المفقودين. وأكد مسؤولو الأممالمتحدة مقتل خمسة أشخاص على الأقل في انهيار مقر المنظمة، في حين اعتبر نحو 100 موظف آخرين في عداد المفقودين. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في تصريح الى إذاعة «ار تي.ال» الفرنسية: «انهار مبنى الأممالمتحدة ويبدو ان كل من كانوا فيه لقوا حتفهم ومن بينهم صديقي هادي عنابي». وأكَّد كوشنير أن رئيس هايتي رينيه بريفال تمكن من الخروج من القصر الرئاسي قبل انهياره. ونقل كوشنير عن السفير الفرنسي لدى هايتي صدمته لحجم الفوضى والدمار في العاصمة. وتعهدت الأممالمتحدة إطلاق نداء إغاثة عالمياً لمساعدة المنكوبين في هايتي، فيما أبدت الولاياتالمتحدة استعدادها للمساعدة، وباشرت فنزويلا تحضيراتها لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة الى الجزيرة، فيما وعدت الصين بتخصيص مليون دولار مساعدات، وحض الفاتيكان على حملة جمع تبرعات لمساعدة المنكوبين في هذه الدولة الأفقر في الأميركيتين. وفي جنيف، قال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جان لوك مارتيناج إثر اجتماع طارئ إن هذه الكارثة التي قد تكون أودت بحياة الآلاف «تتطلب مساعدة دولية كبيرة». وأضاف أن الصليب الأحمر يستعد لتقديم المساعدة الى «ثلاثة ملايين شخص على الأكثر»، مستنداً الى عدد السكان في المنطقة المنكوبة. وفي عمان، أعلن مقتل ثلاثة عسكريين أردنيين وإصابة 23 آخرين من القوات الأردنية العاملة في هايتي تحت مظلة قوات حفظ السلام هناك نتيجة الزلزال. وابلغ مصدر عسكري في القيادة العامة للجيش الأردني «الحياة» عدم وجود مفقودين في صفوف قوات حفظ السلام الأردنية، مؤكداً سلامة باقي الجنود ذلك أن مكان إقامتهم يبعد 30 كلم عن مقر الأممالمتحدة المنهار. وقال المصدر إن «الوفيات وقعت ضمن مجموعة وصلت الى هايتي قبل عشرة أيام فقط». ويبلغ حجم قوات حفظ السلام الأردنية العاملة في الجزيرة 600 من عناصر الجيش و 338 من الأمن العام. وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة: «نواجه بلا شك حال طوارئ إنسانية كبرى تتطلب جهوداً كبرى للإغاثة». وأكد أن ممثله الخاص في هايتي هادي عنابي ونائبه البرازيلي لويس كارلوس دا كوستا هما في عداد المفقودين. وقدر بان كي مون عدد موظفي المنظمة الذين كانوا داخل المبنى لدى وقوع الزلزال بما بين 100 و150 شخصاً، مشيراً الى أن من بين المفقودين أيضاً ميشال مونتاس، الناطقة السابقة باسم الأمين العام، وهي من هايتي. وتعمل حالياً قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام (و عددها 3 آلاف فرد) على إنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض وضبط الوضع العام. وأشار الأمين العام الى أن الأممالمتحدة ستوفر فوراً مبلغ 10 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لمساعدة هايتي، داعياً سائر الدول الى تقديم مساعدة عاجلة. وأشار الى أن المعلومات عن «الحجم الكامل للأضرار لا تزال غير كافية» ولا بد من إحصاء عدد القتلى، وأشار الى أضرار جسيمة لحقت بالأبنية والبنية التحتية ، في حين أن «الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء انهارت كلياً تقريباً». وأعلن بان عزمه على السفر الى هايتي في اقرب وقت ممكن، مشيراً الى انه سيرسل فوراً ممثله الخاص السابق الى هايتي ادوارد مولي. كما سينسق بان عملية المساعدة مع مبعوثه الخاص لهايتي وهو بيل كلينتون، الرئيس الأميركي السابق والذي اتفق معه على «حشد المساعدات الضرورية وفرق الإنقاذ لمحاولة إعادة بناء اقتصاد هايتي».