من المتوقع ان يعلن العاهل المغربي الجديد الملك محمد السادس اليوم في اول خطاب يوجهه منذ توليه العرش قرارات مهمة، اعلن مسؤول مغربي ان قرار فتح الحدود مع الجزائر اتخذ وتنفيذه ينتظر ترتيبات تقنية. وصف مسؤول حكومي العلاقات المغربية - الجزائرية بأنها تبشر بمستقبل واعد. وقال السيد خالد عليوة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، امس "اننا والجزائر أصدقاء"، واوضح ان قرار فتح الحدود المغلقة بين البلدين اتخذ وهو رهن "ترتيبات تقنية"، ووصف سياسة الحكومة في هذا المجال ب"الاستمرارية"، في اشارة الى انفتاح البلدين على بعضهما. ونفى المسؤول الحكومي انباء ترددت عن زواج الملك محمد بن الحسن، وقال انها غير صحيحة، ونبه الى ان اجواء الاشاعات التي تعيشها البلاد تطاول شخصيات عربية ومغربية، واعلن ان اي اجراء سيتخد سيتم الاعلان عنه رسمياً. انديك الى ذلك اعربت الادارة الاميركية عن ترحيبها بالتطورات في العلاقات المغربية - الجزائرية، واعلن مارتن انديك مساعد وزيرة الخارجية في شؤون الشرق الاوسط "سررت جداً لرؤية الرئيس بوتفليقة في تشييع الملك الراحل الحسن الثاني". واضاف ان الولاياتالمتحدة ترى في ذلك "تعبيراً عن رغبة الرئيس الجزائري في تحسين العلاقات بين البلدين"، مشيراً الى دور اميركي في تحسين هذه العلاقات، اذ سبق للرئيس بيل كلينتون ان اكد في رسالة الى بوتفليقة اشادته بخطوات تحسينها. واشار انديك الى ان الولاياتالمتحدة "متفائلة بأن الامور ستتحرك قدماً خلال عهد الرئيس بوتفليقة"، وانه "من المهم جداً ان يمضي الرئيس الجزائري وفقاً لما كان قد اعلنه ورأى ان "تحسن العلاقات بين المغرب والجزائر سيساهم حتماً في استقرار المغرب العربي الذي يعتبر منطقة مهمة بالنسبة الى الولاياتالمتحدة واوروبا"، واضاف ان امام الملك محمد السادس وبوتفليقة "فرصة للمضي قدما في ذلك"، وخلص انديك الى ان "تلك كانت رغبة الملك الراحل الذي كان يصبو الى بناء مستقبل افضل للمغرب والجزائر معاً مع الرئيس بوتفليقة"، واشار الى ان الولاياتالمتحدة ستدعم "الملك الجديد في مسعاه لتحسين العلاقات مع الجزائر". وفي نيويورك قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الملك الراحل الحسن الثاني "اظهر للعالم الوجه الحقيقي للاسلام"، واعرب في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة عن اعتزازه بصداقة الملك الراحل الذي وصفه بانه كان "صديقاً شخصياً"، وقال "سأفتقده كثيراً". اليوسفي ومن جهته اعرب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي عن امله في ان لا يأخد التقارب المغربي - الجزائري وقتاً كثيرا، كما اعرب في تصريحات صحافية عن أمله بفتح الحدود المغلقة بين البلدين، وقال في تصريحات بثها التلفزيون المغربي اول من امس "نسجل للملك الراحل الحسن الثاني، وللملك محمد بن الحسن انهما عملا معاً على اعداد ظروف مناسبة للمرحلة الانتقالية التي يمكن ان تفاجئ المغرب يوماً ما"، وسئل المسؤول المغربي في مقابلة مع احدى قنوات التلفزيون الفرنسي عن اولويات الحكومة، فقال "ان الاصلاحات التي بدأنا في تنفيذها تتطلب مزيداً من الوقت". واضاف "ان الموعد النهائي لأي حصيلة هو نهاية الفترة الاشتراعية"، واشاد اليوسفي بالملك محمد بن الحسن قائلا "لايسعنا سوى الاعتراف بشجاعة ورباطة جأش الملك محمد بن الحسن امام هذا المصاب الجلل" واضاف "عرف كيف يمنح الثقة للمغاربة من خلال قيامه شخصياً برعاية اعمال التضامن"، وعبر عن اعتقاده بأن شريحة الشباب التي تشكل العمود الفقري للمجتمع المغربي ستساهم في تنمية البلاد، واعرب عن الامل بأن يتوجه الشباب صوب القطاع الخاص من اجل التشغيل الذاتي، وعبّر في الوقت نفسه عن امله في ان يتم ادماج المرأة بشكل افضل في المجهود التنموي. واعلن اليوسفي، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس ان الحكومة تنتظر توجيهات الملك محمد بن الحسن في الخطاب المرتقب ان يوجهه هذا الاخير الى الامة اليوم، وتوقع اليوسفي ان يحمل الخطاب قرارات مهمة. وقال انه لمس لدى العاهل المغربي الملك محمد خلال مقابلته اول من امس اهتمامه وتشبثه العميق بالتوصية السياسية التي تركها الملك الراحل، وأبدى تأثر الحكومة البالغ لفقدان الملك الراحل، لكنه اكد ان البلاد ستدخل في عهد خلافة الحسن وهي تتمتع بضمانة كبيرة في شخص الملك محمد.