اودتشورن جنوب افريقيا - رويترز - صناعة النعام في جنوب افريقيا التي أفل نجمها بعد ازدهار في القرن الحالى تأمل في رواج جديد نتيجة الطلب من حفلات الرقص التي تقام احتفالاً بالالفية الجديدة. وقال الىكس هوبر وهو مزارع في بلدة تعرف باسم بلدة النعام تقع في قلب وادي فسيح على مشارف صحراء كارو القاحلة ان "الطلب زاد بشدة على ريش النعام". واضاف: "نحن مربي النعام نرقب بقلق الالفية لأن احتفالات ريو دي جانيرو وحدها ستستهلك نصف انتاج هذا الوادي من ريش النعام". فحفلات الرقص التي عادت بقوة ستستهلك كميات كبيرة من ريش النعام الملون التي تزين ملابس الراقصات. وقال هوبر "سعر الكيلو من ريش اجنحة النعام يتراوح ما بين 1500 و2000 راند 245 و325 دولاراً والكيلو به بين 150 و200 ريشة" ووصلت أسرة هوبر الى الوادي في القرن الماضي وكانت مزرعتها لتربية النعام هايجيت اوستريتش شو فارم اول مزرعة تفتح ابوابها للزبائن في الثلاثينات واصبح هوبر من كبار تلك الصناعة المحلية التي تحتل مكانة بارزة على مستوى العالم0 وشهدت صناعة ريش النعام التي تدر على هذا الوادي 300 مليون راند سنوياً اعوام رخاء وازدهار واعواماً عجافاً منذ الرواج المفاجئ الذي ركب موضات الازياء في الفترة ما بين عام 1902 وعام 1913. في ذروة فترة الازدهار هذه بلغ اجمالى عدد نعام الوادي نحو 750 الف نعامة. وجاءت نهاية فترة الازدهار هذه بنهاية الحرب العالمية الاولى ونزول السيارات المكشوفة الى الشوارع والتي قضت على موضة ارتداء القبعات المزينة بريش النعام. حين وضعت الحرب أوزارها انخفض هذا العدد الى 25 الف فقط وافلس عدد كبير من مربي النعام في جنوب افريقيا. وبدأت صناعة النعام تنشط تدريجاً منذ اواخر الثلاثينات ومع زيادة الطلب على لحوم النعام القليلة الدهون وجلودها وريشها ارتفع عدد النعام حالىا الى 200 الف. لكن الجفاف الذي ساد الوادي على مدى ثلاث سنوات والارتفاع الهائل الذي شهدته العام الماضي نسبة الفائدة وتدني الطلب من الشرق الاقصى نتيجة الازمة الاقتصادية هناك كان لها اثره السلبي في عدد من مربي النعام. كل ذلك لم ينل من تفاؤل هوبر الذي ينظر الى المستقبل بأمل0 وقال هوبر: "انا متفائل. الطلب على منتجات صناعة النعام سيستمر. اعتقد اننا سنرى اياماً افضل". ان التغيير الذي شهدته صناعة النعام على مدى 90 عاماً هو ثورة بكل المقاييس، ففي بداية نشأ هذه الصناعة كان الطلب قاصراً على ريش الاجنحة الطويلة للنعام الذي يتم نزعه كل تسعة اشهر. وفي أواخر الثلاثينات بدأ المربون يحاولون اجتذاب السياح الذين وصل عددهم سنوياً الى نحو 300 الف. أما تسويق لحوم النعام فلم يبدأ قبل السبعينات. واضاف هوبر: "في البداية لم يكن طبق لحم النعام من الاطباق المحببة. لكن هناك اقبال كبير علىه الىوم". اما جلد النعام فيلقى اقبالاً كبيراً من بيوت الازياء في اوروبا والشرق الاقصى. وقال هوبر: "ننتج في هذا الوادي تقريبا ما يراوح بين 200 الف و220 الف قطعة من جلد النعام سنوياً. تصدر منها 80 في المئة". وذكر ان قيمة كل قطعة يصل الى نحو الف راند. لم تقتصر ابواب ربح المربين على ريش النعام وجلده ولحمه فقط بل هناك تجارة ناشئة في بيض النعام الذي تعادل كل بيضة منه 24 بيضة دجاجة. لم يتركوا تقريباً جزءاً في النعامة لم يستفيدوا منه فقشرة بيض النعام تلون وتحفر علىها رسومات لتتحول الى قطعة فنية اما عظامها فتسحق وتستخدم في صناعة الاعلاف. كما دخلت صناعة النعام عصر الكومبيوتر بتصنيع ريش لتنظيف شاشات الكومبيوتر يستخدم فيه ريش النعام القصير الذي كان لا يستفاد منه في الماضي.