أفادت دراسة اجريت على 600 طالب وطالبة من جامعات القاهرة وعين شمس والازهر والاسكندريةوطنطاواسيوط وعنوانها "الدراما التلفزيونية والشباب الجامعي". ان نسبة من يشاهدون التلفزيون من طلاب وطالبات الجامعات بلغت نحو 17.92 في المئة. وكشفت الدراسة التي اعدها استاذ الاعلام والصحافة في جامعة الازهر الدكتور محيي الدين عبدالحليم ان معدل إقبال الاناث لا يقل عن معدل اقبال الذكور على مشاهدة التلفزيون. وحقّقت جامعة الازهر اعلى معدلات للاقبال على التلفزيون مقارنة بالجامعات الاخرى، اذ بلغت نسبة المشاهدة فيها 99 في المئة، تلتها جامعة اسيوط، فجامعة عين شمس، ثم جامعة الاسكندرية، فجامعة القاهرة. اما جامعة طنطا فاحتلت المرتبة الاخيرة في المعدلات، وتبيّن ان السبب الرئيسي وراء احجام البعض عن مشاهدة التلفزيون الاعتقاد بأنه يدعو الى الرذيلة. وذكر البعض سببا آخر هو عدم وجود وقت لديهم لقضائه امام الشاشة الصغيرة. كما كشفت الدراسة ان نسبة الذين لا يشاهدون التلفزيون بين الذكور بلغت 67.7 في المئة في مقابل 8 في المئة لدى الاناث. ويزيد معدل الاقبال الجماهيري بين شباب الجامعة على مشاهدة التلفزيون في أوقات السهرة، ويرتفع هذا المعدل محققاً أعلى النسب في الفترة الواقعة بين العاشرة مساء الى نهاية السهرة، ويقل الإقبال على المشاهدة كلما كان الوقت مبكراً، واحتل يوم الجمعة المرتبة الأولى بين أيام الاسبوع من حيث كثافة الاقبال الجماهيري، تلاه يوم الأحد. وأكدت غالبية الطلاب عدم تفضيل قناة تلفزيونية على اخرى، في حين فضل 32.35 في المئة القناة الاولى عن القنوات الاخرى. وتبين من الدراسة ان غلبة اللغة العربية واللهجة المصرية على برامج وفقرات القناة الاولى جاء على رأس اسباب تفضيلهم اياها. واحتلت المادة الدينية في التلفزيون، سواء كانت تلاوة قرآنية او برامج وفقرات ومسلسلات دينية، المرتبة الاولى بين البرامج المفضلة على الشاشة الصغيرة لشباب الجامعات، لاسيما جامعة الازهر، باستثناء جامعة الاسكندرية. وكشفت الدراسة ارتفاع مشاهدة المسلسلات التلفزيونية بصورة ملحوظة اذ بلغت 67.91 في المئة من عينة الدراسة. ولوحظ من البحث ان المشاهدة غير المنتظمة تفوق المشاهدة المنتظمة، وهي نتيجة طبيعية فالجمهور يصعب عليه ان يتفرغ تماماً لمتابعة المسلسلات. وارتفعت نسبة الاناث اللاتي ابدين اعجابهن بهذه المسلسلات ذلك ان الانثى تميل بطبيعتها الى التأثير بهذا اللون من العمل الدرامي التلفزيوني. وأبدى طلاب جامعة الازهر رضاهم عن هذه المسلسلات، ولم يبد أحدهم اي سخط أو عدم رضا عن هذه الاعمال الدرامية في حين حققت جامعة القاهرة ادنى معدلات الرضا عن هذه الاعمال. وبسؤال الطلاب والطالبات عن عوامل الجذب في المسلسلات أوضحوا ان هذه الاعمال تعالج قضايا المجتمع، والترويح عن النفس، كما انها تقتل الوقت. وقال البعض إن المسلسلات كثيرا ما تتناول مشاكل الشباب وهي تسهم في حل مشاكلهم الشخصية. وقال آخرون إن تمثيليات التلفزيون ومسلسلاته تقدم لهم زاداً ثقافياً يسهم بصورة ما في إثراء فكرهم وتشكيل آرائهم. وجاءت جامعة الازهر على رأس الجامعات المؤيدة للدور الثقافي الذي يضطلع به التلفزيون، وبالتالي فإن اقل نسبة اعترضت على قيام الاعمال الدرامية بالدور الثقافي هي جامعة الازهر، ما قد يشير الى ان التعليم الديني الصحيح لا ينفر من تمثيليات التلفزيون ومسلسلاته بل يشجع على الاستفادة منها. واسفرت نتائج الدراسة عن الدور الفعال الذي تحدثه التمثيليات التلفزيونية في التأثير على سلوك الشباب الجامعي، بعد ما أفاد 60 في المئة من الطلاب ان سلوكهم يتأثر تأثيراً كاملاً او جزئياً بهذه الاعمال الدرامية. وإذا كانت هذه الاعمال تحدث هذا التأثير لدى صفوة الشباب وهم طلاب الجامعات، فانه يتوقع ان يكون اثرها اعمق لدى غير المتعلمين، ويزيد معدله لدى الاميين. لوحظ ان اكثر المجتمعات تفضيلا للون العاطفي هو المجتمع الساحلي في الاسكندرية، تلاه مجتمع جامعة الازهر، وجاءت جامعة القاهرة في المرتبة الاخيرة في تفضيل هذا اللون. وجاء على رأس الجوانب السلبية في هذه الاعمال انها تدفع الشباب الى الانحراف، كما انها لا تنسجم مع عادات المجتمع، وقال البعض انها تحطم المثل والقيم الدينية وانها تدعو الى الرذيلة.