طالبت السلطة الفلسطينية الادارة الاميركية بالتدخل والعمل لتنفيذ مذكرة واي ريفر في ظل الازمة القائمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي تحاول الدولة العبرية جاهدة نفي وجودها، فيما افادت انباء اسرائيلية ان مليونيرا يهوديا نقل رسالة الى الرئيس حافظ الاسد الاسبوع الماضي تتضمن تفاصيل "التعديلات الحدودية" التي يقترحها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. اعلنت "وكالة الانباء الفلسطينية" وفا ان الرئيس ياسر عرفات اجرى محادثات هاتفية اول من امس بالتوالي مع الرئيس حسني مبارك ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. واشارت الى ان المحادثات تناولت عملية السلام مع اسرائيل وسبل تسريعها. في غضون ذلك، اعلن مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية ان باراك سيشكل فريقين وزاريين للاشراف على مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وسورية، مشيراً الى انه سيختار اعضاء اللجنتين الاسبوع المقبل من بين وزراء الحكومة الامنية المصغرة اضافة الى موظفين كبار وخبراء. وعلى الجانب الفلسطيني، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ان على الادارة الاميركية ان تتدخل فوراً لتنفيذ الاتفاق، مشيراً الى "التزام الادارة الاميركية خطيا بالاشراف على تنفيذ مذكرة واي بحذافيرها". واضاف: "هذا الصمت الاميركي وتأجيل وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت زيارتها مؤشر سلبي"، مشيرا الى ان "الادارة الاميركية اشرفت بشكل مباشر على الجزء المتعلق بالفلسطينيين وحضر الرئيس بيل كلينتون بنفسه لغزة من اجل ذلك، كما شاركوا في اللجان المختلفة لضمان تنفيذ الفلسطينيين تعهداتهم، وعليها ان تفعل الشيء ذاته في ما يتعلق بالشق الخاص بالاسرائيليين". وقال عريقات: "ان العالم بأسره يفهم عندما يقول باراك ان العد التنازلي لتنفيذ اتفاق واي سيبدأ مطلع ايلول سبتمبر ان التنفيذ سيبدأ في هذا التاريخ، والا فمن الممكن ان يقول باراك ان العد التنازلي يبدأ في ايلول وان التنفيذ سيبدأ بعد سبعة اشهر. هذا كلام غريب عجيب". وجاءت تصريحات عريقات في اعقاب ما سماه الاسرائيليون ب"سوء فهم" لاقوال باراك في شأن استعداده لبدء تنفيذ اتفاق واي مطلع ايلول، الامر الذي رحب به الرئيس الفلسطيني مطالبا بتسريع تنفيذه. ويؤكد الفلسطينيون ان الخلاف في شأن تطبيق "واي" سواء في ما يتعلق بالجدول الزمني او البنود التي سيشرع في تنفيذها، وصل الى حد الازمة التي تستدعي تدخلا اميركيا عاجلا باعتبار واشنطن اكثر من مجرد شاهد، بل ترقى الى مستوى الشريك الفعلي والضامن. وفي المقابل، يسعى اركان الدولة العبرية الى ايجاد الانطباع محليا وعالميا بأن الخلاف "اجرائي" ولا يمس جوهر المذكرة وانه بالامكان التغلب على هذا الخلاف على طاولة الاتصالات الثنائية للوصول الى اتفاق يتيح التطبيق من دون حاجة لتدخل البيت الابيض الذي "توفره" تل ابيب للمسار السوري - الاسرائيلي. وحاول المسؤولون الاسرائيليون جاهدين طمأنة واشنطن بعد استجابة اولبرايت لطلبهم بارجاء زيارتها. وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه انه "لا يصح اعتبار الخلاف مع السلطة الفلسطينية ازمة، بل تباين في وجهات النظر بالنسبة الى استمرار صنع السلام". وأيده وزير الخارجية ديفيد ليفي وقال في تصريح منفصل ان تصريحات عرفات الاحد الماضي "ولدت شعورا بالازمة، لكن في الحقيقة ليست هناك ازمة". واضاف: "ان تأجيل زيارة اولبرايت للمنطقة جاء لمنح فرصة للطرفين لحل الخلافات بينهما والتوصل الى اتفاق يؤدي الى تنفيذ واي". وعلى صعيد المسار السوري، دعا ليفي دمشق الى اتخاذ "خطوة جريئة" وعقد لقاءات مباشرة بين الاسرائيليين والسوريين على غرار اللقاءات المصرية والفلسطينية معهم. ونقل عن باراك قوله في وقت سابق انه سيتوصل الى اتفاق مع الاسد "اذا جلسا معا في غرفة واحدة". وسربت وسائل الاعلام الاسرائيلية فحوى رسالة بعث بها باراك الى الرئيس السوري "لتشجيعه على استئناف المفاوضات". وكتبت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان المليونير اليهودي الاميركي داني آبرامز نقل رسالة الى الاسد الاسبوع الماضي تؤكد ان اسرائيل "ستوافق على الانسحاب من هضبة الجولان "تقريبا الى حدود الرابع من حزيران 1967 مع تعديلات في خط مياه طبرية". وقالت الصحيفة ان آبرامز الذي وصل الى تل ابيب الاحد الماضي أوضح للسوريين ان "التعديلات الحدودية"التي تطالب بها اسرائيل مرتبطة بابعاد خط مياه طبرية من الحدود. وفي شمال المنطقة تكون اسرائيل مستعدة للاقتراب من حدود الرابع من حزيران عام 1967. اما في ما يتعلق بمنطقة الحمة السورية "فستكون اسرائيل مستعدة لسلطة اسرائيلية - سورية لفترة انتقالية" اضافة الى مشاركة مراقبين اسرائيليين في قوة المراقبة الاميركية التي سترابط على الحدود. ولم تذكر الصحيفة هل نقل المليونير اليهودي رسالة جوابية من الاسد.