طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - برأ مجلس الأمن القومي في ايران، وهو أعلى هيئة سياسية - أمنية قائد الشرطة الايرانية الجنرال هدايت لطفيان من الهجوم على مساكن طلاب في جامعة طهران. لكنه اتهم قائد شرطة العاصمة وستة من مساعديه قادة الوحدات الخاصة وعناصر من وحدة مكافحة الشغب بتنفيذ الهجوم من دون اوامر الجهات العليا، وهو الحادث الذي تسبب في اضطرابات استمرت ستة أيام، وامتدت من العاصمة الى المدن الكبرى والريف. وشدد تقرير اصدرته لجنة تابعة للمجلس في نهاية تحقيقات مكثفة، على مسؤولية "انصار حزب الله" في "استفزاز الطلاب" والمشاركة مع رجال شرطة في 8 تموز يوليو الماضي في مهاجمة المدينة الجامعية في طهران، لكنه انتقد "الموقف الاستفزازي" الذي اتخذه الطلاب وتجمعاتهم "غير المشروعة"، مؤكداً احالة قائد شرطة طهران والقادة الستة للوحدات الخاصة على القضاء. ونوهت الاذاعة الايرانية بنتائج التحقيق معتبرة انه "خطوة نحو اقامة دولة القانون ومجتمع خالٍ من العنف"، في حين حض الرئيس محمد خاتمي رموز المؤسسات الدينية في قم على التسامح مع الجيل الجديد من طلاب المدارس الدينية. ونشر التحقيق الذي استمر 22 يوماً، في صحف طهران امس، علماً ان الاضطرابات التي كانت الاخطر منذ الثورة عام 1979، اوقعت ثلاثة قتلى وأدت الى اعتقال حوالى 1400 طالب ومعارض. ووصف تقرير اللجنة التابعة لمجلس الأمن القومي، تلاحق الاحداث التي أدت الى الاضطرابات، وأكد ان الأمر بالهجوم على المدينة الجامعية "لم يصدر عن قيادة الشرطة ولا الاجهزة الأخرى المعنية". واعتبر ان ما تعرضت له المساكن الجامعية "تجاوز يعود الى افتقاد قادة الشرطة الكفاءة والفاعلية". وقلّل من الاضرار المادية التي تسببت فيها الصدامات، لافتاً الى ان لطفيان "لم يصدر اي امر بدخول قوات الى حرم جامعة طهران". وكان الأخير تعرض لحملات عنيفة من الطلاب الذين حمّلوه المسؤولية، وطالبوا بإقالته. كما ذكر التقرير ان وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري كان اعطى تعليمات بالامتناع عن اقتحام الحرم الجامعي، وأوضح ان بعض قادة الشرطة "ما زالوا معتقلين ولم تصدر احكام في حقهم". وبثت وكالة الأنباء الايرانية في وقت متقدم ليل السبت ان الجهات الرسمية حددت اسماء عدد من كبار المسؤولين الامنيين تورطوا بالهجوم. لكن التقرير لم يورد اسماء هؤلاء الى حين بت القضاء المسألة، وأشار الى اعتقال متشددين كان بينهم من شاركوا في الاعتداء على وزيرين قبل سنتين. خاتمي في غضون ذلك، دعا خاتمي رجال الدين في ايران الى التسامح مع وجهات النظر المعارضة في اطار محاولاته لكسب التأييد ل"المجتمع المدني" الذي وعد بإقامته. وقال ان الوقت حان لاظهار فضائل الاسلام بتبني وجهات النظر المغايرة. ونقل التلفزيون الايراني عن خاتمي قوله لمسؤولي "مكتب الدعوة الاسلامية" في مدينة قم: "ليس ما يمنع ان تكون للتيارات والتنظيمات الاخرى برامجها الانتخابية وصحفها ومجلاتها الخاصة للتعبير عن آرائها، فالجمهورية الاسلامية يمكنها ان تدمج الكثير من الافكار الموجودة في المجتمع". و"مكتب الدعوة الاسلامية" هو مؤسسة مكلفة نشر "الافكار الثورية". كما حض الرئيس "الحرس القديم" في المؤسسات الدينية التقليدية على التسامح مع الجيل الجديد من طلاب المدارس الدينية والحوزات العلمية "لمناقشة الامور في مناخ مفتوح".