قبل خمسة أيام من ذكرى مرور سنة على القصف الأميركي لمواقع اسامة بن لادن في أفغانستان، وردت انباء عن عزم اصوليين من أنصاره على تنفيذ حملة تفجيرات تستهدف طائرات اميركية وبريطانية، في حين نُقل عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية ان واشنطن تؤيد محاكمة ابن لادن في مصر او السعودية إذا لم تتسنَّ محاكمته في الولاياتالمتحدة. وتتهم أميركا ابن لادن بالتورط بتفجير سفارتيها في افريقيا في اب اغسطس العام الماضي. وأوردت صحف بريطانية أمس ان شركات الطيران البريطانية والاميركية اتخذت اجراءات احترازية بعد تحذيرات من أن انصاراً لابن لادن يعتزمون شن حملة تفجيرات خلال الشهور الثلاثة المقبلة. وأوضحت أن شركات الطيران تلقت "تحذيراً سرياً" بناء على معلومات من الاستخبارات الاميركية التي نبّهت الى إمكان حصول محاولات لتهريب قنابل الى طائرات أميركية وبريطانية. وتزامن التحذير مع تأكيد شبكة "إن. بي. سي" التلفزيونية الأميركية أن مسؤولين في إدارة الرئيس بيل كلينتون يحاولون اقناع حركة "طالبان" بتسليم ابن لادن إلى مصر أو السعودية لمحاكمته. وأشارت الى أن واشنطن "تفضّل اعتقال ابن لادن ومحاكمته أمام محكمة اميركية"، لكنها تؤيد محاكمته في مصر أو السعودية إذا لم يكن الخيار الأول متاحاً. ونقلت عن مسؤول في حركة "طالبان" ان واشنطن أجرت اتصالات بالحركة الأفغانية لإبعاد ابن لادن من مناطقها أو تسليمه الى القضاء الأميركي. وكرر ان ابن لادن لا يمارس الآن أي نشاط. وأفادت الشبكة أن المسؤولين المصريين يودون محاكمة ابن لادن في شأن اتهامات بأنه نسّق محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في حزيران يونيو 1995 في أديس ابابا، وأنه متورط بتفجير السفارة المصرية في إسلام أباد في تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه. وأكد اصوليون مصريون مقيمون خارج مصر أن موقف ابن لادن وانصاره من اميركا لم يتغير، وقالوا في اتصالات هاتفية مع "الحياة" في القاهرة أمس: "ما زالت الفتوى التي اطلقها ابن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري في إطار "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" قائمة ما دام عداء الأميركيين للإسلام والمسلمين مستمراً". وأضافوا أن "العمل المقبل لأنصار ابن لادن سيكون في الزمان والمكان اللذين لن يتوقعهما الاميركيون". ومعروف ان نيابة أمن الدولة في مصر تحقق في قضية اتهم فيها قادة الاصوليين المصريين المقيمين في الخارج، إضافة الى ابن لادن، باعتبارهم جميعا "محركي احداث العنف التي وقعت في البلاد خلال السنوات الماضية". واستغرب محامي الجماعات الاسلامية في مصر السيد منتصر الزيات طرح اسم ابن لادن في قضيتي محاولة اغتيال مبارك وتفجير السفارة المصرية في باكستان، مشيراً الى ان اسم ابن لادن لم يرد في القضيتين الاولى والثانية. واوضح ان القضية الاولى نظر فيها القضاء الاثيوبي. "وحتى الآن لا توجد في مصر قضية تتعلق بحادث تفجير السفارة المصرية في باكستان، وبالتالي لا توجد لائحة بأسماء متهمين فيها". وأكد ان "ابن لادن غير ضالع في عمليات عنف داخل مصر"، معتبراً ان فكرة محاكمته في مصر "غير مقبولة". ورأى ان اميركا "تريد توريط مصر بمواجهات جديدة مع الاصوليين بعدما توقفت المواجهات بين الحكومة وعناصر الجماعات الاسلامية".