عارضت غالبية الاحزاب القبرصية الرئيسية قرار الحكومة اطلاق الجاسوسين الاسرائيليين ايغال داماري واوري هارغون في 12 الشهر الماضي، قبل انقضاء مدة عقوبتهما لادانتهما بالتجسس على مناطق عسكرية محظورة. واعتبرت صحيفة "الفجر" خارافيي ان قرار حكومة قبرص هو "استهزاء برأي البرلمان والقانون والمبادئ، وبمشاعر الشعب الذي تمت عملية الافراج خفية عنه". في حين كتبت صحيفة "المواطن" بوليتس ان اطلاق السجينين "جاء ليؤكد وعوداً قطعها رئيس وزراء اسرائيل السابق بنيامين نتانياهو امام الكنيست، وقال فيها: "سنحضرهما الى اسرائيل قريباً". واصدرت خمسة احزاب قبرصية بياناً في شأن الموضوع، واحتجت اربعة احزاب على قرار الافراج عن الجاسوسين فيما أيّده حزب واحد هو الحزب الحاكم. ورأى الحزب الشيوعي القبرصي اكيل ان تعليل القرار بخدمة "المصلحة الوطنية" هو "عذر تافه ورخيص"، مشيراً الى ان الحكومة القبرصية اظهرت بهذا الاجراء "خضوعها السهل والخطر لضغوط الاجانب". واعلن الحزب الاشتراكي إذيك بلسان نائب رئيسه وزير الدفاع السابق ياتاكيس اوميرو انه لا يستطيع ادراك معنى اصدار امر العفو عن الجاسوسين لخدمة المصلحة الوطنية. وتابع اوميرو ان ما يعرفه وقت خدمته كوزير للدفاع، اي حين اعتقل العميلان الاسرائيليان 7/11/98، هو انهما وضعا امن قبرص في خطر شديد. اما الحزب الديموقراطي ذيكو الذي يرأسه سبيروس كبريانو فاعتبر الاجراء بمثابة "تبادل سياسي تمّ في شكل غير سليم، وبطريقة غير مناسبة، ومن دون خبرة، ولم يوضع في اطار مناسب". وحمل حزب "الآفاق الجديدة" بعنف على قرار اطلاق الجاسوسين ورأى انه "خزي وطني"، مشدداً على خطورة التعاون بين اسرائيل وتركيا. وانفرد الحزب الحاكم ببيان يدافع عن قرار الافراج قائلاً ان "الاستمرار في سجن الاسرائيليين لن يضرّ مصالح قبرص الحيوية فحسب بل يضرّ قبرص ككل، اذ تلقت الحكومة عدداً من المذكرات من مصادر مختلفة في شأن الموضوع، وتوّلت تحليلها، ووجدت ان قرارها هذا الافراج سيكون مفيداً". من جهة اخرى يتوقع ان يصل الى مدينة ليماسول القبرصية في ايلول سبتمبر المقبل حوالى عشرة آلاف اسرائيلي لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين الفريقين القبرصي والاسرائيلي.