حملت حركة التجديد الحزب الشيوعي سابقاً أمس على الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية السيد محمد بلحاج عمر المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. واتهمته بالحنين الى تجربة تعميم التعاونيات بالقوة التي قادها وزير الاقتصاد القوي في الستينات احمد بن صالح والذي كان بلحاج عمر من أنصاره قبل ان ينشق عنه في 1980 ويؤسس حزب الوحدة الشعبية. ويتنافس في الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع والعشرين من تشرين الأول اكتوبر المقبل مرشح التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم الرئيس بن علي وبلحاج عمر اضافة الى الأمين العام لحزب الاتحاد الديموقراطي الوحدوي عبدالرحمن التليلي. وبموجب القانون الاستثنائي الذي عدل الدستور للافساح في المجال امام تعدد الترشيحات للرئاسة، لا يحق لزعيم حركة التجديد محمد حرمل الذي قاد الحزب الشيوعي من 1980 حتى تغيير اسمه الى حركة التجديد في 1994 الترشيح لأنه تجاوز السبعين من العمر، لكنه أعلن عزمه الترشح للانتخابات الاشتراعية. وغطت تطورات المعركة الاعلامية بين حزب الوحدة الشعبية وحركة التجديد التي اعلنت مساندتها الرئيس التونسي الحالي على الاستعدادات للانتخابات المقبلة اذ تبادل زعيما الحزبين الاتهامات عبر وسائل الاعلام. وتوسعت المعركة الى قياديين في التشكيلتين اللتين تباعدتا بعد فشل تجربة التحالف في الانتخابات المحلية 1995 وأسفرت عن فوز تحالف ثلاثة احزاب معارضة بثلاثة مقاعد من اصل 4090 مقعداً. واتهمت مجلة "الطريق الجديد" الناطقة باسم حركة التجديد في عددها امس بلحاج عمر بفتح المعركة مع القيادة الشيوعية. وقالت انه تحرك لحض السلطات على حجب الترخيص لحركة التجديد لدى تشكيلها و"طلب منا البقاء في اطار الحزب الشيوعي". وتعتبر "الطريق الجديد" مجلة شهرية، الا ان آخر عدد منها صدر في ربيع العام الماضي. ولوحظ ان عددها الجديد صعّد المعركة مع "الوحدة الشعبية" بنشر شهادة للنائب محمد سيد بن عائشة الذي انشق عنها منذ سنوات وأعلن مساندته ترشيح بن علي لولاية ثالثة. وحمل النائب المنشق على الحزب الذي انتمى له واتهمه بالمزايدة والازدواجية والسقوط الاخلاقي. ورأى ان بلحاج عمر "فاقد الحد الأدنى من التمثيلية والصدقية"، وأعلن اعتزامه الترشيح للانتخابات الاشتراعية على لوائح "حركة التجديد". وعدا عن "الاتحاد الديموقراطي الوحدوي" الذي عقد مؤتمره العام الثالث الشهر الماضي ورشح امينه العام التليلي للانتخابات الرئاسية ركزت الاحزاب الاخرى على ترتيب شؤونها الداخلية والبحث عن مرشحين على لوائحها بسبب عزوف الناس عن العمل في هيئاتها. وفي ظل احتجاب صحف المعارضة وانعدام الاجتماعات العمومية ينصرف اهتمام الناس الى مشاغلهم المهنية والاجتماعية فيما يقتصر الشأن الانتخابي على الاجهزة الحزبية المعنية بالاستحقاق المقبل. ولاحظ مراقبون ان الولع بالاصطياف او متابعة الكسوف يتقدم بكثير على الانشغال بالانتخابات في اهتمامات الرأي العام.