نأت باكستان بنفسها امس عن الخلاف بين حركة "طالبان" والولاياتالمتحدة، في اشارة واضحة الى انها لن تتوسط بين الطرفين، فيما ناشدت "طالبان"، في نداء أخير، الأممالمتحدة لكي تعدل عن عزمها فرض عقوبات على افغانستان اعتباراً من اليوم، وجددت رفضها تسليم اسامة بن لادن. ودعا وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر الولاياتالمتحدة و"طالبان" الى عدم استخدام الأراضي الباكستانية لتسوية نزاعاتهما. وأضاف في تصريحات صحافية، معلقاً على التفجيرات التي استهدفت المصالح الاميركية في اسلام آباد أول من أمس: "لا اعتقد انه من المناسب اختيار الأراضي الباكستانية لتسوية النزاع بين واشنطن وطالبان". من جهته دعا وزير خارجية "طالبان" مولوي وكيل احمد متوكل واشنطن الى مفاوضات جديدة لحل الازمة. وأضاف في تصريح الى "الحياة" ان الحركة مستعدة "لبدء محادثات مع الولاياتالمتحدة، شرط ان لا تكون للبحث في تسليم ابن لادن". وناشد متوكل الأممالمتحدة "ان تتراجع عن فرض العقوبات او تمدد المهلة قبل البدء بتطبيقها". وفي اسلام آباد شددت السلطات اجراءاتها الأمنية ووسعت نطاق التحقيق في حادث اطلاق القذائف الصاروخية على السفارة الاميركية ومكاتب الأممالمتحدة. وحض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان باكستان على تقديم المسؤولين عن الهجمات "الارهابية الجبانة الى العدالة". وقال مسؤول في الاستخبارات الاميركية، رفض الافصاح عن اسمه، ان للحادث "صلة بمسألة العقوبات على افغانستان". وتحدد الأممالمتحدة العقوبات التي سيتم فرضها على افغانستان اليوم بنوعين: وقف الرحلات الجوية لطائرات شركة "اريانا"، وتجميد ارصدة "طالبان" في المصارف العالمية. وعلمت "الحياة" ان واشنطن جمدت خمسين مليون دولار من أرصدة "اريانا" في آب اغسطس الماضي. وعشية بدء العقوبات أ ف ب التي فرضها مجلس الأمن على افغانستان، دعت واشنطن الرعايا الاميركيين في مختلف أنحاء العالم الى توخي مزيد من اليقظة. وأشار بيان لوزارة الخارجية الاميركية الى ان زعيم طالبان الملا محمد عمر هدد الولاياتالمتحدة من "غضب الله" في رسالة مؤرخة في التاسع من الشهر الحالي اذا ما أصرت على فرض العقوبات. من جهة أخرى، أعلن البيان ان واشنطن لا تعرف في الوقت الراهن ما إذا كانت الهجمات بالصواريخ التي استهدفت مباني اميركية واخرى تابعة للامم المتحدة في العاصمة الباكستانية أول من أمس الجمعة على صلة بمسألة العقوبات.