أعلن كبار زعماء المعارضة اليوغوسلافية مقاطعتهم اللقاء مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ امس، رافضين الشرط الذي وضعه الاتحاد بالتوقيع على تعهد بتسليم المتهمين بجرائم حرب في حال تسلمهم الحكم. واعتبر المعارضون الصرب ان التعهد "يمثل انذاراً يضر بصورة جماعات المعارضة في أعين الشعب الصربي". وقال رئيس حركة التجديد الصربية فوك دراشكوفيتش: "لا يمكننا القبول بأي انذارات". وأشار الى ان المعارضة الصربية توقعت رفع العقوبات عن يوغوسلافيا وتلقي مساعدات للتخفيف من معاناة السكان خلال الشتاء المقبل "من دون فرض شروط في قضايا حساسة". وبين المقاطعين كل من الكنيسة الارثوذكسية الصربية ودارغوسلاف افراموفيتش الحاكم السابق للبنك المركزي اليوغوسلافي الذي كلفته اطراف معارضة بترؤس اي حكومة موقتة محتملة، اضافة الى زعيم الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش الذي يقود تظاهرات "التحالف من اجل التغيير" المطالبة باستقالة ميلوشيفيتش. وأفاد جينجيش في تصريح صحافي في بلغراد امس انه يرفض اي شروط، "لأن المهمة ذات الأولوية بالنسبة للمعارضة في صربيا هي تغيير النظام وإجراء انتخابات ديموقراطية، وليس قضايا محكمة لاهاي". وكانت محكمة الجزاء الدولية في لاهاي وجهت اتهامات بارتكاب جرائم حرب في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو الى عدد من الصرب، بينهم ميلوشفيتش ورئيس صربيا ميلان ميلوتينوفيتش. وبحث كبار المسؤولين في وزارات خارجية الدول ال15 في الاتحاد الأوروبي امس الوضع المستجد. وقال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر "يجب ان نعرف لماذا قرروا المعارضون الصرب المقاطعة ليصبح من الممكن تقويم موقفهم". وظل حضور لقاء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ مقتصراً امس على 15 معارضا يمثلون فئات ثانوية في صربيا منها الهنغاريون في فويفودينا والمسلمون البوشناق في السنجاق والحزب الاشتراكي الديموقراطي في شمال صربيا. وكان مقرراً ان يتبنى الاتحاد الأوروبي اعلاناً مشتركاً مع حوالى 30 من شخصيات المعارضة السياسية الصربية الرئيسية بهدف تكثيف الضغوط على ميلوشيفيتش لارغامه على الاستقالة. وتضمنت خطة الاتحاد الأوروبي مشروع "الطاقة من اجل الديموقراطية" الذي يهدف الى تزويد التجمعات السكانية الصربية بكميات طارئة من وقود التدفئة في حال توقيع المعارضة في صربيا للوثيقة التي وضعها الاتحاد. وأبدت واشنطن مخاوفها من استفادة نظام ميلوشيفيتش من المساعدات الأوروبية. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان "البلديات الصربية التابعة للمعارضة لا تملك امناً ذاتياً يضمن الا تتحول هذه المساعدات ليستفيد النظام منها،". ورأى محللون ان الأوروبيين يرون ان عزل النظام ليس الوسيلة الوحيدة لازاحة ميلوشيفيتش في حين يريد الاميركيون ابقاء الضغط من دون وجود موقفين متعارضين بين الحلفاء احدهما اميركي والآخر أوروبي.