عند الكلام عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تنهمر الاقوال المأثورة والامثال الهزلية معاً. تعنتر هذا الاتحاد، الذي تعرض لانتقادات كثيرة منذ سنوات طويلة من دون ان يتغير فيه شيء قلباً وقالباً، وطالب ببطاقة ونصف اضافية في تصفيات مونديال 2002، وهدد بالانسحاب من المونديال اذا لم تتم الاستجابة لمطلبه! وهنا يصح الزج بالمثل الشعبي "ضحكتني وانا عيّان"، وبالقول المأثور: "رحم الله امرأً عرف قدر نفسه فوقف عنده". وحسب الجميع ان الذي يهدد هو الاتحاد الاوروبي الذي لا يمكن ان تُقام للمونديال قائمة من دونه ابداً، او الاتحاد الاميركي الجنوبي الذي يضفي ممثلوه على المسابقة جماليات نادرة لا يمكن الاستغناء عنها اطلاقاً، او حتى الاتحاد الافريقي الذي اضاف اشياء جديدة على الحدث الكبير واثبت ممثلوه ان مستقبلاً باسماً ينتظرهم مع ان معظمهم لا يملك شروى نقير. هناك من قال: "ماذا سيخسر المونديال، فنياً ومالياً، اذا ما انسحب الآسيويون؟ الا تكفيهم بطاقتان في التصفيات وبطاقتان لليابان وكوريا الجنوبية المنظمتين... ان تهديدهم نوع من الضحك على الذقون"؟ ولأن "المكتوب يقرأ من عنوانه"، تساءلنا نحن في وقت سابق، وبتشاؤم: "من الذي سيتنازل من اتحادات القارات الاخرى للاتحاد الآسيوي عن بطاقة ونصف أو بطاقة كاملة تساوي اطناناً من الذهب"؟. وقد اتصل بنا مسؤول آسيوي رفيع المستوى، وتساءل: "لماذا كل هذا التشاؤم"؟ فأجبنا: "لأن هامش المناورة عند الآسيويين محدود جداً، إذا لم يكن صفراً". واتصل الآسيويون برئيس الفيفا جوزف بلاتر، لأنهم كانوا الى جانبه في معركة انتخابات الرئاسة لم يكونوا مع رئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسون، فلم يعد بشيء لانه يعلم بأن مهمته شبه مستحيلة. وأخيراً بعد طول انتظار، اعلن بلاتر ان هناك أملاً بمنح آسيا نصف بطاقة اذا ما وافقت اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي. وهنا اعرب الامين العام للاتحاد الآسيوي بيتر فيلابان عن سروره للعرض، وكأنه "فتح عكا". نسي فيلابان البطاقة الكاملة ووافق على نصف البطاقة، وهو الذي يعلم ان تفوق ثالث تصفيات آسيا على المنتخب الاوروبي الذي يحمل بدوره نصف بطاقة أمل بعيد جداً وليس ابعد منه سوى "امل ابليس بالجنة". ولو "جلس الاتحاد الآسيوي اعوج وتكلم معتدلاً منذ البداية" لما سخر أحد من هذا الاتحاد الخفيف الذي يحاول ان يناطح اتحادات قارية من الاوزان الثقيلة.