بدأ عرض القوة بين عائلة كرة القدم الآسيوية والعائلة الدولية، ونشبت بسبب قلة المقاعد المخصصة للقارة الصفراء في نهائيات مونديال 2002 ازمة حقيقية في قلب "الفيفا" هي الاخطر منذ 1966، اي منذ قاطعت آسيا وافريقيا مونديال انكلترا بعدما منحتا معاً بطاقة يتيمة، ولم يخرق المقاطعة سنتذاك سوى كوريا الشمالية. وكان الفيفا منح آسيا بطاقتان في تصفيات 2002 فضلاً عن بطاقتين لليابان وكوريا الجنوبية صاحبتي الضيافة، بيد ان الاتحاد الآسيوي رفض، فطلب رئيس الفيفا جوزف بلاتر مهلة حتى المؤتمر الاستثنائي لاكبر امبراطورية رياضية في العالم، والمنعقد حالياً في مدينة لوس انجليس الاميركية، حتى يتسنى له مشاورة الاتحادات القارية الاخرى. ويبدو انه لم يقنع الاميركيين الجنوبيين ورئيسهم خوليو غروندونا بالتخلي عن نصف بطاقة خلافاً لما حصل مع الاوروبيين الذين وافقوا على مضض "للتأكيد على وحدة العائلة الكبيرة"، وقد تشاور ايضاً مع رئيس الاتحادين الافريقي والآسيوي عيسى حياتو والسلطان احمد شاه ونائب رئيس الفيفا الكوري الجنوبي تشونغ مون جون. هجوم غير ان نصف البطاقة الاوروبية التي اعطيت للآسيويين لم تشف غليلهم، فشنوا اول من امس هجوماً على اتحاد اميركا الجنوبية وأعلنوا انهم لن يدعموا اياً من دولها المرشحة لاستضافة مونديال 2006، وأكدوا في الوقت ذاته انهم سيقاطعون المونديال المقبل اذا لم يمنحوا بطاقة اضافية واحدة على الاقل. وحتى يتبين للجميع جدية تهديدهم اعلنوا انهم سينسحبون من جلسة المؤتمر العام للفيفا، وهذا ما حصل فعلاً برغم محاولات بلاتر ثنيهم عن هذه الخطوة، واعلن القطري محمد بن همام، صديق بلاتر الحميم، انه استقال من منصب رئيس اللجنة الفنية في الفيفا. وما حصل، يهدد بلاتر تماماً، وهو الذي تربطه علاقات سيئة جداً بالاوروبيين ولم ينجح في انتخابات الرئاسة الا بفضل الآسيويين تحديداً. بلاتر: "انه العار" وبالتالي، لم يتورع بلاتر عن القول: "انسحاب الآسيويين من المؤتمر أمر مخز لانه يعني عدم احترام للفيفا واللجنة التنفيذية والوفود والضيوف... الامر لا يمت بصلة بالروح الرياضية... انه العار، لانه مدعوون ونحن نصرف ثمن بطاقات السفر ونفقات الاقامة والمأكل، ولم يكن لائقاً ان يتصرفوا بتلك الطريقة... الفيفا مؤسسة ولا تقدر على الخضوع لمثل هذا الضغط، وإلا فإن المؤسسة ستموت، وسنتخذ اجاء تأديبياً بحق المنسحبين... لن نخضع للتهديدات وسنفتح تحقيقاً لنتخذ الاجراءات المناسبة بحق الاتحادات الآسيوية". واوضح بلاتر انه سيعود اليوم الى مكاتب الفيفا في زيوريخ بعد المباراة النهائية لمونديال السيدات بين الولاياتالمتحدة والصين، لحل المشكلة. وقال للصحافيين: "اسألوني عن الحل الاسبوع المقبل. الامر واضح، ولدي شعور خاص بأن الآسيويين سيعودون، ولننتظر بعض الوقت". واوضح بلاتر ان لوائح الفيفا تنص على منع مناقشة اي بند ليس مدرجاً على جدول الاعمال خلال المؤتمرات الاستثنائية، لذا فان الخطوة التي اقدم عليها الآسيويون تعتبر مخالفة باعتبار ان موضوع المقاعد في نهائيات المونديال المقبل ليس مدرجا على الجدول. يوهانسون والعزلة الآسيوية وأسف رئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسون لتصرف الآسيويين ووصفه بانه "عمل صبياني وتصرف غير مسؤول.. وليس لآسيا سبباً مقبولاً حتى تقدم على هذه الخطوة... صحيح انه ربما لم يكن علينا نحن الاوروبيون منح نصف مقعد لآسيا، ولم يكن لاوروبا سبباً مقبولاً لفعل ذلك، لكننا قمنا به. يجب مد يد المساعدة، وعلى آسيا قبول العروض الحالية... نحن في الاتحاد الاوروبي بادرنا الى المساعدة، لكننا الآن يجب ان نكون جديين، فالمقاطعة ستكون امراً سيئاً على عالم كرة القدم خصوصاً بالنسبة الى آسيا التي ستجد نفسها منعزلة... على الاتحاد الاسيوي تحمل مسؤولياته والعودة الى مائدة المفاوضات". من جانبه، اعلن غروندونا، الارجنتيني الجنسية، ان الاتحاد الاميركي الجنوبي لن يتخلى عن اي مقعد في التصفيات لمصلحة آسيا، وقال: "لدينا 4 بطاقات فضلاً عن نصف بطاقة سنواجه من خلالها ممثل اوقيانيا". وذكر امين صندوق الاتحاد الاميركي الجنوبي وهو البوليفي رومر اوساسونا: "تصرف الآسيويين يؤسف له... ولا يمكن ان تحل الامور بهذه الطريقة". وقال مسؤول اميركي جنوبي: "لن نتخلى عن نصف بطاقةحتى لو مروا على اجسادنا". من جانبه، اوضح الامين العام للاتحاد الآسيوي بيتر فيلابان ان الاتحاد الآسيوي سيعقد جمعية عمومية استثنائية خلال شهرين لتأكيد مقاطعة مونديال 2002 اذا لم تمنح آسيا بطاقة كاملة ثالثة في التصفيات، وكرر ان على الاميركيين الجنوبيين ان يتنازلوا عن نصف بطاقة. تجدر الاشارة الى ان قرعة مونديال 2002 ستسحب في 7 كانون الاول ديسمبر المقبل في طوكيو. انكلترا على الخط ودخلت انكلترا على خط مونديال 2002، فاكدت انها مستعدة لتنظيم مونديال 2002 في حال نفذ الآسيويون تهديدهم وفي حال قرر الفيفا نقل المسابقة من اليابان وكوريا الجنوبية! وذكرت صحف لندن ان الفيفا قد يجد نفسه مرغماً على نقل البطولة وأن انكلترا المرشحة لتنظيم مونديال 2006 مستعدة لتنظيم المونديال المقبل.