وصف مسؤول سوري نتائج زيارة الرئيس حافظ الاسد لموسكو بأنها كانت "ايجابية وناجحة بكل المقاييس"، لافتاً الى ان محادثات الاسد والرئيس بوريس يلتسن تؤكد "الدور الروسي في رعاية عملية السلام" الى جانب الولاياتالمتحدة. وقال الناطق الرئاسي جبران كورية امس ان "الزيارة ناجحة بكل المقاييس"، وان موسكوودمشق "مرتاحتان لنتائج الزيارة التي ستؤدي الى دفع العلاقات الثنائية الى مستوى أعلى في كل الميادين التي تهم الطرفين". وكان الاسد اجتمع في اليومين الاخيرين في اول زيارة لموسكو منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، مع كل من يلتسن ورئيس الوزراء سيرغي ستيباشين ووزيري الخارجية ايغور ايفانوف والدفاع الجنرال ايغور سيرغييف. وبحثا في التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، وفي التطورات الدولية والاقليمية خصوصاً مسألتي عملية السلام والعراق اذ اعلن الرئيسان "تمسكهما بالحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي العراقية معبرين عن قناعتهما بأن مصير العراق يجب ان يقرره الشعب العراقي بنفسه" في اشارة الى رفض مساعي واشنطن لتغيير النظام العراقي. وعن عملية السلام، قال الناطق الرئاسي ان الاسد ويلتسن أكدا "دور روسيا كأحد راعيي عملية السلام في الشرق الاوسط"، وان موسكو ايدت دمشق في تمسكها باستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل من النقطة التي توقفت عندها في بداية 1996، وتطبيق مبدأ "الارض مقابل السلام" وتنفيذ القرارات 242 و338 و425 و"وحدة المسارين السوري واللبناني". وفيما أمل الاسد ب"دور روسي مهم" في رعاية عملية السلام "من أجل تحرير أرضنا المحتلة واقامة السلام العادل والشامل"، خاطبه الرئيس يلتسن ب"الصديق والسياسي الكبير في سورية وفي العالم العربي كله"، لافتاً الى ان لقاءهما سيعطي "دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية وسيرفع مستوى هذه العلاقات الى المستوى الأفضل". ولم يعلن الجانبان رسمياً عن توقيع اي اتفاق في شأن استيراد سورية أسلحة روسية أو حل مشكلة متأخرات القروض الروسية المستحقة على سورية البالغة نحو 11 بليون دولار اميركي. لكن اذاعة دمشق بثت امس ان الزيارة "كانت استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معان"، وان نتائجها كانت "ناجحة بكل المقاييس واثمرت نتائج باهرة ومهمة للغاية"، وانها جاءت ل"تعزز فرص التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين وقضية السلام والاستقرار في المنطقة والعالم". واشارت الى ان المحادثات تدل الى ان "روسيا ستعود الى أخذ موقعها في عملية السلام في الشرق الاوسط والقيام بما ترتبه عليها صفتها كراعية رئيسية لمسيرة السلام وضامنة لسلامة توجهها". في موسكو "الحياة"، لوحظ ان موضوع السلاح لم يذكر في صورة واضحة في البيان الختامي الصادر بعد زيارة الأسد لموسكو، لكن مصادر ديبلوماسية أجمعت على ان موسكو وافقت على جزء كبير من المطالب السورية على ان تدفع دمشق ثمن مشترياتها بالعملة الصعبة.