أنهى انشقاق في الحركة الناصرية في مصر، إجراءات تأسيس حزب جديد، اطلق عليه اسم "الانقاذ القومي" ينوي مؤسسوه التقدم بأوراق الترخيص له الى لجنة شؤون الأحزاب في منتصف آب اغسطس المقبل. وعلمت "الحياة" أن المؤسسين ينتمون الى انصار السيد فريد عبدالكريم، والذين يطلق عليهم "مجموعة عابدين" حيث مقر جماعتهم في أحد إحياء القاهرة، وكان هؤلاء رفضوا الالتحاق بالحزب الديموقراطي الناصري الذي يقوده السيد ضياء الدين داود. ويضم الحزب الجديد 150 مؤسساً، تحت قيادة السيد أحمد شهيب الذي كان ضمن تنظيم الضباط الأحرار، وقاد العمل الفدائي ضد الاحتلال الإنكليزي في مطلع الخمسينات، وظل عضواً في البرلمان حتى 1971، حيث حكم عليه بالسجن 6 سنوات، في قضية "مراكز القوى" التي اطلق عليها الرئيس السابق أنور السادات "ثورة التصحيح" ضد أنصار جمال عبدالناصر، ثم دخل منافساً على شرعية الحزب الديموقراطي الناصري، في دعوى حسمها القضاء لمصلحة ضياء داود. ولوحظ أن الحزب الجديد تبنى شعار "العروبة، والوطنية، والروح الإسلامية" بدل الشعار التقليدي للناصريين "حرية، اشتراكية، وحدة". وقالت مصادر المؤسسين إن "التغيير لم يستهدف إظهار التمايز عن الحزب الناصري، لكن تأكيد الخلاف في الرؤية والهدف أيضاً". وعزا احد المؤسسين السيد حسن بديع في حديث الى "الحياة" أسباب التحرك الجديد الى أن "الغالبية من التيار الناصري باتت خارج الحزب، بسبب سياسات قيادته اللاديموقراطية، والتي أدت إلى تفجر الخلافات والانشقاقات، وتشرذم الناصريين"، لكنه شدد على أن "صفحة الخلاف ننوي إغلاقها، ولا نسعى إلى تجديد الصراع، وهدفنا التصدي للصهيونية واميركا". وطبقاً لقوائم المؤسسين، ينتمي 48 عضواً منهم الى حزب العمل ذي التوجه الإسلامي ويتولى بعضهم مواقع قيادية فيه، ومنهم وكيل المؤسسين الثاني السيد محمد عقل الذي انتخب عضواً في اللجنة العليا للحزب أخيراً وهو ما يمثل ضربة قوية لحزب العمل الساعي الى تحقيق ائتلاف مع القوميين العرب الناصريين. وتنص وثيقة الحزب الأساسية على أن "الصراع مع الكيان الصهيوني، صراع وجود وليس صراع حدود، ولن ينتهي إلا بإزالته، أو فناء العرب"، ولفتت إلى أن "السياسة المصرية الرسمية، تعي جيداً الخطر الإسرائيلي، ويجب عليها العمل بجدية لامتلاك سلاح نووي يحمي السلام من غطرسة العدو، والأخطار المحيطة بمستقبل المنطقة، حتى يتحقق السلام العادل بإقامة دولة فلسطينية، على كل التراب الوطني الفلسطيني". ويعد التحرك الأخير، الأول من نوعه في صفوف الناصريين منذ تأسيس الحزب في 1992، حيث اقتصرت المرحلة الماضية على التنازع التنظيمي والسياسي، بين فصائل الحركة، ولم ترق إلى تقديم أوراق تأسيس حزب جديد، في خطوة وصفها قيادي في الحزب الديموقراطي الناصري انها "خطوة غير مبررة". وقال عضو المكتب السياسي السيد شعبان إن "المبرر الأساسي لوجود حزب ناصري آخر غير موجود"، وعزا ذلك الى أنه "لا يوجد تمايز فكري أو سياسي بين الناصريين داخل الحزب أو خارجه، ولا نفهم الحكمة من طرح منابر سياسية، في هذا الشأن"، وشدد على أن "حزبنا يطرح نفسه وعاء لجميع الناصريين، ونحتكم إلى قاعدة الانتخابات في اختيار قيادة الحزب، ومن لم يحقق موقعاً يتمناه أمامه فرصة في الدورة المقبلة".