تلقت لجنة شؤون الاحزاب في مصر امس، مذكرة ثانية لتأسيس حزب ناصري جديد يدعى "الانقاذ القومي" بعد أقل من اسبوع، من تقدم قيادات ناصرية بمذكرة مماثلة لتأسيس "حركة الكرامة". وتولى وكالة مؤسسي الحزب الجديد السيد احمد شهيب والنائب السابق محمد عقل، وضمت اللائحة 93 مؤسساً من 15 محافظة، منهم 6 من القيادات الفلاحية في حزب العمل في مقدمهم امين مكتب الفلاحين المهندس محسن هاشم. يذكر أن لجنة الاحزاب تلقت عقب انتخاب الرئيس حسني مبارك لولاية جديدة في أيلول سبتمبر الماضي، مذكرات تأسيس 4 احزاب، اثنان اسلاميان هما حزبا "الشريعة" و"الاصلاح" إضافة الى الحزبين الناصريين الجديدين. ويرفع الحزب شعار "وطن عربي افريقي مستقل" وجاء في بيان الاعلان أن "مصر جزء من الامة العربية تسعى الي وحدتها، وجزء من قارة افريقيا يجب ان تكون لها الصدارة في قارتها لنشر الحضارة والتقدم". ويضم الحزب بين صفوفه أربعة من اعضاء الامانة العامة واللجنة المركزية السابقين في الحزب الديموقراطي العربي الناصري الذي اسسه السيد ضياء الدين داود في العام 1992، وهم المحامي محمد رفعت، والقيادي النقابي عبدالنبي حامد، وعادل عبد الرشيد عبدالحكيم، ومحمود عبدالعزيز محمد السيد، و يشار الى أن "حركة الكرامة" ضمت في صفوفها 11 من قيادات المكتب السياسي والامانة العامة السابقين في حزب داود. ووجه الحزب الجديد اول دعوة تطلقها احزاب مصرية الى امتلاك اسلحة نووية "لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية". وقال في بيان تأسيسه ان "الكيان الصهيوني يمتلك اسلحة الدمار الشامل، خصوصاً السلاح النووي، الأمر الذي يدعونا للعمل علي امتلاك اسلحة الردع الشامل حماية للسلام". وجاء في اوراق برنامج الحزب إن "الصراع ليس قائما بين العرب واليهود، وانما مع الكيان الصهيوني حول ارض مغتصبة ولمن تكون" وشدد على أن "السلام لن يتحقق الا باسترداد الارض العربية المحتلة، واقامة دولة فلسطين، وعودة شعبنا العربي الفلسطيني إلى أرضه". وقال وكيل المؤسسين السيد احمد شهيب ل"الحياة" إن "حزب الانقاذ يؤكد مبدأ الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية ونائبه ويعطي اهمية خاصة لحق المواطنين في انشاء الاحزاب والجمعيات الاهلية، ويؤمن بتداول السلطة عبر صندوق الانتخاب، ويدعو الى تعظيم دور النقابات المهنية ولتأكيد استقلالها". وينتمي المؤسسون الى جماعة القطب الناصري البارز المحامي فريد عبدالكريم، وانسحبوا من الحزب الديموقراطي، بعد ستة اشهر من تأسيسه عقب اتهامهم قيادته بالانفراد باصدار القرار، لاستبعادهم من التشكيلات القيادية في اول انتخابات داخلية جرت في الحزب. وأثار تقدم حزبين جديدين الى لجنة شؤون الاحزاب ردود فعل واسعة داخل الحركة الناصرية، واصدرت مجموعة مستقلة تطلق على نفسها اسم "حزب شباب يوليو الوحدوي" بياناً دعت فيه الى "تشكيل مجلس للتنسيق بين فصائل الحركة الناصرية". وأشار البيان إلى ان "الحركة تعاني الفرقة والشتات لأسباب كثيرة. ويجب الخروج من واقع التمزق واذا كان مستحيلاً الانصهار، فإن عدم الالتقاء يعتبر جريمة غير مبررة". لكن وكيل مؤسسي "الانقاذ القومي" السيد محمد عقل، قال ل"الحياة" إن "فكرة الانصهار في حزب واحد غير مطروحة، بعد ان اثبتت التجارب عدم واقعية هذاالتوجه". وقال إن "مؤسسي الانقاذ يضعون حزبي التجمع والعمل في مقدمة النشاط المشترك، ويهتمون بالتنسيق مع التجمعات الناصرية الاخرى، لكنهم يرفضون الانصهار في حزب مع آخرين". ويوجد في مصر 14 حزباً سياسياً، وتأسس خمسة منها بقرارات رئاسية في عهد الرئيس السابق أنور السادات، هي الأحرار والتجمع والوطني والوفد والعمل. وحصلت تسعة أحزاب على احكام قضائية بعد رفض لجنة شؤون الاحزاب منحها الترخيص الرسمي. يذكر أن اللجنة رفضت كل طلبات التأسيس التي تلقتها منذ تشكيلها العام 1979.