استهل ناصريون بارزون في مصر بدء ولاية الرئيس حسني مبارك الرابعة باعلان تأسيس حزب جديد، أطلقوا عليه "حركة الكرامة"، وسط توقعات بحصول انفراج ديموقراطي في المرحلة المقبلة، يسمح باضافة فاعليات سياسية جديدة في البلاد. وقال وكيل المؤسسين السيد حمدين صباحي، عضو مجلس نقابة الصحافيين في مصر، إن "حوارات استمرت ثلاث سنوات، واستقرت قبل ايام، على عرض أوراق الحزب الجديد امام لجنة تأسيس الاحزاب، بعد توسيع قائمة المؤسسين، وضم عناصر جديدة اليها". وتضم لائحة المؤسسين اسماء بارزة، شاركت في تأسيس الحزب العربي الديموقراطي الناصري، منذ انطلاقته في 1992، لكنها اختلفت مع قياداته، وغادرته ومنهم كمال ابو عيطة وامين اسكندر وعصام الاسلامبولي ومحمد سامي وطارق النبراوي وكمال زايد وفايز الكرته واحمد الغزاوي. ولفت صباحي في تصريحات ل "الحياة" ان "الحزب الجديد مبادرة ناصرية، لكنه ليس حزباً ناصرياً، وهو يمثل دعوة وطنية عامة جامعة، لا تشترط في عضويتها الإلزام بالفكر الناصري، وتعمل على توحيد اتجاهات سياسية عدة، تلتزم المبادئ الوطنية العامة"، لكنه قال: "هذا التصور لم ينعكس على قائمة المؤسسين، وإنما سيُطرح في مرحلة مقبلة". وعزا صباحي توقيت اعلان تأسيس الحزب الى "تقدير بأن مصر مقبلة على مناخ يتسم بانفراج في الهامش الديموقراطي، مع مطلع الولاية الرابعة للرئيس حسني مبارك، واذا كنا لا نراهن على تغيير أشمل في البيئة السياسية، إلا اننا نتوقع هذه المساحة من الانفراج. ويذكر الى ان اسماء المؤسسين ترتبط، بجيل القيادات الطلابية الناصرية في السبعينات، والتي قادت المواجهة ضد سياسة الرئيس الراحل انور السادات. وقال صباحي إن "قيادات الاتجاهات الفكرية الاخرى، التي نسعى الى التعامل معها، تتفق معنا في العمل والتاريخ المشترك ... "نحن لا نطرح القيادات التقليدية على جدول اعمالنا". ويُعد حزب "حركة الكرامة" الثالث من نوعه للناصريين، اذ انهى انصار القطب البارز المحامي فريد عبدالكريم استعدادهم للتقدم بأوراق تأسيس حزب "الانقاذ القومي" الى لجنة الاحزاب، خلال ايام، ويشار الى ان الجماعتين خرجتا من عباءة الحزب العربي الديموقراطي الناصري، بعد خلافات واسعة مع قياداته. واوضح صباحي ان "مؤسسي الحزب الجديد يؤمنون بعدم اتساع اطار الحزب القائم لعضويتهم" لكنه شدد على أننا "لسنا في معركة معهم ونحترمهم، وما حدث من اختلافات، نتحمل جزءاً من مسؤوليتها، لكن التوحد بات صعباً للغاية، ونسعى الى صنع تجربتنا، وطالبنا من زملائنا في الحزب، الانضمام النا بعد الحصول على الترخيص حتى لا نتسبب في فراغ لدى الآخرين". وعن الخلاف مع الحزب الناصري قال صباحي "نحن نتمايز عنهم سياسياً وتنظيمياً، ونتبنى تصوراً يؤمن بالتداخل بين الوطنية المصرية، والقومية العربية، والهوية الاسلامية ... هذا التصور ينعكس على بحثنا للمشترك السياسي، وتقليل الخلاف الفكري مع حزب الوسط ذي التوجه الاسلامي، وجيل السبعينات في الحركة الماركسية، والشبان الليبراليين، وقيادات الحركة الطلابية، للتواصل ناحية تجميع الحركة الوطنية المصرية".