لندن، كراكاس - "الحياة"، رويترز - استمرت اسعار النفط على مستواها المرتفع نسبياً في وقت ارجأت الحكومة الفنزويلية يومين جولة لوفد نفطي كبير سيزور عواصم منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" اعتباراً من الاربعاء 7 تموز يوليو الجاري للدعوة الى قمة نفطية في كاراكاس. ولوح وزير الطاقة والتعدين الفنزويلي علي رودريغيز باللجوء الى منظمة التجارة الدولية "اذا حاولت الادارة الاميركية فرض ضريبة على واردات النفط من اربع دول منتجة رئيسية من بينها السعودية". وكانت أسعار مزيج "برنت" انخفضت في العقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس الجمعة تحت وطأة عمليات بيع لجني الارباح وانخفاض أسعار النفط الخام ومنتجاته في تعاملات بورصة نايمكس الالكترونية. وتراجع سعر مزيج برنت في عقود آب أغسطس سبعة سنتات عن سعر الاغلاق مساء الخميس الى 17.55 دولار للبرميل بعدما هبط في وقت سابق الى 17.42 دولار للبرميل. وقدر محللون مستوى الدعم التالي للخام عند 17.40 دولار للبرميل. لكن مصادر مستقلة قالت: "ان مستوى السعر لا يزال معقولاً في هذه الفترة من السنة". وقال مسؤول فنزويلي بارز ان حكومته اجلت جولة في دول "اوبك" يومين الى 7 تموز لحشد موافقة دول المنظمة لعقد قمة لزعماء الدول الاعضاء في كراكاس. واضطر اعضاء المنظمة، بعد الانخفاض الحاد في اسعار النفط العام الماضي الى تنحية خلافاتهم جانباً والاتفاق على سلسلة من خفوضات الانتاج. وحقق الاتفاق الرامي الى دعم الاسعار نتائجه ما رفع خام "برنت" الى حدود اقتربت من 18 دولاراً للبرميل. ويتناقض السلوك الودي تجاه "اوبك" الذي تنتهجه الادارة الفنزويلية الجديدة التي تولت السلطة في الثاني من شباط فبراير الماضي مع سلوك الحكومة السابقة التي كانت تنتقد اعضاء المنظمة بسبب تجاوز حصص الانتاج. وقال وزير الطاقة والتعدين: "ان فريقا فنزويلياً رفيعاً سيقوم بجولة سريعة على متن طائرة خاصة تملكها شركة نفط فنزويلا بتروليوس دي فنزويلا تستغرق 18 يوماً". وقال وزير الخارجية خوسية فيسينتي رانجيل في حزيران يونيو الماضي "ان فنزويلا تريد استضافة القمة في نهاية السنة او بداية السنة 2000 وان بعض منتجي النفط من خارج اوبك سيُدعى كمراقب". وقال رودريغيز "ان موعد القمة سيُناقش خلال الجولة وسيتم كذلك البحث في جدول الاعمال". وسيقود الفريق مينيس الفارو سيلفا نائب وزير الطاقة وجورج فاليرو نائب الوزير للشؤون الخارجية الذي يقول ان القمة لقيت بالفعل "قبولاً عاماً" لدى اعضاء "اوبك" ال 11. واذا نجحت هذه المساعي ستكون دليلاً على عودة فنزويلا الى صف "اوبك" التي تباعدت عنها على مدى اعوام طويلة. وحتى العام الماضي كانت فنزويلا تُنتقد لتجاوزها حصة انتاجها المقررة داخل المنظمة. وارتفعت اسعار النفط بنسبة 50 في المئة في الاشهر الاربعة منذ اذار مارس الماضي عندما اقرت "اوبك" احدث قرار بخفض الانتاج الدولي. وقال رودريغيز ان التزام الخفض، الذي لم يكن جيداً العام الماضي، تحسن بشكل ملحوظ. من جهة ثانية قال رودريغيز ان مصدرين نفطيين متهمين باغراق اسواق الولاياتالمتحدة بنفط رخيص مستعدون لعرض القضية على منظمة التجارة الدولية اذا اعلنت الولاياتالمتحدة ان تلك المزاعم صحيحة. واضاف: "اذا سارت الاجراءات قدماً فان القضية التي رفعها منتجون اميركيون هذا الاسبوع ستزيد بشكل كبير سعر النفط في الولاياتالمتحدة وستُحدث اختلالات مهمة في الامدادات الى اكبر مستهلكي النفط في العالم". وشدد في مؤتمر صحافي على انه اذا قررت الحكومة الاميركية الاستمرار في القضية ستبحث فنزويلا مع المكسيك والمملكة العربية السعودية احالة القضية على منظمة التجارة الدولية. وجدد رودريغيز "رفضه القاطع" لمزاعم الاغراق مشيراً الى خفض مصدري النفط لامداداتهم بهدف دعم الاسعار. وامام وزارة التجارة الاميركية 20 يوماً بدأت الاربعاء لتقرير هل ينبغي المضي في اجراء تحقيق. وقدمت مجموعة من منتجي النفط المستقلين في الولاياتالمتحدة، تسعى الى فرض رسوم جمركية تعويضية على واردات النفط من السعودية والمكسيكوفنزويلا والعراق، طلباً الى الحكومة الاميركية الثلثاء الماضي لاجراء تحقيق زاعمة ان الدول الاربع تُغرق سوق الولاياتالمتحدة بالنفط.