تبيّن أمس أن السلطات القطرية تمكنت من اعتقال المتهم الأول في المحاولة الانقلابية الشيخ حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني بعدما اخترقت المخابرات القطرية مرافقي المتهم. واتضح ان العملية تمت بخطف الطائرة الخاصة التي كانت تقله من بيروت إلى عاصمة عربية أخرى وتحويل مسارها إلى الدوحة. وفي بيروت، نفى المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي عدنان عضوم أن يكون المتهم اوقف في بيروت يوم الجمعة الماضي ونقل على متن طائرة قطرية إلى الدوحة. وقال القاضي عضوم ل"الحياة" أنْ لا علم له بهذا الخبر، "وان قضية من هذا النوع يجب أن تتم بعلم النيابة العامة التمييزية". وأضاف: "لم أتلق على المستوى القضائي أي اتصال مرتبط بهذا العمل. وحسب معلوماتي فإن الأمن العام اللبناني لم يخرج أحداً من مطار بيروت. وكما هو معلوم فإن الأجهزة الأمنية والضابطة العدلية تأتمران مباشرة بأمر النيابة العامة التمييزية". وفي هذا السياق، قال مصدر قريب من رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ل"الحياة" إن لبنان غير معني بهذا الخبر، وان عملية التوقيف لم تتم فوق الأراضي اللبنانية كي يصار إلى نقله على متن طائرة قطرية إلى الدوحة. وأكد ان كل ما ورد في الخبر من زاوية علاقة لبنان به "لا أساس له من الصحة". ونشرت جريدة "الوطن" القطرية شبه الرسمية، أمس، تفاصيل القبض على المتهم، مؤكدة أن عناصر من المخابرات القطرية تمكنت من تحويل مسار طائرته ففوجئ المتهم بهذا التحول ولم يستطع إبداء أي مقاومة، فقد فات الاوان وكان رجال الأمن في الدوحة في انتظار وصول الطائرة من دون أي تأثير في حركة الطائرات في مطار الدوحة. وشبهت الصحيفة عملية القبض على هذا المتهم بعملية القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، مشيرة إلى "تشابه أحداث" العمليتين. ونسبت إلى مصادرها أنه "تم التخطيط لهذه العملية في الدوحة للقبض على المتهم الذي يتنقل بجواز سفر ديبلوماسي بحريني بين عدد من الدول بينها سورية ولبنان والبحرين". وقالت إنه "تم إعداد عناصر كفيّة لتنفيذ هذه العملية التي درست بعناية وسرية، وكلفت عناصر من المخابرات لمتابعة تحركات المتهم في الدول التي يتنقل بينها تمهيداً لزرع عناصر أخرى بين رجاله المرافقين له منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة، لتقوم هذه العناصر بالعملية، وكانوا على اتصال دائم بالمسؤولين في الدوحة لتحديد ساعة الصفر بإلقاء القبض على المتهم الذي يعتبر المخطط الأول والمدبر للمحاولة الانقلابية الفاشلة، إذ كان يدير العملية المحاولة الانقلابية الفاشلة من سيارة كان يقودها على مشارف الحدود القطرية". وكشفت الصحيفة ان الجهات المختصة علمت أن المتهم سيقوم برحلة عادية بطائرته الخاصة من مطار بيروت إلى إحدى الدول التي يسمح له بالتنقل بينها، فأعطت الاذن للعناصر بتنفيذ العملية، وبعد اقلاع الطائرة من مطار بيروت تمكنت هذه العناصر من السيطرة على الطائرة وعلى الحراس الآخرين المرافقين له.