روى رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" السيد خالد الفاهوم ل"الحياة" مضمون اتصال الرئيس ياسر عرفات به الاسبوع الماضي في عمان، ومضمون اللقاء الذي جمعه والامين العام المساعد ل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" الدكتور طلال ناجي وزعيم "الصاعقة" السيد عصام القاضي مع نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام منتصف الشهر الماضي، والقسم المتعلق بهذا اللقاء في اجتماع لجنة المتابعة المبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني المعارض لتعديل الميثاق. وأوضح الفاهوم ان اللقاء مع خدام "دوري وجاء بناء على طلبنا لنتبادل الرأي في شأن التطورات الاخرى، اذ وجدت السيد خدام اكثر تفاؤلاً بالنسبة الى احراز تقدم على المسار السوري" بعد فوز ايهود باراك في الانتخابات الاخيرة. واضاف: "قلت إن لا أحد يستقبلنا نحن في لجنة المتابعة، اذ ان ثلاثة مسؤولين ايرانيين هم الرئيس محمد خاتمي ونائبه الدكتور حسن حبيبي والسفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام قالوا انهم سيوجهون الينا دعوة رسميةً لكننا لم نتلق الى الآن أي دعوة". وتابع ان خدام قال: "لا تيأسوا، يجب ان تستمروا وركزوا على العمل السياسي"، أي انه "لم يطلب منا وقف العمل العسكري". وعن اجتماع لجنة المتابعة، قال الفاهوم: "انني والدكتور ناجي ابلغنا اخوتنا في لجنة المتابعة مضمون اللقاء، لكن المحامي جواد يونس مقرب من حركة فتح - الانتفاضة بزعامة ابو موسى اعتبر ان كلام خدام يعني ان دمشق تريد وقف العمل المسلح، فقلت: اين هو العمل المسلح اصلا؟". وعن زيارته لعمّان، قال الفاهوم: "إنها شخصية كي أرى الأهل الذين يأتون من فلسطين كل سنة لنلتقي في الاردن"، مشيراً الى ان اتصال الرئيس ياسر عرفات ابو عمار به حصل في الساعة ال11 من ليل اليوم الثاني لوصوله "وكان أبو عمار مهذباً وودياً الى أبعد الحدود"، وهنا نص الاتصال حسب الفاهوم: " عرفات: ما العمل؟ - الفاهوم: انني غير موافق على اتفاق اوسلو او اتفاق واي ريفر. وهذه المرحلة انتهت في الخامس من أيار مايو الماضي، لكن المرحلة الراهنة صعبة جداً، اذ اننا نواجه قضايا استراتيجية مثل المياه والمستوطنات والقدس والسيادة واللاجئين، لذلك لا بديل من الوحدة الوطنية وتشكيل جبهة وطنية تضم الجميع وفي المقدمة حماس لانها خارج منظمة التحرير الفلسطينية. انا معك مئة في المئة. - نريد وحدة وطنية تنعكس في قيادة جماعية في مؤسسات جديدة في المنظمة. انا موافق على ذلك. - ونريد عمقاً عربياً وفي المقدمة سورية، اذ ان هناك اكثر من 400 الف لاجئ فلسطيني. انا موافق مئة في المئة على كل ما تقوله. - هناك مثل يقول: لا حرب من دون مصر، أو سلام من دون سورية. كل ما تقوله صحيح وممتاز. - ونريد عمقاً إسلامياً في المرحلة المقبلة، لأن هناك اموراً تهم المسلمين، فالقدس ليست موضوعاً فلسطينياً بل لكل المسلمين. ونريد بعداً دولياً واوروبياً. - قضايا المسار أسهل يا أبو عمار ونحن متفائلون. إن شاء الله، هذا جيد وسأكون سعيداً بأي تقدم على المسار السوري، وأتمنى ان ينجح المساران السوري واللبناني لأن ذلك يشكل قوة لنا. - لا يمكن دخول مفاوضات المرحلة النهائية من دون سورية ولبنان والجميع. أرجوك ان تسعى كي ننسق مع الاخوة السوريين، وان التقي اخي الرئيس حافظ الأسد الذي احترمه واحبه. - ليس جيداً البحث عن التنسيق وقت الضيق فقط. انني مشتاق لك وأريد ان اراك. - إن شاء الله". وأبدى الفاهوم استعداده السفر الى القاهرة للمشاركة في الحوار الذي سيشمل الجبهتين "الشعبية" بزعامة جورج حبش و"الديموقراطية" بزعامة نايف حواتمة، في حال دعي الى ذلك لان "العالم كله يعترف به، وهو صاحب المال والسلطة وهناك مرحلة جديدة تحتاج جهود الجميع من دون استثناء لتشكيل جبهة وطنية واسعة ندخل فيها في مفاوضات المرحلة النهائية".