أجمعت ردود الفعل الدولية على الإشادة بدور العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني في عملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى دوره في وضع المغرب على طريق التقدم. وفي حين تعهّدت الولاياتالمتحدة تقديم الدعم الى الملك الجديد سيدي محمد السادس، اعتبرت فرنسا انها "خسرت رجلاً يحب بلادنا ويحب الفرنسيين". اشاد الرئيس بيل كلينتون بالملك الحسن الثاني ووصفه بانه واحد من اعظم صانعي السلام في الشرق الاوسط. وسيشارك كلينتون وزوجته هيلاري في تشييع جنازة الملك في الرباط اليوم. وقال كلينتون في بيان ان "الملك الحسن الثاني اثبت مرة بعد الاخرى خلال فترة حكمه التي استمرت 38 عاماً زعامته وشجاعته واستعداده لتقبل التغيير". وتابع في بيان نعي خطي للملك الحسن الثاني ان "الشرق الاوسط فقد واحداً من اعظم صانعي السلام فيه. وتكريماً له يجب ان نكرس انفسنا من جديد لتنفيذ فكرته ... وهي السلام العادل والدائم لكل اطفال الشرق الاوسط". وقال ان الراحل كان يعمل من دون كلل لتعزيز ازدهار شعبه. واشار الى انه في السنوات الاخيرة اتخذ "خطوات مهمة" لتعميق الحرية في المغرب. ولفت الى انه "قدم المشورة الحكيمة لجميع الرؤساء الاميركيين منذ جون ف. كنيدي. وعمل على ازالة الحواجز بين شعوب الشرق الاوسط وفتح بشجاعة حواراً مع اسرائيل وساعد في ترتيب رحلة الرئيس المصري انور السادات الى القدس وسعى الى زيادة التسامح والاستقرار في كل انحاء المنطقة". وقال: "لن ننسى ابداً ضيافته غير العادية ولا المرات الكثيرة التي وقف فيها الى جانب الولاياتالمتحدة. بامكان الملك سيدي محمد والشعب المغربي الاستمرار في الاعتماد على تأييد الولاياتالمتحدة". وقال مسؤول أميركي كبير ان كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت تحدثا مع العاهل المغربي الجديد هاتفياً، وان الملك ابلغ اولبرايت انه سيواصل العلاقة نفسها التي كان والده يقيمها مع الولاياتالمتحدة. ونقل المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه عن الملك محمد: "اعرف ان في امكاني الاعتماد على الولاياتالمتحدة وفي إمكان الولاياتالمتحدة الاعتماد على المغرب". واعرب أعضاء في الكونغرس عن حزنهم. ووصف بنجامين جيلمان عضو مجلس النواب الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الدولية الملك الحسن بانه "مدافع قوي" عن السلام. وقالت اولبرايت في بيان اذيع في الطائرة التي كانت تقلها الى سنغافورة للمشاركة في قمة دول جنوب شرق آسيا اسيان: "اشعر بحزن عميق لوفاة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الذي كان صديقاً كبيراً للولايات المتحدة والسلام في الشرق الاوسط ... كان واحداً من اركان عملية السلام في الشرق الاوسط وقائداً اسلامياً وداعية متنوراً للتسامح والتفاهم الديني". وفي ابوجا، اعلن المحيطون بالرئيس الفرنسي جاك شيراك انه اختصر جولته الافريقية التي كانت ستنتهي اليوم في الكاميرون برحلة تستغرق 32 ساعة بين ياوندي وغاروا مروراً بدوالا، ليتمكن من المشاركة في تشييع جنازة العاهل المغربي الراحل. وسترافقه الى الرباط زوجته برناديت التي بقيت في باريس. واعرب شيراك عن "حزنه العميق" لوفاة الحسن الثاني. ووجه "الى الملك محمد السادس والى العائلة المالكة والشعب المغربي بأسره تعازيه وتعازي فرنسا الحارة". واضاف: "اريد ان اقول للفرنسيين انهم خسروا هذا المساء رجلاً كان يحب بلادنا ويحب الفرنسيين. ولقد وفرنا له جميعا في 14 تموز يوليو فرصة كبيرة من السعادة والفخر عندما حضر العرض العسكري في 14 تموز وخصوصاً العرض المهيب للحرس الملكي المغربي ولقد رأيته سعيداً". واعرب وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان عن حزنه. وهو آخر مسؤول فرنسي كان الى جانب العاهل المغربي ورافقه الى المطار بعد زيارته الى فرنسا. ونعى رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان الملك الحسن قائلا انه "جسد القيم الاصيلة لبلاده سواء في عاداته او في انفتاحه على بقية العالم ... انه رجل حضارة وحوار اختار الديموقراطية والتقدم ووضع المغرب على طريق التحديث". وأضاف: "بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن الحكومة اشارك الشعب المغربي حزنه واوجه له رسالة تضامن وصداقة في لحظة الاسى هذه". واعلن معهد العالم العربي في بيان ان المعهد "خسر احد مؤيديه الاكثر اخلاصاً"، مضيفاً ان "فرنسا فقدت واحداً من اهم مهندسي السلام". واعتبر المدير العام لمنظمة "يونيسكو" فدريكو مايور ان وفاة العاهل المغربي "تشكل خسارة للانسانية". وقال ان "الملك الحسن الثاني كان واحداً من كبار قادة عصرنا". واعرب الامين العام لمنظمة الفرنكوفونية العالمية بطرس غالي في برقية تعزية الى الملك الجديد محمد السادس، عن اسفه "لخسارة العالم العربي رمزاً من رموز تاريخه".ووصفه بأنه "صانع السلام". وفي موسكو، وجه الرئيس بوريس يلتسن برقية تعزية الى الملك محمد السادس وصف فيها الملك الراحل بأنه "رجل دولة فذ سار بالمغرب على طريق التقدم والاستقرار". وذكر المكتب الصحافي في الكرملين ان يلتسن شدد على إسهام الراحل في تعزيز الصداقة والتعاون مع روسيا. وتعهّد بأن تحفظ موسكو "مشاعر التضامن والدعم" مع المغرب. وأعلن ان وفداً روسياً سيشارك في مراسم جنازة الحسن الثاني يرئاسة يغور سترويف رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ. وفي مدريد، أعرب ملك أسبانيا خوان كارلوس عن تعازيه، مشيراً إلى أن العاهل المغربي قدم "خدمات جليلة للعالم العربي وللعلاقات بين أسبانيا والمغرب". وأبدى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار "حزنه العميق". وقال في رسالة الى رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي "انها لحظة حزينة جداً للشعب المغربي الذي ترك جلالته في قلبه اثراً عميقاً". واعتبرت الصحف الاسبانية ان العاهل المغربي كان قبل كل شيء حصناً ضد الاصولية الاسلامية. وكتبت صحيفة "الباييس" ان "الملك الحسن تحول تدريجياً من طاغية الى رجل دولة يتمتع بمرونة". وفي لندن، اعلنت الحكومة البريطانية ان وزير الخارجية روبن كوك سيشارك في تشييع الحسن الثاني. وسيتوجه الامير تشارلز الى المغرب ليحضر الجنازة وفي نيويورك، أشاد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بالراحل. وقال: "ترك الملك الحسن تراثاً يجعله زعيماً نقل شعبه الى العصر الحديث وحافظ في الوقت نفسه على تقاليده الاسلامية والمغربية القديمة والعظيمة". واضاف: "من خلال عمله كجسر سلام بين الامم والثقافات المختلفة صنع الملك الحسن من المغرب نفسه جسراً للتفاهم والتعاون وبين اوروبا وافريقيا وبين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب". وفي طوكيو، ذكر مصدر رسمي ان رئيس الوزراء الياباني السابق ريوتارو هاشيموتو سيمثل اليابان في جنازة العاهل المغربي. وفي لاهاي، بعثت الملكة بياتريكس ببرقية تعزية الى اسرة الملك الحسن الثاني. وفي الفاتيكان، اشاد البابا يوحنا بولس الثاني ب"الشخصية العظيمة للملك الراحل". وقال في برقية تعزية ان الملك الحسن الثاني "قاد بلاده بكرامة على درب التقدم الروحي والمادي". وفي روما، اعلن الرئيس الايطالي كارلو ازيليو تشامبي ان المغرب خسر "مرشداً حكيماً". وفي طهران، ذكرت الاذاعة الايرانية ان العاهل المغربي انجز خلال عهده مهمة ضمان الاستقرار السياسي الصعبة. وقالت الاذاعة في اول رد فعل لها على نبأ وفاة الملك الحسن الثاني "لقد نجح في ارساء الاستقرار في بلاده بين دول المنطقة". وفي اوتاوا، قال رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان ان "الملك الحسن الثاني كان رجل رؤية وكان قوة لاستقرار بلاده الحبيبة. وسنتذكره ايضا لمشاركته القيمة في الجهود التي تبذل من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط". وفي القدس، قال ميغيل انخيل موراتينوس مبعوث الاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط: "حزنت جداً بسماعي نبأ وفاة الملك الحسن. كنا نعمل معاً في شكل وثيق جداً لتشجيع عملية السلام في المنطقة ووفاته خسارة كبيرة". وقال ان "الملك كان احد مؤسسي عملية السلام في الشرق الاوسط ومن اكبر مشجعيها". وفي داكار، اعلنت السنغال الحداد الرسمي ثمانية ايام. وقال مسؤولون ان الرئيس عبده ضيوف سيحضر الجنازة. وكتبت صحيفة "لوسولي" السنغالية الحكومية عنواناً يقول "وفاة ملك عظيم". ويبلغ عدد المغاربة المقيمين في السنغال نحو ثلاثة الاف اغلبهم من اصحاب المتاجر في ضاحية تجارية تحمل اسم الملك محمد الخامس والد الملك الحسن. وابقى التجار المغاربة على محالهم مغلقة أمس حزناً على الراحل. وفي كيب تاون، ذكرت وكالة أنباء جنوب أفريقيا ان رئيس البلاد ثابو مبيكي سيحضر جنازة العاهل المغربي الذي قدم "مساهمات كبيرة" للمؤتمر الوطني الافريقي الحاكم في ثاني انتخابات ديموقراطية في جنوب أفريقيا في حزيران يونيو الماضي. وفي ستوكهولم، اعرب رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون عن تأثره لوفاة الملك الحسن الثاني وانها "خسارة كبيرة بالنسبة الى الشعب المغربي". وفي بروكسيل، اعلن الناطق باسم القصر الملكي ان ملك بلجيكا البير الثاني سيشارك في تشييع العاهل المغربي مع وزير الخارجية لوي ميشال. وفي لشبونه، اعرب الرئيس البرتغالي خورخي سامبايو عن "حزنه العميق" لوفاة الملك الحسن الثاني الذي "يتمتع باهمية تاريخية في بلاده وافريقيا والعالم". وقال انه "صدم" لوفاة العاهل المغربي "صديق البرتغال". وفي برن، اعربت الحكومة السويسرية عن "تأثرها العميق" لدى اعلان وفاة الملك الحسن الثاني وبعثت تعازيها الى الاسرة الملكية المغربية. وفي داكا، اعلنت رئيسة وزراء بنغلادش حسينة واجد انها ستشارك في تشييع الملك الحسن الثاني مؤكدة انها "صدمت وحزنت" لنبأ وفاته. المصادر: "الحياة"، رويترز، ا ف ب، ا ب، د ب ا