نفى جيش تحرير كوسوفو أي علاقة له بمقتل 14 مزارعاً صربياً ليل أول من أمس الى جنوب العاصمة بريشتينا، فيما تولت الشرطة العسكرية البريطانية التحقيق في الحادث المروع منذ وصول القوات الدولية الى الاقليم منتصف حزيران يونيو الماضي. في غضون ذلك وصف قائد الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بانكوفيتش الوضع في كوسوفو بأنه "صعب جداً" واعتبر أن ما يجري في الاقليم "يتناقض مع قرار مجلس الأمن الذي يضمن أمن وسلامة كل سكان الاقليم". وأشار الجنرال بانكوفيتش الذي كان قائداً لقطاع كوسوفو العسكري أثناء الغارات الجوية للحلف الأطلسي على يوغوسلافيا الى أن الجيش اليوغوسلافي يقف على مشارف الاقليم، وان المعارك يمكن أن تستأنف في أي وقت "اذا لم تستطع القوات الدولية الوفاء بالتزاماتها بحفظ الاستقرار في الاقليم وضمان أمن سكانه". واتهم الجنرال الصربي في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس دولاً في الحلف الأطلسي بأنها "تتعمد احداث فراغ أمني في كوسوفو من أجل اخلائه من سكان الصرب". من جهة أخرى تطرق الجنرال بانكوفيتش الى خسائر الحلف الأطلسي أثناء عملياته الجوية في اقليم كوسوفو التي بلغت "64 طائرة مقاتلة وتجسسية ومروحية واستطاع جنود الفيلق الثالث العثور على حطام ثلاث منها يعتقد أن أفراد طواقمها اضافة الى الطائرات المصابة الباقية تمكنوا من الوصول الى البانيا أو مقدونيا". وعن خسائر الجانب اليوغوسلافي أشار الى انها "بلغت 7 دبابات فقط" أما لماذا لم يدمر القصف الأطلسي المزيد ف"لأن كل الأسلحة الثقيلة كانت وضعت في مخابئ حصينة أو في عنابر العمارات السكنية". وأضاف انه تحت انظار القوات الأطلسية التي انتشرت في الاقليم "تم سحب 358 دبابة و150 عربة مصفحة و380 ناقلة عسكرية". ومن جهة أخرى ندد ناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو أمس بمقتل 14 صربياً رمياً بالرصاص في أحد حقول القمح قرب بلدة ليبليان 15 كم جنوب بريشتينا ووصف الحادث بأنه "عمل خسيس". وأضاف ان الشرطة العسكرية البريطانية طوقت منطقة الحادث وتحقق فيه "ولن تدخر جهداً لمعرفة المسؤولين عنه الذين يعتقد أنهم من الألبان الراغبين بالانتقام من الصرب". ووصف مسؤول الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير الحادث بأنه "عمل أحمق وغير انساني" وناشد السكان الصرب والألبان "التزام الهدوء" وأكد على "ضرورة مثول الجناة أمام العدالة في أقرب وقت ومن دون أي تأخير". وحسب ما اعلنته القوات البريطانية في بريشتينا فإن دورية روتينية تابعة لها سمعت دوي رصاص ثم عثرت على جثث 13 قتيلاً ووجدت جثة أخرى على جرار في موقع مجاور ونقلت الجثث الى المستشفى في بريشتينا للتعرف الى الضحايا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة. وتزامن الحادث مع زيارة المستشار الألماني غيرهارد شرودر لكوسوفو التي شكلت اول رحلة من نوعها لرئيس حكومة دولة غربية،