نقل الصرب ما يعادل ثلث قوتهم القتالية الى كوسوفو. وأعلن قائد عسكري كبير في بلغراد ان القوات المسلحة اليوغوسلافية اصبحت متأهبة لأي مواجهة مع حلف شمال الاطلسي وانها لن تسمح لأي جندي اجنبي بدخول الاقليم. في غضون ذلك، تفقد امس الخميس قائد الحلف الاطلسي في اوروبا وحدات الحلف التي نشرت في مقدونيا، فيما نظم الصرب ومؤيدوهم تظاهرات في سكوبيا ورفعوا شعارات تهدد بالقيام بعمليات ضد الجنود الغربيين في مقدونيا. وتواصلت الهجمات الصربية في انحاء كوسوفو امس. وأفادت مصادر الأممالمتحدة ان اكثر من مئة الف الباني غادروا الاقليم الى دول اوروبية غربية بسبب القتال. ووصف مسؤول المركز الاعلامي لألبان كوسوفو ما تردد في باريس عن اعطاء مهلة جديدة لحكومة بلغراد لمراجعة مواقفها بأنه "مؤشر على ان مجموعة الاتصال المنقسمة على نفسها، عازمة على تقديم تنازلات اضافية للصرب على حساب الألبان الذين وافقوا على الاقتراح الدولي لتسوية مشكلة الاقليم على رغم تجاهله حقهم في تقرير المصير". وقال في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" في مقره في بريشتينا ان "هذه المهلة زادت من مخاوف الألبان المشروعة بوجود صمت دولي عن جرائم ومخططات النظام الصربي، الى حد اعطائه الفرص المريحة له ليواصل عمليات القمع والتطهير العرقي حسبما يناسبه، في ارض الاقليم". وندد المسؤول الألباني بتقرير خبيرة الطب الشرعي الفنلندية هيلينا رانتا الذي اعلن اول من امس ولم يؤكد مسؤولية الشرطة الصربية عن مجزرة قرية راتشاك في منتصف كانون الثاني يناير الماضي، التي ذهب ضحيتها اكثر من 50 مدنياً ألبانياً. وأضاف في حديثه الى "الحياة" ان التقرير تجاهل الكثير من الأدلة الدامغة ضد القتلة الصرب "ما يؤكد ان الفريق الفنلندي تعرض الى ضغوط من جهات مؤثرة لتقديم معلومات مبهمة حتى لا تتمكن محكمة جرائم الحرب في لاهاي من ملاحقة مرتكبي المجزرة والجرائم الاخرى التي ارتكبت ضد الانسانية في كوسوفو". العمليات العسكرية وواصلت القوات الصربية امس الخميس عملياتها العسكرية في انحاء الاقليم. وقصفت دباباتها ومدفعيتها قرى ألبانية عدة في بلديات ايستوك وفوتشيترن وميتروفيتسا في الشمال وجاكوفيتسا في الغرب. وأفاد العاملون في منظمات الاغاثة الدولية في كوسوفو ان "اكثر من عشرة آلاف ألباني نزحوا عن ديارهم ولجأوا الى مناطق اخرى داخل الاقليم او خارجه خلال اليومين الاخيرين". وأفاد شهود وصلوا الى العاصمة المقدونية سكوبيا ان قرية بوليدينيا في جنوب شرقي كوسوفو القريبة من الحدود مع مقدونيا "احرقتها القوات الصربية بعدما ارغمت سكانها على الخروج منها واعتقلت حوالى 30 منهم بتهمة تقديم مساعدات الى المقاتلين الألبان". الى ذلك، حذرت الأممالمتحدة من ان الصراع في كوسوفو أدى الى زيادة كبيرة في عمليات تهريب السكان والهجرة غير القانونية الى دول اوروبا الغربية. وقال تقرير لوكالة شؤون الهجرة التابعة للأمم المتحدة نشر امس ان "حوالى مئة ألف من سكان كوسوفو الألبان غادروا ديارهم بسبب القتال وان 90 الفاً منهم يسعون للحصول على اللجوء السياسي في دول غرب اوروبا ووسطها، اضافة الى آلاف آخرين دخلوا هذه الدول بطرق غير مشروعة". ومعلوم ان المصادر الألبانية تقدر عدد الالبان الذين هجروا كوسوفو منذ عام 1990 بأكثر من نصف مليون شخص، "ما أدى الى تغيير كبير في التركيبة السكانية في الاقليم، لمصلحة الصرب الذين نقلوا مئات الآلاف من صرب كرايينا في كرواتيا وغيرهم الى الاقليم". من جهة اخرى، ذكرت مصادر المراقبين الدوليين ان الصرب واصلوا حشد قواتهم وآلياتهم العسكرية في كوسوفو وان "ما لا يقل عن ثلث قدراتهم القتالية، تم نشرها في الاقليم الذي تبلغ مساحته 10887 كيلومترا مربعا، اي حوالى 9 في المئة من اراضي الاتحاد اليوغوسلافي". وأضافوا "ان اكثر من مئة دبابة وعربة عسكرية مدرعة تحيط بمدينة بريشتينا وحدها". وفي الوقت نفسه، أكد قائد الفيلق الثالث في الجيش اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بافكوفيتش في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس، ان القوات اليوغوسلافية "أكملت استعداداتها كافة، لمواجهة اي هجوم يقوم به حلف شمال الاطلسي، سواء جواً او براً على الأراضي اليوغوسلافية". وأوضح انه "تم وضع خطط قتالية ينفذها الجنود اليوغوسلاف بمشاركة الشرطة والمتطوعين، لإحباط اي محاولة لانتشار قوات اطلسية في كوسوفو".