لا تزال المستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقطاع والقدس غداة احتلالها، تشكل بؤر توتر كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني. وجرت آخر المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أول من امس، قرب مفترق الشهداء خمسة كيلومترات جنوب مدينة غزة، بعدما بادر ضابط اسرائيلي باطلاق النار على الشرطة الفلسطينية. أكد اللواء عبدالرازق المجايدة مدير الأمن الوطني العام الفلسطيني ان تحلي الشرطة الفلسطينية بضبط النفس والهدوء وعدم الرد على رصاص الضابط الاسرائيلي جنّب وقوع خسائر كبيرة في الأرواح. وأشاد المجايدة في تصريح الى "الحياة" بتصرفات ضباطه وجنوده و"تحليهم بضبط النفس، وعدم ردهم على مصدر النار بالمثل". وجرى الحادث عندما أطلق ضابط اسرائيلي من القوات المشتركة الفلسطينية - الاسرائيلية النار في اتجاه رجل شرطة فلسطيني كان يقوم بواجبه في تنظيم حركة السير قرب مفترق الشهداء، الأمر الذي لم يرق لأحد المستوطنين العابرين في المكان. وقام المستوطن بتحريض الضابط الاسرائيلي، الأمر الذي دفع الأخير الى اطلاق النار على الشرطي الفلسطيني الذي لم يُصب. ورد الفلسطينيون فوراً باحتجاز الضابط الاسرائيلي لبعض الوقت أي انه تم فض الاشكال. ووصف المجايدة الأمر بأنه "إبعاد" للضابط الاسرائيلي وليس عملية احتجاز. وعقد مسؤولون عسكريون فلسطينيون واسرائيليون اجتماعاً في ساعة متقدمة أول من أمس. وأكد المجايدة ل"الحياة" ان تحقيقاً، لم تظهر نتائجه بعد، يجري الآن بين الجانبين "لأخذ العبرة" من الحادثة. واستنكر الحادثة التي قال انها حدثت وسط "أجواء استفزازية" من الجانب الاسرائيلي وتحديداً من المستوطنين الذين يقومون "بحملة مسعورة" للاستيلاء على الأرض في اطار سعيهم الى "فرض سياسة الأمر الواقع" تحسباً لقيام رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود باراك بتنفيذ اتفاق واي ريفر. وقال ان الجانب الاسرائيلي اعتبر سلوك الشرطة الفلسطينية "خطوة جيدة". يُشار الى ان حوادث مماثلة عدة حصلت في الأسابيع والأشهر الأخيرة. إلا ان وسائل الاعلام لم تُحط علماً بها. وجرت معالجتها في إطار اللجنة العسكرية المشتركة، الفلسطينية - الاسرائيل.