بعدما لام قادة "الحرس الثوري" الرئيس محمد خاتمي، واتهموه ب"التراخي" في التعاطي مع الاضطرابات التي هزت ايران، وطالبوه ب"التحرك سريعاً كي لا يصبح الغد متأخراً جداً"، مهددين ب"التدخل"، شدد المحافظون ضغوطهم على خاتمي. اذ اعلن رئيس مجلس الشورى البرلمان ناطق نوري ان الاضطرابات "مؤامرة خارجية بالتعاون مع اوساط سياسية في الداخل". واعتقل امس رئيس تحرير صحيفة "صبح ايمروز" صباح اليوم القريبة الى خاتمي بتهمة "الاساءة الى القرآن الكريم" راجع ص7. في الوقت ذاته حذر الطلاب من اضطرابات اكثر عنفاً اذا لم تستجب السلطات نداءهم وتسرع في تبني الاصلاحات. وأعربوا عن اعتقادهم بأن "الحرس الثوري" وقوات الأمن والمتشددين ينفذون خطة لاطاحة خاتمي. وكان 24 ضابطاً من قادة "الحرس الثوري" وجهوا رسالة مفتوحة الى خاتمي، نشرتها صحيفة "كيهان" المتشددة، حذروه فيها من ان "صبرهم بدأ ينفد"، ودانوا "تراخي" حكومته في قمع "ثورة الطلاب"، مهددين ب"التدخل" اذا "لم تتحرك" حكومته بسرعة ضد "المتآمرين". وأعرب القادة العسكريون عن اسفهم ل"السماح" بترديد شعارات استهدفت مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي خلال التظاهرات. وتساءلوا "أليس مأسوياً التعرض للأمن القومي، ومهاجمة المؤمنين، وإحراق الأملاك العامة، والتشكيك في الجمهورية الاسلامية"؟ وأنهوا رسالتهم التي حملت تواقيعهم وأسماءهم بالقول: "طفح الكيل، ولا يمكننا السماح بما يحدث". الى ذلك، اعلن رئيس مجلس الشورى ان ايران تتعرض ل"مؤامرة من الخارج بالتنسيق مع بعض الأوساط السياسية في الداخل، وتنفذها عناصر خارجة على القانون". وأشاد ناطق نوري بالميليشيات "التي احبطت المؤامرة". وأفادت وكالة الأنباء الايرانية ان مسؤول التحرير في صحيفة "صبح ايمروز" القريبة الى خاتمي اوقف أمس ووضع قيد الاعتقال الموقت. وأضافت ان المدعي العام اتهم كاظم شكري المسؤول عن قسم المعلومات العامة في الصحيفة بنشر مقال "يسيء الى القرآن". وكان المدعي العام استدعى ناشر الصحيفة سعيد حجاريان، عضو المجلس البلدي في طهران نائب وزير الاستخبارات، فأكد ان "ليس لديه علم بالمقال". واتهم اتحاد الطلاب، المتشددين و"الحرس الثوري" بالاعداد لانقلاب "لاطاحة" خاتمي او "اضعافه"، وأعلن المسؤول السياسي لمكتب الاتحاد علي افشاري في مؤتمر صحافي ان "كل شيء كان مشبوهاً منذ البداية" في اشارة الى الاضطرابات، مشيراً الى ان "التخريب عمل محترفين"، ملمحاً بذلك الى اجهزة الأمن. وحذّر من ان "الوقت يمضي بسرعة" وعلى السلطات "استجابة دعوة الاصلاح". وزاد ان جيله "سيكون الأخير الذي يؤمن بالحوار السلمي من اجل تحقيق الاصلاح".