حمل الرئيسان المصري حسني مبارك والفلسطيني ياسر عرفات على تردد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في خصوص تنفيذ اتفاق واي ريفر، فيما اعتبر وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان "هذا التردد يطعن في صدقية عملية السلام ويعطي دلالات تخالف ما كنا نعتقده ونأمله". وكان مبارك وعرفات عقدا أمس جلسة محادثات استمرت نحو ساعة في مقر اكاديمية مبارك للأمن بعد مشاركتها في تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة. واوضح موسى ان اللقاء تناول ما يمكن عمله لحض اسرائيل على التزام اتفاق واي ريفر في ضوء ما حملته الانباء عن تردد باراك في تنفيذ الاتفاق ووقف الاستيطان. وشارك في المحادثات من الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية والمستشار السياسي الدكتور أسامة الباز، ومن الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ومسؤول التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والناطق باسم السلطة نبيل أبو ردينة والسفير لدى مصر زهدي القدرة. وسألت "الحياة" موسى عن مطالبة اسرائيل بخفض الدور الاميركي في عملية السلام، فأجاب: "علينا ان نضمن نزاهة الدور الاميركي كوسيط في عملية السلام، ومن دون ذلك ستعود عملية السلام الى سابق عهدها". وابدى عدم ارتياحه تجاه التصريحات الاسرائيلية الاخيرة، وقال: "الشكوك بدأت تتزايد في صدقية اسرائيل وتوجهها نحو السلام الحقيقي"، داعيا باراك الى تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة. ولوّح بإجراءات عربية لم يحددها لمواجهة السياسة الاسرائيلية، وقال: "ستكون هناك تحركات سياسية عربية واقليمية ودولية في غضون الايام المقبلة". وسألته "الحياة" عن الموقف بالنسبة الى مطالبة اسرائيل بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها، فقال: "لم يتم التطرق الى هذا الموضوع خلال محادثات مبارك - عرفات، ولن نعلق على التصريحات السلبية الاسرائيلية في الوقت الراهن". وحض باراك على وقف سياسة بالونات الاختبار التي اتسم بها عصر بنيامين نتانياهو، ولفت الى ان الطريق الى ذلك هو تنفيذ اتفاق واي ريفر والانسحاب من الجولان وجنوب لبنان. وكان عرفات وصل الى القاهرة صباح امس في زيارة رتبت على عجالة في اعقاب اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري للبحث في التطورات على المسار الفلسطيني بعد اللاءات الجديدة التي اطلقها باراك خلال زيارته لواشنطن. وعن زيارات باراك التي شملت مصر والاردن وواشنطن ولقاء عرفات، قال المستشار السياسي الدكتور أسامة الباز: "باراك يسعى الى ازالة العزلة الاسرائيلية مع جيرانها والمجتمع الدولي، وكانت مصر اول محطة له لانه علم انها الدولة الاكبر في المنطقة والقطب الروحي في عملية السلام، ويعلم ايضا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين الذي يسير على خطاه كان يستشير العرب وتحديدا مبارك قبل إقدامه على اي خطوة". وتابع: "سياسة رابين كانت ناجحة وكان يتلقى رأياً مخلصاً لتحسين الاوضاع واستمرار مسيرة السلام. وعندما جاء نتانياهو وخالف هذا النهج انقطعت عميلة السلام في المنطقة". وتساءل عن المواقف التي سيتخذها باراك بعد جولته، ودعاه الى تحديد خطواته لتنفيذ تعهدات واي ريفر والخليل والممر الآمن والميناء والكف عن النشاط الاستيطاني وكذلك المسار السوري واللبناني. وكان الباز اعلن اول من امس أن موعد عقد القمة العربية، التي دعا اليها مبارك وعدد من الزعماء العرب، لم يتم تحديده. وقال في حديث لبرنامج "صباح الخير يا مصر" التلفزيوني: "كلما كانت القمة شاملة تضم جميع العرب من دون استثناء، كلما كانت صلاحيات المؤتمر والقرارات التي يتخذها فاعلة ومعبرة عن الاجماع العربي". ودعا الى الاعداد الجيد للقمة قبل عقدها واحراز تقدم في العلاقات العربية - العربية وتنقية الاجواء، كما دعا الى ان تستعيد كل دولة موقعها في الظروف وفي الاحوال التي يمكن ان تنبئ ان مثل هذه القمة ستكون عملاً فيه خير للجميع.