ردت السلطة الفلسطينية امس، في شكل غير مباشر، على انباء اتفاق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس الاميركي بيل كلينتون على خفض دور واشنطن في المسار الفلسطيني، فأعلنت تمسكها بالدور "المركزي" لأميركا. وصرح مستشار الرئيس ياسر عرفات بأن باراك سيلتقي الرئيس الفلسطيني فور عودته من الولاياتالمتحدة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن بعد الجولة الأولى من محادثاته مع المسؤولين الاميركيين انه يمنح نفسه فرصة 15 شهراً للتوصل الى اتفاقات سلام على كل المسارات. وعلم من مصدر قريب الى المحادثات ان الدور الاميركي سيكون نشيطاً على المسار السوري وحده. ولوحظ ان باراك هو الذي اتصل بعرفات ليبلغه حصيلة محادثاته في حين يقضي العرف ان يتولى كلينتون ذلك راجع ص3. وفي حين استمر كلينتون في كيل المديح لباراك نشرت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية تقريراً يؤكد استمرار عمليات البناء والاستيطان في الضفة الغربية. وذكر في واشنطن ان الرئيس الاميركي أقام علاقة شخصية وثيقة مع باراك من خلال محادثات استمرت نحو ست ساعات في البيت الابيض وفي منتجع كامب ديفيد الرئاسي. وفيما ركزت محادثات باراك مع كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في شكل اساسي على سبل استئناف اسرائيل المفاوضات مع سورية ولبنان، وكيف يمكن ان تتوصل الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، اُفيد ان باراك اتفق مع وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين اول من امس على ان تشتري اسرائيل، بمساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة، خمسين طائرة من طراز "إف - 16" من شركة "لوكهيد - مارتن". وتقدر قيمة الصفقة ب5،2 بليون دولار، لكنها تمنح اسرائيل ايضاً خيار شراء 60 طائرة اخرى بعد سنتين. وعبّر كلينتون عن اعجابه بباراك، في مقابلة اجرتها معه هاتفياً صحيفة "نيويورك تايمز" خلال رحلة قام بها الى آيوا اول من امس. وقال ان "الشيء الاساسي هو ان الناخبين الاسرائيليين قالوا نريد ان نسعى الى سلام مع الامن، ونريد ان يُبرم. وبسبب سجله المهني المميز، كانوا يقولون له نوليك الثقة كي تسعى الى اتمام هذه الصفقة، لحماية أمننا، ولكن اكمل عملية السلام اذا استطعت". وكشف كلينتون ان باراك امضى وقتاً طويلاً في الاطلاع على مواد ووثائق تتعلق بتوقيع الرئيس المصري السابق انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحيم بيغن اتفاقي كمب ديفيد في حجرة في المنتجع، وذلك اثناء وجوده هناك ليل الخميس - الجمعة. وقال انه "قرأ كل شيء باهتمام واسع. تحدث عن السادات، وعن الخطوة الجريئة التي اقدم عليها عندما جاء الى القدس ليتحدث الى الكنيست حتى قبل توقيع الاتفاقين. ووصف المشهد والتأثير المهم الذي تركه". وكان كلينتون وباراك وزوجتاهما هيلاري ونافا تناولوا العشاء معاً لمدة ساعتين ليل الخميس الماضي، بعدها امضى الرجلان الساعات الثلاث التالية في محادثات مغلقة. وابلغت السيدة الاولى الاميركية ضيفتها انها تأمل بزيارة اسرائيل قريباً. ونقلت "نيويورك تايمز" عن الرئيس الاميركي انه وباراك تحدثا عن عائلتيهما والحياة السياسية وعن التاريخ والصحة والحرب والسلام. وقال كلينتون "ضحكنا حول اشياء كثيرة"، بينها "غرائب السياسة". وكرر اتفاقه مع تلميح باراك الى ان مشاركة اميركا في مفاوضات السلام اصبحت انشط مما يجب. وعلق على ملاحظة رئيس الوزراء الاسرائيلي الانتقادية قائلاً "لم اعتبر ذلك اساءة اطلاقاً. ان افضل عملية سلام هي تلك التي تتخذ فيها قرارات حاسمة مع اطراف عليها ان تعيش مع النتائج. وعندما تعترضها عقبة يتولى شخص ما تسهيل الخطوة اللاحقة". واعتبر ان الدور المطلوب للولايات المتحدة يكمن في "تقديم اي اقتراحات مفيدة ممكنة، والاستعداد لتقديم اي دعم ممكن لاتخاذ اكثر القرارات صعوبة. اعتقد ان هذا هو الصائب. يمكن ان نكون وسطاء صادقين، ونبدي انصافاً وحساسية تجاه مخاوف الطرفين، وكل الأطراف". ومن المقرر ان يلتقي كلينتون وباراك مجدداً في البيت الابيض مساء لحضور حفلة استقبال رسمي. وسيجريان جولة اخيرة من المحادثات تتناول في شكل تفصيلي قضايا السلام وايران والعراق وانتشار الاسلحة وقضايا اقليمية اخرى، بالاضافة الى العلاقات الثنائية. وستختتم زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بمؤتمر صحافي مشترك بعد ظهر غد. وامضى باراك ليل الجمعة وصباح السبت والاحد في نيويورك للقاء قادة منظمات يهودية. الاستيطان وفي تل ابيب كشف تقرير لحركة "السلام الآن" وزعته امس ان اعمال البناء متواصلة في المستوطنات اليهودية "غير الشرعية" في الضفة الغربية. واشار الى اعمال بناء جديدة بعد التفجير الحكومي في اسرائيل، في خمس نقاط اقيمت من دون اذن. واتهمت الحركة باراك بالاستمرار في سياسة سلفه بنيامين نتانياهو على رغم تعهده بالعكس.