مدريد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أبلغ الموفد الاميركي الى الشرق الأوسط دنيس روس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال اجتماعهما في مدريد مساء أول من أمس معارضة الولاياتالمتحدة اعلان دولة فلسطينية في الرابع من أيار مايو المقبل. وقال روس لوكالة فرانس برس بعد المحادثات التي اجراها مع الزعيم الفلسطيني "نحن لا نؤيد" هذا الاعلان. وأضاف: "لكن المحادثات كانت جيدة وشددنا خلالها على بعض وجهات نظرنا" في شأن المسألة. ولم يشأ روس ان يتطرق الى تزامن إعلان دولة فلسطينية مع الانتخابات الاسرائيلية في 17 أيار مايو. وقال "اهتمامنا ينصب على استئناف مفاوضات السلام جدياً وبصدقية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين مع اسرائيل صائب عريقات الذي كان يقف الى جانب روس ان عرفات تحدث الى الديبلوماسي الاميركي عن "الحاجة الملحة لاستئناف عملية السلام"، مشترطاً خصوصاً "وقف الاستيطان الاسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف ان محادثات عرفات وروس تناولت خصوصاً الإعداد لزيارة الزعيم الفلسطيني الى واشنطن حيث يلتقي الرئيس بيل كلينتون في 23 آذار مارس الجاري بعد ان يكون قد التقى في باريس الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأوضح عريقات: "دعونا الولاياتالمتحدة مجدداً كي تمارس ضغوطاً على الاسرائيليين" لحملهم على استئناف عملية السلام. وقبيل اجتماعه مع روس قال عرفات ان محادثاتهما ستمهد لاجتماعه مع كلينتون. وأضاف: "نقترب من موعد مقدس ومهم جداً بالنسبة لنا هو الرابع من آيار مايو الذي تنتهي فيه المرحلة الانتقالية من اتفاقات اوسلو". وسئل عرفات هل سيعلن دولة فلسطينية مستقلة من جانب واحد في الرابع من أيار، فقال: "هذا قرار مهم ستتخذه القيادة الفلسطينية بعد هذه المشاورات العربية والدولية". وأضاف قائلاً: "قرار المجتمع الدولي من البداية هو انه ينبغي ان تكون هناك دولتان في الأرض المقدسة، دولة يهودية ودولة فلسطينية". وفي وقت سابق اجتمع الرئيس الفلسطيني مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار ووزير الخارجية ابيل ماتوتيس، واختتم عرفات أمس زيارته القصيرة الى مدريد امس وجاءت بعد زيارة مماثلة الى النروج الاثنين. وقال ماتوتيس ان اسبانيا "تقبل الشرعية الواضحة لاستقلال الفلسطينيين" لكنه اضاف ان بلاده تتساءل: "هل من الأفضل لعملية السلام ولقضية الشعب الفلسطيني نفسه تأجيل إعلان هذه الدولة الفلسطينية لبعض الوقت". وقال عرفات ان "المجتمع الدولي كان طرفاً في توقيع اتفاق اوسلو للعام 1993 واتفاق واي ريفر العام الماضي وعليه فإن الرابع من أيار هو موعد نهائي للمجتمع الدولي مثلما هو للطرفين الرئيسيين". واضاف: "أجد لزاماً علي ان أقول أننا نواجه صعوبات هائلة لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جمد عملية السلام تماماً". وتابع: "اننا ملتزمون تماماً بتنفيذ الاتفاقات بيننا وبين الاسرائيليين. وآمل أن يلزم الجانب الاسرائيلي نفسه بتنفيذ الاتفاقات". الاستيطان من جهة أخرى، كررت الولاياتالمتحدة معارضتها للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية معتبرة أنها تضر ببناء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن مساء الثلثاء "نحن نعارض المستوطنات لأننا نعتقد انها تعيق فرص التوصل الى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين". وكان روبن يعلق بذلك على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي أرييل شارون في اطار لقاء مغلق مع ديبلوماسيين الاثنين أكد خلاله ان هذه المستوطنات تساهم في ضمان أمن اسرائيل. وقال روبن ان المستوطنات تستبق الحكم وتحدد سلفاً المواضيع التي يجب ان تتناول المفاوضات على الوضع النهائي للفلسطينيين كما "تنسف الشراكة" الضرورية لپ"بناء الثقة". وأضاف ان هذه المستوطنات "تضع عراقيل كبيرة عبر تغيير الوقائع على الأرض، بشكل يزيد من صعوبات المفاوضات المعقدة بطبيعتها". وردت اسرائيل أمس مؤكدة رفضها إدانة واشنطن للاستيطان. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الناطق باسم رئيس الوزراء ديفيد بار ايلان. وقال بار - ايلان لوكالة "فرانس برس" ان "إعلان الخارجية الاميركية يستبق نتيجة المفاوضات على الوضع النهائي، ولاسرائيل الحق في البناء في الأراضي المحتلة بقدر ما للفلسطينيين الحق في البناء في مدن الحكم الذاتي".