غزة، د ب أ، أ ف ب، رويترز، أ ب - نفى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي سليمان ديميريل في غزة امس ان يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك طلب منه مهلة حتى يقوم بتنفيذ اتفاق واي ريفر او تأجيل اجزاء منه لمفاوضات الوضع النهائي. وانتقل ديميريل بعد محادثاته في غزة الى مدينة العقبة الاردنية حيث اجرى محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وقال عرفات خلال المؤتمر الصحافي القصير ان كل ما طلبه منه رئيس الوزراء الاسرائيلي هو مهلة لبعض الوقت لحين الانتهاء من زيارته للولايات المتحدة وجولته في اوروبا وتركيا ثم بدء المفاوضات اواخر الشهر الجاري حسب اتفاقه مع باراك على ذلك خلال اجتماعهما عند معبر اريز على حدود قطاع غزة الاحد الماضي. وكان الرئيس التركي بدأ في وقت سابق من امس، وبعد ختام زيارة لاسرائيل استمرت يومين، زيارة لمناطق السلطة الفلسطينية هي الثانية له منذ توقيع اتفاق اوسلو للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في عام 1993. ومن جانبه اكد الرئيس التركي ان تحقيق السلام "العادل والشامل" لا يفيد دول منطقة الشرق الاوسط فحسب، لكن الدول الاخرى ايضاً. وجدد ديميريل الموقف التركي حيال القضية الفلسطينية، قائلاً: "لقد وقفنا دائماً سنداً والى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة". وقال: "انني اكرر تعهدنا بدعمهم لكي يتوصلوا الى تحقيق حقوقهم الوطنية". واعلن الرئيس التركي ايضاً ان "تركيا ستتلقى بارتياح اي اتفاق بين اسرائيل وسورية ولبنان". ووصف الرئيس التركي القضية الفلسطينية بأنها "بوابة الحل لتحقيق السلام في الشرق الاوسط واذا اردنا تحقيق السلام الشامل يجب حل القضية الفلسطينية لانها جوهر النزاع في المنطقة". وتوجه الرئيسان التركي والفلسطيني عقب المؤتمر الصحافي الى مسجد الشيخ عجلين في غزة لأداء صلاة الجمعة. وكان عرفات عند مدخل قطاع غزة في استقبال الرئيس التركي الذي قال فور لقائه وبلغة عربية فصحى "السلام عليكم في فلسطين"، الامر الذي أثار فرحة ودهشة بدتا على وجه الرئيس الفلسطيني الذي عقد اجتماعاً قصيراً مع ضيفه في صالة كبار الزوار عند حاجز اريز. وساد زيارة ديميريل الى غزة جو ودّي بعكس زيارته للمسجد الاقصى في القدس الاربعاء عندما هتف الفلسطينيون بشعارات ضد علاقات تركيا الوثيقة مع اسرائيل. وفي العقبة دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تركيا الى لعب "دور مهم في صنع السلام في الشرق الأوسط من خلال الاسهام في تنمية الاقليم وازدهاره" فيما شدد الرئيس التركي في الاجتماع الذي عقد أمس في العقبة مع العاهل الأردني وكبار المسؤولين في الجانبين على "أهمية استئناف العملية السلمية على المسارات كافة من دون ان يتقدم احدها على حساب الآخر". ووصف الرئيس ديميريل علاقات بلاده مع سورية بأنها "جيدة" آملاً في علاقات يحكمها "التعاون والثقة مع دول الجوار وبخاصة سورية" وفي اشارة الى علاقات بلاده مع اسرائيل قال ديميريل ان "العلاقة بأي دولة من دول الجوار لن تكون على حساب دولة جارة أخرى". وشدد الرئيس التركي الذي اختتم جولة في المنطقة شملت اسرائيل وفلسطين على "عدم المساس بوحدة وسلامة أراضي العراق" وأعرب عن أمله في "اليوم الذي يعود فيه هذا البلد العراق الى مكانته الطبيعية في المجتمع الدولي". من جانبه وصف الملك عبدالله الثاني تركيا بأنها "حجر زاوية في أمن المنطقة وجسر العالم العربي الى أوروبا". وكان الرئيس التركي الذي يرافقه وزير الخارجية اسماعيل جم ووزير الدولة مصطفى يلماز ووفد رجال أعمال أتراك التقى الملك عبدالله الثاني في اجتماع مغلق تبعه اجتماع موسع لكبار المسؤولين في الجانبين. وغادر العقبة أمس بعد زيارة استغرقت أربع ساعات.