قال نائب وكيل وزارة الخارجية التركية الناطق الرسمي باسم الوزارة نجاتي أوتكان أمس ان بلاده أبلغت ايران والكويت والسعودية وسورية ب "معلومات" في شأن مبادرة تركية تستهدف تطبيع العلاقات بين العراق وجيرانه. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في الدوحة ان انقرة زودت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بهذه المعلومات، مشيراً الى أن تركيا كانت طرحت الأمر على العراق أولاً ثم أبلغت به الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "الذي أيدنا ويتابع الموضوع حالياً". وقال اوتكان انه اطلع المسؤولين القطريين على "تفاصيل المبادرة" في أثناء زيارته للدوحة حيث عقد محادثات مع وكيل وزارة الخارجية السيد عبدالرحمن بن حمد العطية. وتناولت المحادثات التركية - القطرية العلاقات الثنائية والأزمة العراقية. ووصف المسؤول التركي محادثاته في الدوحة بأنها "كانت مثمرة"، وشدد على تطابق وجهات النظر في البلدين في شأن "أهمية حماية وحدة العراق وسيادته وتحقيق حل سلمي". وأكد ضرورة "منع أي مواجهة عسكرية" مع العراق في المنطقة لكنه قال ان "الشرط الأول لذلك هو تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن". وقال في رد على سؤال عن رد الفعل الخليجي على مبادرة تركيا لتطبيع العلاقات مع العراق إن "ردود الفعل ايجابية وان أول شرط لمبادرتنا هو التزام العراق تطبيق قرارات مجلس الأمن". وسألته "الحياة" عن أسباب تفضيل تركيا تطبيع العلاقات بين العراق وجيرانه على السعي الى تطبيع العلاقات التركية - السورية فرد داعياً دمشق الى تطبيع علاقاتها مع تركيا وقال ان "من الممكن أن تتحسن العلاقات التركية - السورية". لكنه تحدث عن "تأييد سورية للارهاب ضد تركيا" قائلاً: "إذا تجاوزنا هذه العقبة فمن الممكن أن تؤسس علاقات طيبة بين البلدين تكون نموذجاً يحتذى في المنطقة". وأضاف ان "علاقاتنا طيبة مع كل دول المنطقة". وعزا عدم بلوغ العلاقات مع دمشق مستوى العلاقة مع دول المنطقة الى "تأييد سورية لحزب ارهابي تتضرر منه تركيا بصورة كبيرة". وسئل أوتكان عن التحالف التركي - الاسرائيلي والمناورات المشتركة فقال ان "اقامة علاقات بين تركيا واسرائيل حق سيادي"، وان هذه العلاقات "ليست ضد أحد وتهدف الى تحقيق مصالح مشتركة". وأوضح ان اتفاق التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل "خاص بالتدريب العسكري" وأن أنقرة وقعت اتفاقات مماثلة مع 27 دولة منها 19 دولة عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي. وتابع: "يمكننا اجراء تدريبات عسكرية ايضاً مع هذه الدول. وتركيا تريد استغلال علاقاتها مع اسرائيل وفلسطين من أجل السلام في المنطقة". وشدد على ان تركيا "أيدت القضية الفلسطينية وتؤيدها". ووصل المسؤول التركي الى الدوحة بعد زيارة الى بغداد والأردن ونقل رسالة الى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الرئيس التركي سليمان ديميريل. الى ذلك رويترز أكدت تركيا أمس انها تسعى الى اجراء حوار جديد مع سورية في محاولة لتحسين العلاقات التي افسدتها نزاعات متتالية. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية سرمد عتقانلي في بيان صحافي: "نأمل بأن نشرع في بداية جديدة في علاقتنا مع سورية". وأضاف ان وفداً سورياً قد يزور تركيا قريباً في أعقاب زيارة قام بها وفد تركي لدمشق. وتابع: "الفكرة هي بدء محادثات في شأن الشواغل المشتركة". وأضاف عتقانلي ان الوفد التركي الذي زار دمشق أكد للجانب السوري مجدداً ان تتطوير العلاقات مع اسرائيل لا يستهدف أي دولة ثالثة وان تركيا ملتزمة بعملية السلام في الشرق الأوسط.