أمضى ايهود ونافا ليلة اولى في ضيافة بيل وهيلاري. واختلطت المحادثات السياسية بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون وضيفه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالأجواء الشخصية والحميمة التي اراد لها الاميركيون ان تخيّم على اللقاءات في اشارة الى انقضاء عهد التوتر الذي ميّز مرحلة بنيامين نتانياهو وتدشين عهد جديد، جرى افتتاحه امس في الجناح الخاص في البيت الأبيض، بدل المكتب البيضاوي، حيث استقبل كلينتون باراك لساعات معظمها من دون اي شخص ثالث، قبل ان تتوجه "العائلتان" نحو منتجع كامب ديفيد لتناول العشاء والمبيت وانصراف باراك الى برنامجه الحافل في واشنطنونيويورك تمهيداً للقاء ثان مع كلينتون الاثنين راجع ص3. وأبلغ كلينتون باراك فور لقائه ان "الولاياتالمتحدة ستدعم اسرائيل في مقابل المجازفة التي تواجهها من اجل السلام"، وقال: "ان الجانب الاميركي سيسير جنباً الى جنب مع اسرائيل وهي تنتهج الدرب المفضية الى السلام"، وسيفعل كل ما في امكانه من اجل تشجيع السلام بين اسرائيل وجيرانها العرب. ونوه كلينتون بسيرة باراك وخدمته في القوات المسلحة الاسرائيلية ولدى توليه رئاسة الاركان وحقيبتي الداخلية ثم الخارجية، وقال انه "اظهر على الدوام القدرة على تولي المهمات الصعبة والنهوض بها في الشكل المناسب". وذكر ان هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام في الشرق الأوسط، ووعد ببذل ما في امكانه لضمان تحقيق تقدم حقيقي على كل المسارات. وأكد مصدر اسرائيلي يرافق باراك في رحلته انه "لن يعرض خرائط او خطوط" انسحاب اسرائيلية في الجولان او الاراضي الفلسطينية امام الرئيس الاميركي بل "سيضع الكرة في الملعبين السوري والفلسطيني". ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن المصدر قوله ان "باراك سيوضح لكلينتون ان من السابق لأوانه عرض خرائط مفصلة"، فيما نسبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الى مسؤول رفيع المستوى في حكومة باراك قوله ان "الاشارات لا تكفي لبدء المفاوضات. على سورية ان تعلن بوضوح انها تريد استئنافها". وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان كلينتون الذي "يريد ترك انطباع جيد لدى باراك" قد يرفع سماعة الهاتف ويتحدث الى الرئيس حافظ الاسد بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي. وتبدو الصورة اكثر تعقيداً بالنسبة الى الفلسطينيين، فبدل ان يباشر باراك تنفيذ اتفاق "واي ريفر" سيبدأ اولاً ب"اعادة الامور الى ما كانت عليه". وسيدعو في البداية الى سحب مسؤولي ال"سي.آي.اي" الذين كانوا يقومون بدور المراقب لتصرفات السلطة الفلسطينية في ما يتعلق بمحاربتها "الارهاب"، والعمل لاحقاً لبلورة "اعلان مبادئ" في شأن المفاوضات النهائية، التي لا يريد ان تلعب الولاياتالمتحدة دور الوسيط فيها. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان السلطة الفلسطينية لن تقبل بما يسميه باراك "دمج" اتفاق واي بمفاوضات "الحل النهائي"، مشيرة الى استعدادها للدخول مباشرة في هذه المفاوضات في حال بدأ باراك تنفيذ بنود اتفاق "واي". لكن مشاعر القلق بدأت تساور الفلسطينيين الذين يعلمون ان "لا ضغط على اسرائيل يعني بالضرورة ضغطاً على السلطة الفلسطينية". ويلتقي باراك اليوم وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ونائب الرئيس آل غور ووزير الدفاع وليام كوهين. ويسافر مساء الى نيويورك فيلتقي قادة المنظمات اليهودية ويعود الاحد الى واشنطن ليحضر حفلة عشاء على شرفه في البيت الابيض تضم 400 مدعو. ويختم زيارته الاثنين بلقائه الثاني مع كلينتون.