كان اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس عند معبر اريز "لقاء تعارف" اكثر منه بداية لمفاوضات جدية. وعلى رغم ان المواقف بقيت متباعدة، امكن الزعيمين اغراق تباينهما بتصريحات متفائلة باستئناف المفاوضات، وهو ما شاركهما فيه الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي ابدى "سروره كون العملية بدأت". وبخلاف اجواء التفاؤل والايماءات الرمزية التي حرص باراك على اظهارها في أول لقاء له مع عرفات، فانه اصرّ على موقفه الداعي الى الدمج بين تنفيذ اتفاق "واي ريفر" ومفاوضات التسوية النهائية مع الفلسطينيين، فيما طالب عرفات بتجميد الاستيطان. وحرص باراك على استقبال عرفات ومصافحته امام عدسات الكاميرا، بخلاف ما فعله سلفه بنيامين نتانياهو، ولم يتوان عن تقديم "الميكروفون" الذي امامه، والربت على كتف الرئيس الفلسطيني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الطرفان في ختام اجتماع رمزي استمر ساعة، اكد فيه باراك التزام حكومته الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين. وعمل جاهداً لطمأنة الفلسطينيين مشيراً الى ان لقاءه السريع بعرفات يؤكد مدى اهمية الاتفاق معهم للتوصل الى سلام في المنطقة. وزاد باراك: "نحن ملتزمون اتفاق واي وسننفذه، وسننسق مع الرئيس والسلطة الفلسطينية في مسعى لدمج التقدم في مفاوضات الحل النهائي مع تنفيذ واي". وأضاف: "نحن مصرون على تذليل كل العقبات وكل الصعوبات". وأكد ان حكومته "لن تقيم مستوطنات جديدة ولن تزيل أياً منها في الوقت الحاضر"، مشيراً الى انه تعهد للاسرائيليين ابقاء التجمعات الاستيطانية الكبيرة "حتى بعد مفاوضات الحل النهائي". واستدرك ان موضوع المستوطنات سيطرح على طاولة المفاوضات. وأشار رئيس الوزراء الاسرائيلي الى التزامه ضمان امن اسرائيل التي "امضيت معظم حياتي فيها جندياً، لكنني اريد ان يشعر كل فلسطيني بالأمان والازدهار". وبدت علامات الارتياح واضحة على وجه الرئيس الفلسطيني، ووصف باراك ب"الصديق والشريك الذي نعتز به"، وخاطبه قائلاً: "انا واثق اننا نستطيع ايها الصديق والشريك الذي نعتز به، ان نعطي عملية السلام الفرصة التي تستحقها". ورداً على سؤال عن موافقته على تأجيل تنفيذ اعادة الانتشار الثالثة، قال عرفات ان باراك اكد له التزامه تنفيذ اتفاق "واي". وشدد على التزام السلطة الفلسطينية كل تعهداتها، وأضاف: "في ما يتعلق بالأمن، سياسة السلطة الفلسطينية ستستمر بعدم التسامح مع العنف والارهاب، سواء ارتكبه فلسطينيون او اسرائيليون، وسنستمر في التعاون الأمني الاميركي - الاسرائيلي - الفلسطيني". في واشنطن اعرب البيت الأبيض امس عن ارتياح كلينتون الى لقاء عرفات - باراك واستئناف عملية السلام. وقال الناطق باري كوف ان الرئيس الاميركي "كان يتطلع الى بدء الزعماء اجتماعاتهم والبدء بدفع عملية السلام الى امام، وهو مسرور كون العملية بدأت". وأشار الى ان كلينتون يتطلع الى الاجتماع الذي سيعقده مع باراك هذا الاسبوع الخميس للبحث في وسائل تؤدي الى تحقيق التقدم. وذكر مسؤول في مجلس الأمن القومي الاميركي ان الادارة متشجعة من لقاء باراك كلاً من الرئيسين مبارك وعرفات، كون ذلك "يشكل فرصة حقيقية لدفع عملية السلام، ويتطلع الرئيس كلينتون الى اجتماعه مع باراك لاستكشاف افكاره حول ما يعتزم القيام به".